الديار
بالتوازي مع تحليق الاسعار ما دفع بخبراء ماليين للتنبيه من العودة لدوامة ارتفاع سعر صرف الدولار الذي تجاوز يوم أمس مجددا عتبة الـ21 ألفا، استعرت المواقف السياسية مجددا على بعد أيام من اقفال باب الترشيحات وحوالي شهرين على موعد الاستحقاق النيابي.
وكالعادة تصدرت القوى المسيحية المشهد لجهة تبادل الاتهامات والمسؤوليات. وسُجل أمس سجال عالي النبرة بين رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على خلفية ملف «الميغاسنتر». ففيما اتهم جعجع «التيار» من خلال التمسك بمراكز الاقتراع الكبرى رغم العوائق التي تحدث عنها وزير الداخلية وغيره من الوزراء المعنيين، بمحاولة تأجيل الانتخابات تمهيدا لتطييرها، وصف باسيل رئيس «القوات» بـ»الخائن» من دون ان يسميه، قائلا:»مش اول مرة بيخون وبيتراجع. الميغاسنتر، يعرف قيمته الاستراتيجية أهل الجبل والشمال والجنوب والبقاع وبيروت، وهو يعرف ان انشاءَه يسهّل ولا يؤخّر! بس هو هيك! هيك باع صلاحيات الرئيس بالطائف وحارب الرئيس القوي بصلاحياته، وهيك خان بالقانون الأرثوذكسي وضحّى بنواب الانتشار… سبحان الخالق».
وبدا واضحا ان «التيار» لن يتمكن من مواصلة الدفع بموضوع «الميغاسنتر» وحيدا بعدما تركه الجميع ومن ضمنهم حلفاءه في منتصف الطريق، وبخاصة لن يستطيع تبني دعوة وزير السياحة وليد نصار لتأجيل تقني للانتخابات لشهرين لضمان اعتماد هذا الطرح، من هنا كان موقفه أمس بمثابة تراجع واضح تم بضغط من قيادة «الوطني الحر»، بحيث قال نصار في تصريح: «لا يجب تأجيل الانتخابات يومًا واحدًا، لأنّها استحقاق دستوري، وأتنازل عن «الميغاسنتر» لمصلحة إجراء الانتخابات في موعدها».
وقالت مصادر مطلعة على المشاورات الحاصلة في هذا الملف لـ»الديار» ان «الوطني الحر كما رئيس الجمهورية لا يمانعان ضمنيا تأجيل الانتخابات للسير بالميغاسنتر، الا انهما علنا لا يستطيعان على الاطلاق الاعلان عن ذلك كما فعل نصار لأنهما سيفتحان عليهما أبواب جهنم باعتبار ان كل قوى الداخل والخارج تنتظر اي فريق سياسي عند اول تصريح لاتهامه بمحاولة تأجيل الانتخابات». وأضافت المصادر:»في كل الأحوال وكما الكل بات يعلم فان «الوطني الحر» أكبر المتضررين من الانتخابات لذلك لن يتوانى عن استغلال اي فرصة لتأجيلها واذا تمكن تطييرها، ولا شك ان الكثير من القوى الاخرى المتضررة ايضا لن تمانع ذلك الا انها ستحاول قدر الامكان ان تبقى تدفع في هذا الاتجاه من خلف الستارة».
واعتبرت المصادر ان «السجال بين «القوات» و»التيار» سيحتدم لا شك مع الاقتراب من موعد الانتخابات، فهما وان كانا يعيان ان ايا منهما غير قادر على اجتذاب جمهور الطرف الآخر، بحيث ان من سيتخلى عن جعجع او عن باسيل اما سيقاطع الانتخابات او سيصوت لقوى الثورة والمجتمع المدني، الا انهما في الوقت عينه يعرفان ان هذا السجال يشد عصب جمهوريهما خاصة وان باسيل لم يعد قادرا على الاستمرار بالتصويب على رئيس المجلس النيابي نبيه بري وهو يخوض الانتخابات معه في عدد من الدوائر، كما ان جعجع يعتبر «الوطني الحر» الشماعة الافضل لتحميلها كل مصائب البلد».