نداء الوطن
بعد اللغط الذي دار حول موعد زيارة البابا فرنسيس إلى لبنان وبعدما كان تم تحديد تاريخ هذه الزيارة وتم التسريب بأنها يمكن أن تؤجل، أعلن رئيس اللجنة الوطنية العليا للإعداد للزيارة وزير السياحة المهندس وليد نصّار في بيان، أنّ لبنان تلقى رسالة من دوائر الفاتيكان تبلّغ فيها رسمياً قرار إرجاء زيارة الحبر الاعظم المقرّرة إلى لبنان، على أن يتم الإعلان عن الموعد الجديد للزيارة فور تحديده.
وأشار نصّار إلى أنّه قد تمّ إرجاء الزيارات الخارجية والمواعيد المقرّرة في برنامج قداسة البابا فرنسيس لأسباب صحّية، متمنياً لقداسته الشفاء العاجل.
وحتى لحظة هذا الإعلان كانت ما زالت التحضيرات تسير بشكل طبيعي لاستقبال قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس في زيارته التاريخية الى لبنان التي كانت مرتقبة يومي 12 و13 حزيران، وقامت اللجنة الوطنية التحضيرية بالتنسيق مع اللجنة الكنسية بكل الترتيبات، خصوصاً بعدما كان فريق فاتيكاني (فرقة سبّاقة) وصل الى لبنان للتباحث حول البرنامج الافضل للزيارة.
وفق المعطيات، فإن الجانب اللبناني سلّم الى الجانب الفاتيكاني مقترحين لمسودتي برنامج للزيارة على ان يعود للدوائر الفاتيكانية ان تحدد أيّاً من البرنامجين ستعتمد او ان تقترح آخر تراه اكثر ملاءمة للزيارة، علماً ان الثابت كان زيارة القصر الجمهوري وعقد لقاء مع رئيس الجمهورية ميشال عون ومع رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة ربما نجيب ميقاتي او الرئيس المكلف، إذا تمت الإستشارات النيابية على خير، او الاثنين معاً، اضافة الى لقاءات اخرى مهمة، واقامة قداس قرب مرفأ بيروت بحضور شهداء انفجار 4 آب، وعقد لقاء مع الشبيبة في المكان نفسه او في حريصا، حيث سيكون البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حاضراً الى جانب البابا وبطاركة الطوائف الاخرى.
الإعلان عن التأجيل صدر بعدما كان عدد من زوار روما عادوا أخيرا بانطباع ضبابي حول الزيارة لجهة ان تأكيدها ليس نهائياً بعد، وكشف احدهم لـ"نداء الوطن" ان هناك عوامل قد تؤدي الى عدم اتمام الزيارة في موعدها المقرر وربما تأجيلها الى موعد آخر، وهناك عاملان اساسيان يؤشران الى ان الزيارة قد لا تحصل في موعدها المقرر:
الاول: صحة البابا فرنسيس، الذي يعاني ألماً في ركبته يمنعه من السير او يجبره على السير بصعوبة شديدة، وقد لزم الراحة اخيراً بطلب من الاطباء، مع الامل في ان تتحسن أوضاعه الصحية من الآن الى موعد الزيارة.
الثاني: كان من ضمن خطط الزيارة ان يكون لبنان محطة اولى تتبعها محطة ثانية وهي زيارة القدس بهدف لقاء بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل الأول الذي كان موعد زيارته الى القدس يتزامن مع زيارة البابا الى لبنان، الا ان البطريرك كيريل ألغى زيارته الى القدس مما يعني ان اللقاء بينه وبين البابا فرنسيس ألغي ايضاً. اذ سبق وعقد لقاء بينهما في هافانا في 12 شباط 2016، وكان الأول منذ آخر لقاء مماثل حصل منذ قرابة ألف سنة بين رأس الكنيسة الكاثوليكية وبطريرك أكبر الكنائس الأرثوذكسية منذ الانفصال بين الكنيستين الشرقية والغربية عام 1054. ويبدو أن السبب الصحي كان الموجب الأول للتأجيل.
ويؤكد المصدر ان "الجانب الرسمي اللبناني كان في صورة هذه التطورات، وان الجانب الفاتيكاني طلب الاستمرار بوتيرة تحضيرات الزيارة كما هي مقررة، لان رغبة البابا فرنسيس هي زيارة بلاد الارز التي تعاني مخاطر كبيرة نتيجة الاحداث المتراكمة، ولا سيما الازمة الاقتصادية والمالية وازدياد نسبة الفقر المدقع، وهذا ما تحدث عنه البابا مراراً في عظاته ورسائله حيث خص لبنان بالذكر، وحضّ المسؤولين على المستويين السياسي والديني على العمل لتخفيف الأعباء عن الشعب".
ولكن طالما أن قرار التأجيل قد صدر فإن البرنامج الذي كان يتم إعداده قد يبقى صالحاً مع تغيير في التاريخ فقط من دون معرفة ما إذا كانت فترة التأجيل يمكن أن تنتهي قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، خصوصاً أن الزيارة كان من بين أهدافها التأكيد على استكمال عملية التغيير في لبنان من الإنتخابات النيابية، وصولاً إلى الرئاسية التي كان يراد منها أن تكون مناسبة لخلاص لبنان والخروج من حال الإنهيار.