حسن هاشم
لا يزال الإرباك يطغى على الواقع الانتخابي في مختلف المناطق السنية نتيجة تداعيات إعلان الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي وطلبه من تيار "المستقبل" عدم خوض الانتخابات النيابية ترشيحاً باسم التيار، ما جعل الساحة السنية مشتّتة سياسياً وانتخابياً على الرغم من محاولات احتواء هذا الواقع من قبل المرجعية الدينية أي دار الفتوى وبعض الشخصيات السنية كرئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة.
وبرز في مدينة طرابلس في الساعات الأخيرة إعلان عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، رجل الأعمال أحمد الأمين، إعلان ترشحه لخوض الانتخابات النيابية المقبلة عن المقعد السني في طرابلس ضمن دائرة الشمال الثانية (طرابلس – المنية – الضنية) ضمن تحالف مع رئيس "تيار الكرامة" النائب فيصل كرامي، ولا سيما أنّ الأمين كان مرشّح كرامي لانتخابات "الشرعي".
وأتى هذا الإعلان بعد زيارة قام بها كرامي والأمين إلى مفتي الجمهورية، الشيخ عبداللطيف دريان، وانتشار أخبار عن أنّ كرامي يستعدّ لإعلان لائحة يؤلّفها بالتنسيق مع الحلفاء، الأمر الذي نفاه أمين سر "تيار الكرامة"، علاء جليلاتي، الذي أشار إلى أنّه "لا صحة لأي كلام عن "اعلان" لائحة يؤلفها النائب كرامي بالتنسيق مع الحلفاء والتي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي"، مشدداً على أنّ "أي كلام في هذا الخصوص يصدر عن النائب كرامي او مكتبه الإعلامي".
"شق الصف الإسلامي"
أوساط سنية استغربت إعلان الأمين ترشحه لخوض الانتخابات النيابية ووضعت هذا الترشّح في إطار "شقّ" الصفّ الإسلامي والخروج عن "التوافق الإسلامي" ومواجهة أي شكل من أشكال الوحدة الإسلامية، كاشفة أنّ "هناك اتفاقاً حصل بين هيئة العلماء المسلمين والقوى الإسلاميّة كافّة في كلّ المناطق على دعم مرشّح واحد لكلّ منطقة، وعلى هذا الأساس دعمت "الجماعة الإسلامية" مرشّح دار الفتوى في زحلة الشّيخ وليد اللويس بالاتفاق مع القوى الإسلامية".
وأشارت الأوساط إلى أنّ "هيئة العلماء المسلمين والقوى الإسلامية في طرابلس توافقت على ترشيح الأمين العام لـ"الجماعة الإسلامية"، عزام الأيوبي، بعد سلسلة مشاورات واجتماعات شاركت بها "الجماعة" وفعاليات إسلامية من طرابلس والشمال".
وتساءلت الأوساط عمّا إذا كان الأمين قد تشاور مع أحد من هيئة العلماء المسلمين أو القوى الإسلامية المحسوب عليها كي يتخذ قراره بالترشّح.
"رجل أعمال ملتزم دينياً"
مصادر مطّلعة على حراك الأمين الأخير، استبعدت أن يكون قد حصل اتفاق تام بين هيئة علماء المسلمين والقوى الإسلامية في مختلف المناطق، لافتة إلى أنّ القوى الإسلامية هي في الأساس ليست جسماً واحداً وبالتالي من غير المنطقي أن تتفق على مرشّح واحد في كلّ منطقة.
وعن قرار الأمين بالترشّح من خارج التوافق مع القوى الإسلامية، أوضحت المصادر لـ vdlnews أنّ الأمين ليس رجل دين بالمعنى التقليدي فهو ليس شيخاً معمّماً أو يمثّل تياراً إسلامياً، بل هو رجل أعمال ناجح وملتزم دينياً ولديه مؤسساته التجارية (محامص الأمين) وأكاديمية للتدريب، وهو في الأساس ترشّح باسم النائب كرامي لعضوية المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى.
ولفتت المصادر إلى أنّه من الطبيعي أن يكون الأمين جزءاً من التحالف مع النائب كرامي عندما تكتمل صورة التحالفات وتصبح اللائحة جاهزة للإعلان.
"الجماعة": لم يكن هناك التزام
من جهتها، مصادر "الجماعة الإسلامية" أكّدت لـ vdlnews حصول ما وصفته بـ"شبه توافق" بين القوى الإسلامية وهيئة العلماء على ترشيح شخص يمثل القوى الإسلامية في كل منطقة.
لكنّ المصادر أوضحت أنّ "الاجتماعات التي ضمّت ممثلين عن "الجماعة" وهيئة العلماء وفعاليات من المشايخ، لم يكن الأمين حاضراً فيها وبالتالي لا يمكن اعتبار ترشيحه خروجاً عن التوافق الإسلامي لأنه لم يكن هناك التزام في الأساس من قبله ونحن نحترم خياره".