كتب دافيد عيسى في موقع mtv:
اسمح لي أيها القديس العظيم ان ارفع اليك الصلاة في عيدك الذي يصادف اليوم، وأن أتوجه اليك، انا الكاثوليكي الانتماء والماروني الهوى، بهذا الكتاب لأتحدث فيه اليك عن أحوال أبناء كنيستك.
أيها القديس الكبير... إن المارونية التي أسست ورسمت لها طريق الحق والحياة والشهادة، والتي التزمت بنهجك ورسالتك، هذه المارونية، طائفة وجماعة، تعيش في هذا الزمن البائس أصعب المحن وأتعس الأيام.
أصارحك القول أيها القديس العظيم، أن محنة الموارنة الأولى هي مع ذاتهم ومن داخلهم، فقد ابتعدوا عن مدرستك وما تجسده من روحانيات وقيم ونهج حياة، وانصرفوا الى السلطة والماديات والزمنيات ومباهج الحياة.
يا شفيع الطائفة المارونية، يؤسفني أن أقول لك أن رئاسة الجمهورية في لبنان التي يشغلها ماروني، وهي الرئاسة المسيحية الوحيدة في كل المنطقة العربية، هي جوهر وأساس الخلافات والصراعات بين أبناء كنيستك، وأن ما وصل إليه الموارنة عموماً والمسيحيون خصوصاً من ضعف ووهن، هو بسبب الصراع المستمر والمزمن والمدمر على هذه "الكرسي" التي لم يبق منها شيء.
رؤساء الأحزاب المارونية، يتحملون جزءاً كبيراً ان لم نقل الجزء الأكبر مما وصلنا اليه كمسيحيين عموماً، بسبب حروبهم الداخلية العبثية المدمرة على السلطة، فهم لا يتفقون في ما بينهم، وإذا اتفقوا لا يكملون ولا يضحون، لأن اتفاقاتهم مبنية على مصالح شخصية وليست على مصالح عامة.
أيها القديس العظيم... أصارحك القول بأن زمن الكبار قد ولى ونحن نفتقد الى أصحاب القامات العالية والعقول النيرة والنفوس الطيبة. نفتقد الى رجال دولة مثلما نفتقد الى الدولة التي كان الموارنة في صلبها وأساس تكوينها.
أيها القديس مارون... أنت من عليائك ترى وتشهد على ما هم عليه الموارنة والمسيحيون من قلق وخوف واضطراب، والعالم يقف متفرجاً. فالأرض التي هي مهد المسيحية ومركز إشعاعها في العالم، والجبال التي لجأت إليها وتعبدت فيها وكانت هياكل صلاة وإيمان، تغيرت معالمها وهويتها.
ألهم يا مار مارون، يا أيها القديس العظيم، أبناء كنيستك في عيدك اليوم أن يكونوا واعين ومدركين دائماً لأهمية دورهم وعظمة مسؤوليتهم التاريخية، فيضعون صراعاتهم على السلطةوخلافاتهم وأنانيتهم ومصالحهم الضيقة جانباً، ويوحدون صفوفهم، ويتشاركون مع المسيحيين الآخرين في إدارة الوضع وتقرير المصير الواحد...
في الختام لن أطيل عليكأيها القديس العظيم الكلام... فخير الكلام ما قلّ ودلّ.