رشا يوسف - الديار
اضطر وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار الى قطع ٢٣٠كيلومتر في اليوم الواحد لاطلاق مهرجانات طرابلس السياحية وتدشين احد المشاريع في المنية وفندق سياحي في الضنية وهذا ان دل على شىء فأنه يدل على ان القطاع السياحي ما زال عنصر جذب للاستثمارات وما يتم استثماره يمكن ان يحقق الارباح .
اذا كان القطاع السياحي يعول على مدخول يتجاوز الـ ٣مليارات دولار خلال هذا الصيف تعمم فوائده على مختلف القطاعات السياحية والاقتصادية دون «جميلة «صندوق النقد الدولي الذي يريد فرض قرارات غير شعبية على لبنان من اجل اقراضه ٣مليارات دولار مقسطة على اربع سنوات.
ويتسأل القيمون على القطاع السياحي عن الاسباب التي تمنع المسؤولين اللبنانيين من دعم هذا القطاع على الاقل سياسيا بوقف تجاذباتهم التي تؤثر سلبا وتريح مختلف القطاعات الاقتصادية خصوصا انه في العام ٢٠١٠دخل على لبنان اكثر من مليوني سائح دون تعداد اللبنانيين المغتربين صرفوا اكثر من ٩مليارات دولار وهذا يعني انه بإمكان لبنان ان ينهض من جديد اقتصاديا وماليا اذا اتكل على القطاع السياحي وابتعدت السياسة عن وضع العراقيل والعصي في دواليب هذا القطاع رغم ما تعرض له من تداعيات سلبية من جراء جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت الذي ادى الى تدمير اكثر من ٢٥٠٠مؤسسة سياحية .
لبنان اليوم بأمس الحاجة الى هذه الدولارات لمنع استمرار الانهيار المالي والاقتصادي خصوصا ان رؤساء النقابات السياحية يعولون كثيرا على نجاح موسم الصيف ويذكرون ان نسبة الاشغالات في كل القطاعات تجاوزت الـ ٩٠في المئة حتى ان رئيس نقابة اصحاب مكاتب السفر والسياحة محمد دقدوق اعلن ان نسبة التشغيل في هذا القطاع وصلت الى ما بين 95 الى 100في المئة خلال عيد الاضحى بعد معاناة استمرت سنتين مع العلم ان اسعار استئجار السيارات السياحية تراجعت بنسبة ٤٠في المئة حتى ولو عادت الاسعار الى طبيعتها فان القطاع يبقى ارخص سعرا من الدول المجاورة وذلك لتشجيع اللبنانيين المغتربين وبعض السياح على استعمال هذه السيارات ودعم القطاع .
وطالب دقدوق وزارة الداخلية تخفيف الضغط على اصحاب تأجير السيارات السياحية الذين اشتروا حوالي ١٥٠سيارة جديدة ولم يتم تسجيلها بسبب اقفال النافعة واننا نطالب القوى الامنية تمرير هذا الموسم لان التقصير ليس من جهتنا بل بسبب اضراب الموظفين في القطاع العام .
ويقول امين عام اتحاد النقابات السياحية جان بيروتي ان الواقع الذي نعيشه اليوم من خلال ضخ 3 او 4 مليار دولار في السوق اللبناني والأهمية في ذلك ان هذه الأموال ستتوزع على قطاعات مختلفه وستحقق انتشارا كاملا على الخريطه اللبنانيه وستستفيد كل القطاعات من هذه الأموال التي ستكون بالعمله النادره الفريش . لكن السؤال يبقى اين ستنتهي هذه الأموال اخيرا؟ حتما ستذهب الى المخبأ في الخزنه إذ انه بعد ثلاث سنوات من عمر الأزمة لم يؤخذ اي قرار باتجاه الحل والمسؤولون في لبنان لم يسنوا اي كابيتال كونترول او يجدوا حلا للمصارف والقطاع المصرفي.
ومن خلال هذا التفاؤل السياحي فأن اهل القطاع يطالبون بالاستقرار الامني والسياسي وهم على استعداد لتأمين المليارات من الدولارات اضافة الى ما يتم ادخاله من المغتربين.
السياحة تعيش اسعد ايامها من خلال ما يدر عليها من فريش دولار وعلى مختلف القطاعات الاقتصادية ومن خلال لقاء الاحبة والاقارب والاصدقاء بعد طول غياب ومن خلال تمضية ما تبقى من موسم على خير وسلامة حتى الان حتى ان رئيس نقابة اصحاب المطاعم طوني الرامي قال انه مهما واجه القطاع من مصاعب ومطبات فهو قطاع ناجح.