كريم حسامي

الحرب الاوروبية والشرق الاوسطية تتوسع لتطال بشظاياها كل دول العالم اكان عسكريا ام سياسيا ام اقتصاديا او اي طريقة اخرى تخطر على البال.

هذه الحرب التي هي بداية الحرب العالمية الثالثة عسكريا بعدما بدأت اقتصاديا  منذ سنتين، تتوسع وتضرب كل دول العالم، كل على مستوى مُعيّن، فيظهر لنا كيف أنّ العالم الذي هو اشبه بقرية صغيرة على خلفية  "العولمة" هو في الحقيقة النظام الرأسمالي الذي ربط كل شي بالنظام الاقتصادي الاميركي، ما ادى الى تأثر الدول باي حدث وبالتالي تنهار الأمور كالدومينو”Domino Effect”. 

فمنذ الحرب العالمية الاولى، نشهد الازمات والانهيارات نفسها في الدول قبل وخلال اندلاع الحرب العسكرية، مثل  انهيار عملات الدول ومشاهدة العالم في طوابير لشراء المحروقات والخبز والغاز وتدّني معيشة العمالة ما يؤدي الى قلب حياة الناس. هذا يحصل قبل بدء اندلاع الحرب العسكرية او خلالها التي تستمر بضع سنوات قبل إعادة الحياة والمسار الاقتصادي من خلال نظام عالمي جديد.

الحرب العالمية الثانية بدأت عندما هاجم الزعيم النازي أدولف هتلر بولندا في الاول من ايلول 1939، وتم خلالها استخدام السلاح النووي للمرة الاولى على هيروشيما وناغاساكي، وأظهر لاحقا انها كانت تجربة سلاح على البشر لسلاح مثلما يحصل الآن في سوريا والعراق واليمن وأوكرانيا وغيرها.

في السياق، يتم التساؤل ما اذا كان بوتين "هتلر" جديد سيغزو ويحتل بلدان بعد اوكرانيا ويُوسّع نطاق الحرب بمساعدة الدول الاوروبية واميركا من اجل أن تصبح الحرب على اوكرانيا أشرس وأصعب ودموية أكثر مع دمار حجري واقتصادي شامل يشّل الدول الاوروبية اكثر من الان بكثير الى جانب الولايات المتحدة، فما كان يحصل في لبنان انتقل بقوة إلى أوروبا واميركا في وقت تحصل مظاهرات في فرنسا وهنغاريا بسبب ارتفاع اسعار المحروقات والمواد الغذائية ونقصها.

الى جانب كل هذه العوامل، تم التهديد باستخدام النووي والحديث عن امكانية استخدامه من قبل الرؤساء وحتمية اندلاع الحرب العالمية الثالثة عبر التكلم عنها واحتمالاتها.

يتم تحضير الاجواء لاستخدام السلاح الكيماوي من اي من الطرفين وتحضير الحجة للشعوب من اجل ان تتدخل اميركا مباشرة، فضلا عن استهداف الروس لناقلات السلاح الذي يصل من الغرب لاوكرانيا.

الاحداث الاوكرانية شبيهة جدا بالاحداث السورية، فالتكتيك الروسي بقصف اهداف محددة ثم التوغل ثم اعطاء فرصة للمدنيين للمغادرة عبر فتح ممرات ووقف النار وافساح المجال للجنود للاستسلام ثم  اعتماد سياسة الارض المحروقة وتدمير معظم المساحات من اجل الدخول الى قلب المدينة او القرية.

الحرب تشمل كل دول اوروبا من أصغرها إلى أكبرها، فضلاً عن دول آسيا وأميركا اللاتينية.

ويجب عدم إغفال وصول طائرة مسيرة من أوكرانيا إلى كرواتيا محمّلة بـ40 كلغ من المتفجرات، ما يظهر مدى خطورة الاوضاع، خصوصا انه مؤشر إلى امكانية استخدام السلاح النووي من اجل فرض معادلات جديدة  توصل الى نظام عالمي جديد، وهذا ما يحصل حاليا من اوروبا وصولا الى الشرق الاوسط.