"رعاية حبريّة" لـ"بلد الأرز".. والبابا يُؤيّد الخطوات المؤدية للإستقرار
"رعاية حبريّة" لـ"بلد الأرز".. والبابا يُؤيّد الخطوات المؤدية للإستقرار

أخبار البلد - Tuesday, June 28, 2022 6:00:00 AM

علي ضاحي - الديار

تأجيل زيارة البابا فرنسيس زيارته إلى لبنان، التي كان من المقرر إجراؤها في 12 و 13 حزيران الجاري لأسباب صحية، لا يعني ان «بلد الارز» خرج من اهتمامات البابا رغم انشغالاته الكثيرة وهمومه الصحية والدينية الفاتيكانية والعالمية.

 
وتكشف اوساط ديبلوماسية رفيعة المستوى ومطلعة على اجواء الفاتيكان، ان رعاية الحبر الاعظم للبنان مستمرة، ولم تخرج ازمة لبنان لا من عقله ولا من قلبه، وتشير الى ان تركيز الفاتيكان ليس على التفاصيل الداخلية، والتي يرى انها من شأن اللبنانيين، ولكن ما يهم الفاتيكان هو الاستقرار اللبناني المالي والسياسي والاقتصادي والامني وبالطريقة المناسبة.

ويرى الفاتيكان وفق الاوساط، ان الاولوية اليوم هي للخروج من الازمة الاقتصادية الخانقة ومنع انهيار لبنان، وهذا لن يتحقق الا بانجاز تفاهم كامل مع صندوق النقد الدولي وعبر حكومة اصيلة.

وعلى غرار كل الاوروبيين و «المجتمع الدولي»، يرصد الفاتيكان بكل قلق ومنذ نشوء الازمة في 17 تشرين الاول 2019، اداء المسؤولين اللبنانيين، خصوصاً في السلطة التنفيذية والتي لم تقم بما يلزم لتخطي البلد ازمته المستمرة والمتفاقمة، ورغم سوء اداء السلطة السياسية وتوقع منها خطوات جدية وحاسمة وان تساعد نفسها قبل طلب مساعدة الخارج، يتشاور الفاتيكان مع الاليزيه وكلمة الحبر الاعظم مسموعة هناك، ولذلك المبادرة الفرنسية والمظلة فوق لبنان لا تزال قائمة، رغم الخيبة من سوء الاداء الرسمي والسياسي.

وفي حين لا يمكن للاوساط ان تجزم بقرب تشكيل حكومة جديدة للبنان، وانها ستكون سريعة رغم كل الحث الفرنسي والفاتيكاني على تشيكلها، تؤكد ان لا معلومات عن اي تسوية حكومية جديدة قد تكون مقدمة لتسوية رئاسية وانتخاب الرئيس الجديد، وتجزم الاوساط ان الملف الرئاسي ليس على «النار» الدولية، ولا ربط بين اي حكومة والملف الرئاسي.

وتشير الاوساط الى ان الهاجس الاوروبي والدولي، هو منع انهيار لبنان الاقتصادي والمالي، وتحلل الدولة، والدخول في سيناريو فوضى الـ 1975 ، وان تفقد الدولة والجيش السيطرة على المفاصل السيادية والدستورية والادارية والامنية والعسكرية للبلد.

وفي ملف الانفتاح على حزب الله والمكونات اللبنانية الاخرى، تكشف الاوساط ان سياسة الانفتاح والحوار ومد اليد هي سياسة فاتيكانية راسخة في العمل السياسي، وتقول ان الفاتيكان يفصل بين العمل الديني والكنسي والذي تحكمه قواعد ثابتة وصارمة، ولكن العمل السياسي والديبلوماسي مرتبط بالمتغيرات.

وتقول الاوساط ان العلاقة مع حزب الله واي مكون لبناني آخر تصب في إطار الاستقرار، وهي مرهونة بمدى رغبة واستجابة اي مكون لبناني مع الانفتاح الفاتيكاني عليه، وتكشف عن لقائين بروتوكوليين حدثا في سفارة الفاتيكان مع حزب الله في إطار تكريس الانفتاح بين الجانبيين. ولكن الاوساط تؤكد ان لا مدى زمنياً ولا تصوراً محدداً لكيفية تطور العلاقة بين الفاتيكان وحزب الله.

وتكشف الاوساط ايضاً، ان البعض في لبنان احدث ضجة وافتعل سجالاً معيناً، ولكنه لم يلق صداه في الفاتيكان، ودوائره اصلا لا تدخل في الزواريب ولا التفاصيل اللبنانية، وما يهمها الاساسيات وليس التفاصيل.

وتؤكد الاوساط ان الفاتيكان يفصل في العلاقة الدينية والسياسية مع بكركي وللجانب الديني قواعد واصول، وفي الجانب السياسي هناك حرية ومساحة كبيرة واستقلالية للبطريرك الراعي، وهو يُقدّر مواقفه السياسية الداخلية اللبنانية، ما يهم الفاتيكان هو الاستقرار ويؤيد الآليات الواضحة للوصول الى الاستقرار، وهو يرى ان الحوار بين اللبنانيين ومؤسساتهم وانتظامها كفيل ايضاً، بتأمين الاستقرار المنشود. 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني