لامس الخام الأميركي، اليوم الخميس، سعر 115 دولارا للبرميل، في أعلى مستوى منذ سبتمبر 2008. وارتفعت عقود الخام الأميركي "نايمكس" تسليم أبريل بنسبة 3.86% عند سعر 114.46 دولار للبرميل. وبالمثل ارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم مايو بنسبة 4.02% إلى 116.95 دولار للبرميل.
وجاء الارتفاع بعد تعاظم المخاوف على إمدادات النفط بسبب استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والعقوبات التي لا تنفكّ تنهال على موسكو بسبب ذلك.
وتأتي هذه المكاسب أيضاً بعد إعلان تحالف أوبك+ الالتزام بالخطة الحالية لزيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل في اليوم أبريل المقبل.
وكانت التوقعات بأن تبقي المجموعة، على سياستها الراهنة بزيادة الإنتاج تدريجيا.
وتوقع كبير المحللين في markets.com، نيل ويلسون، أن تستمر أسعار النفط بالارتفاع في الفترة المقبلة خاصة مع ارتفاع الطلب على الطاقة خوفا من تأثر سلاسل الإمداد.
وقال ويلسون في مقابلة مع "العربية"، إنه من المرجح أن نرى المزيد من العقوبات الطوعية وهذا بدوره سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
وتابع: "لا أستطيع توقع المستويات السعرية التي سنراها.. كما من الصعب معرفة إذا ما كانت الأسعار تحتسب العقوبات الطوعية ولكنها بلا شك سترتفع".
وتثير العقوبات المتزايدة التي تفرضها الدول الغربية على روسيا مخاوف من توقف الصادرات الروسية من النفط والغاز، الأمر الذي ينعكس ارتفاعاً في الأسعار.
وتشكّل الإمدادات الروسية حوالي 40% من حاجة الغاز الأوروبية، فيما يتجه نحو 2.3 مليون برميل من الخام الروسي غرباً كل يوم عبر شبكة من خطوط الأنابيب.
والثلاثاء أعلنت وكالة الطاقة الدولية أنّ الدول الأعضاء فيها ستسحب من احتياطاتها النفطية الاستراتيجية 60 مليون برميل لتهدئة مخاوف الأسواق.
وفي أول خطاب له عن "حال الاتّحاد"، صباح الأربعاء، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أمام الكونغرس أنّ الولايات المتحدة ستسحب من احتياطها الاستراتيجي 30 مليون برميل من النفط لإرساء الاستقرار في السوق.
وبدأت روسيا عملية عسكرية بأراضي جارتها في وقت كانت الأسعار ترتفع أساساً بسبب نقص الإمدادات والانتعاش القوي في الطلب في جميع أنحاء العالم بسبب رفع العديد من الدول القيود التي فرضتها لمكافحة جائحة كوفيد.