كالفريسة المصابة التي لم يعد أمامها حل للهرب أو النجاة فتبدأ بالأنين بصوت مرتفع وتحاول أن تضرب وتهاجم كل ما حولها لعلها تنجو، هذا بالضبط ما يحاول حزب الله فعله من خلال هجومه على رئيس حزب حركة الاستقلال السياسي النائب ميشال معوض... ربما لأنه يشعر بخوف من سقف المواجهة المرتفع، أو لأنه بأسلوب التخويف لم يستطع أن يرهبه فقرر أن يبدأ بتسخير اعلامه لتلفيق الملفات وصياغة أخبار مغلوطة بحق معوض ووالدته السيدة نايلة.

خوف الخاطئ من مواجهة الحق أمر طبيعي ولا جدال فيه، وكيف لا يرتبك الحزب من الوجود القوي لمعوض في الشمال ومن مواقفه الثابتة ضد السلاح غير الشرعي والارهاب... كيف من الممكن ألا ينزعج الحزب من وجود ميشال رينيه معوض المدافع الشرس عن الحقوق والقوانين والمتمسك بعلاقاته الدولية القوية مع أمم تدين حزب الله وتعتبره ارهابيا.

وعلى الرغم من أنه أسلوب "رخيص"، الا أنه معتمد ومتعارف عليه بين الفاسدين، فهي ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها الحزب الى نشر مقالات في الوسائل الاعلامية التابعة له لخلق حملات يحاول من خلالها طمس الحقائق والهجوم على أصحاب الحق، وعلى رأي مقولة علي بن ابي طالب الشهيرة "حين سكت اهل الحق عن الباطل توهم اهل الباطل أنهم على حق"، ولكن ليس هذه المرة، فأصحاب الحق لن يسكتوا بل سيقاومون وسيدافعون عن شعب يحتاج للتخلص من براثن خارجية حكمت عليه بالاعدام والموت البطيء.

وناهيك عن المقالات المنشورة في جريدة الأخبار، فنائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم شن هجوماً منذ أيام، حاول من خلاله نشر السم السياسي في خطاب له متهما معوض بأنه ليس من المجتمع المدني، قائلا: "بعض الأشخاص يدحشون نفسهم في المجتمع المدني، وهل الضاهر ومعوض مجتمع مدني؟ هذه عائلات شاركت في الحكم سابقا وساهمت في الفساد"، نعم اتهمهم بالفساد وهو العالم به جيدا لأن الجهة السياسية التابع لها لطالما كانت موردا أساسيا له.

الخطاب الذي أطلقه قاسم، يؤكد المؤكد، وهو أن الحزب بات خائفا على مكانته ووجوده في دائرة ينتصر فيها يوميا صوت الحق والضمير على صوت السلاح غير الشرعي.

ما يقوم به الحزب من خلال ما يُكتَب ويُنشَر ويُبث هو حملة مشبوهة وممنهجة وأهدافها واضحة، الا أن على هذه الجهة أن تعلم أن محاولات نشر السم في النفوس لن تنجح بعد اليوم، فالناس تألموا وتعلموا وأصبحوا على دراية، وهم يعلمون جيدا من يحاول رفعهم ومساندتهم ومن يحاول استغلالهم بهدف الوصول!.