لا زال الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان يتوعّد بشن حملة عسكرية على الشمال السوري حيث التواجد الكردي لاهداف داخلية وخارجية. يترافق توقيت التهديد، مع قمة طهران التي عقدت بين روسيا وايران وتركيا من جهة، وزيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة من جهة اخرى، بالاضافة الى اتهام العراق لتركيا بقصف منتجع خلّف 8 قتلى في الشمال العراقي.
كل هذه التطورات، تردّد صداها واسعا في ارجاء المنطقة، وانذرت بتحولات كثيرة قد تشهدها في المرحلة المقبلة.
الخبير في الشؤون التركية جو حمّورة، اشار في حديث لـvdlnews، الى ان "الهدف الاساسي للعملية العسكرية المرتقبة، هو ايجاد اراض بديلة لاعادة النازحين السوريين المتواجدين على الاراضي التركية الى الداخل السوري، على غرار ما حصل عام 2019، عندما اجتاحت القوات التركية منطقة ادلب السورية".
ويشرح حموّرة: "اردوغان سيواجه انتخابات رئاسية جديدة قريبا وموضوع اللاجئين السوريين يخلق له ازمة داخلية، لذا هو بحاجة لهذه العملية لاعادة اللاجئين الى الاراضي السورية، كما ان تركيا تسعى لتعزيز موقعها التفاوضي على طاولة المفاوضات السياسية المتعلقة بالازمة السورية من خلال هذه العملية".
وعن الضربة التركية على شمال العراق في منطقة الدهوك التي اوقعت ضحايا وادت الى توتير العلاقات بين البلدين، يقول حمّورة: "لا اعتقد ان الضربة العسكرية التركية على العراق ستؤثر على مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، لان المصالح الاقتصادية القائمة بينهما والامور التي تجمعهما اقوى، على الرغم من الاضرار التي تسببت بها الضربة العسكرية والازمة الدبلوماسية التي ولدتها".
وعن اسباب هذه الضربات في الداخل العراقي، يرى حمّورة ان "تركيا تشن الهجمات العسكرية على الاراضي العراقية لايصال رسائل الى القوات العسكرية الكردية من جهة، والى ايران التي لها نفوذ كبير في الشمال العراقي من جهة اخرى".
وعن قمة طهران وحضور تركيا فيها، بقول الخبير: "هي اعادة لمفاوضات "الآستانة" لكن بصيغة مختلفة، كما انها نوع من رد على زيارة بايدن للسعودية واسرائيل".
ويضيف: "حضور تركيا في القمة طبيعي، كونها شريك اساسي مع ايران وروسيا في ازمات المنطقة من اوكرانيا الى العراق وسوريا وصولا الى ارمينيا، فهذه الدول الثلاث شريكات في الكثير من ملفات المنطقة".
وعن امكانية تتويج حضور تركيا في القمة بحلف مع روسيا وايران، يقول: "حضور تركيا في القمة لا يعني انخراطها في حلف يجمعها مع ايران وروسيا وهذه ليست المرّة الاولى التي يحدث فيها اجتماعات مماثلة".
ويضيف: "السياسة الخارجية لتركيا ترتكز بشكل كبير الى الاهتمام بمصالحها القومية وهذا الامر يدفع بها الى الاجتماع مع "الناتو" من جهة ومع روسيا من جهة أخرى دون ان يؤثر ذلك على تموضعها وعلاقاتها مع الدول".
وعن جدّية تركيا في شنّ العملية العسكرية المرتقبة، يقول: "تركيا بدّلت في توزيع وانتشار قواتها العسكرية في الشمال السوري تمهيدا لخلق جو سانح بالعملية العسكرية، واعتقد ان روسيا ليست ضد العملية وهناك موافقة ضمنية عليها ولن يحصل اي تصادم بين الطرفين انما هدف روسيا ان تبقى العملية محدودة وضمن عمق 30 كيلومترا لا اكثر".
وعن موقف الولايات المتحدة من العملية ومدى تصادم القوات التركية والاميركية في حال انطلاقها، يشير حمّورة الى ان "القوات الاميركية متواجدة في العمق الكردي في شمال سوريا وتركيا، وهي لا تسعى للدخول الى هذه المناطق وبالتالي لن يكون لذلك اي تأثير على الولايات المتحدة الاميركية".
الشمال السوري اذا على موعد مع عملية عسكرية جديدة تخلط الاوراق في سوريا والمنطقة وترفع اسهم اردوغان داخل تركيا وخارجها، وتقضي على "حلم" الاكراد بانشاء كيان مستقل أكثر فأكثر. ولكن يبقى السؤال الابرز: متى سيحين موعد الحل السياسي النهائي للازمة السورية؟