عيسى يحيى - نداء الوطن
نزل كلام الرئيس فؤاد السنيورة حول مشاركة السنّة في الإنتخابات النيابية وبمباركةٍ من مفتي الجمهورية برداً وسلاماً على الشارع السنّي، ولاقى ترحيباً حتّى في صفوف بعض المستقبليين والذين لديهم باعٌ طويل في العمل السياسي ويرفضون التسليم بالأمر الواقع.
تركت خطوة الرئيس سعد الحريري أثرها على الساحة اللبنانية بشكل عام، وعلى من يعنيهم الأمر بشكل خاص، وأحدثت إرباكاً استفاد منه خصوم «المستقبل» بالدرجة الأولى، ووضعت أصوات السنّة على مشرحة اللوائح والتقسيمات الإنتخابية، لتعود وتبدأ بلمّ شملها بعد التصريحات التي أعلنها الرئيس السنيورة وإسنادها بفتوى دينية من المرجعية الروحية الأولى للطائفة.
وعليه، تركت الخطوة المستجدّة على الساحة السنّية المتمثلة بالدعوة للمشاركة في الانتخابات ارتياحاً لدى الجمهور السنّي في بعلبك الهرمل بمن فيهم جمهور تيار «المستقبل» الذي يعيش مرحلة تخبّط بين الالتزام بقرار رئيس «التيار» والتعبير عن رأيه السياسي وعدم إخلاء الساحة للخصوم السياسيين، وترك المقاعد السنّية في الدائرة تذهب إلى «حزب الله». وفي هذا الإطار أكد قيادي مستقبلي عتيق لـ»نداء الوطن» أن «الوضع اليوم يستدعي أكثر من أي وقتٍ مضى المشاركة في الانتخابات اقتراعاً وترشيحاً، وعدم إخلاء الساحة البقاعية أمام الأحزاب التي تسعى إلى ضمّ المقعدين السنيين في الدائرة إلى كتلتها وإعادتنا إلى القانون الأكثري الذي حرمنا التمثيل على مدى عقود، واستأثر به البعض بسبب فائض الأصوات والغلبة العددية»، ورأى «أن خطوة «المستقبل» التي اتّخذها الرئيس الحريري صبّت في مصلحة الأخصام وتحديداً في بعلبك الهرمل، وفتحت الباب أمام تغلغل «حزب الله» أكثر في البيئة السنية، وهو مرتاحٌ لمجريات مشاوراته التي يجريها مع الشخصيات السنية التي يتواصل معها لضمّها إلى اللائحة بل يتدلّل على البعض منها، على اعتبار أن لا قائد أوركسترا سنية موجود اليوم يستطيع أن يجمع الطائفة وأن يوحّد أصواتها وتصبّ لمرشح واحد أو اثنين كما حدث عام 2018 عندما تحالف «المستقبل» و»القوات»، وصبّت الأصوات السنية للمرشحين من تيار «المستقبل». وأكد «أن دعوة الرئيس السنيورة إلى المشاركة في الانتخابات في محلها، والمواجهة تتم عبر خوض الاستحقاق وعدم ترك الساحة أربع سنوات للمستفيدين من الاعتكاف الذي حصل».
«ائتلاف قوى التغيير»على خط الثورة والثوار، أطلقت مجموعات من الحراك والأحزاب المستقلة وثوار 17 تشرين ائتلاف قوى التغيير في بعلبك الهرمل على غرار الائتلافات التي ظهرت في مختلف المحافظات اللبنانية، وذلك خلال احتفال أقيم في قاعة تموز في بعلبك يوم أمس، وكان لافتاً رفع سقف الخطاب خلال الاحتفال ممن انتهز فرصة الصعود على المنابر، ووجّه الانتقادات إلى «حزب الله» من دون تسميته. ووفق المعلومات، فإن للإئتلاف حتى الآن مرشحين اثنين (أحدهما عن المقعد الشيعي وآخر عن المقعد السني)، على أن يكون هناك ورشة عمل كبيرة واجتماعات متلاحقة خلال الأسبوعين المقبلين لاختيار المرشحين وتأليف لائحة من المستقلين في الدائرة، ومن المتوقع أن يتم تمويل اللائحة من مجموعتي «نحو الوطن» و»كلنا إرادة» وسبق ذلك نقاشات مطولة داخل الائتلاف قبل إعلانه حول التمويل وماهيته ومن يقف وراءه.
ووفق التقديرات والإحصاءات ونتيجة التحركات الثورية على مدار عامين في المحافظة، وبعض الشخصيات التي يمكن أن تترشح، فإن حظوظ الائتلاف ضعيفة جداً في المنطقة ولا يمكن أن يصل إلى ربع حاصل، ولا يمكنه أن يبني التكهّنات على عدد الحضور خلال الاحتفال.