واشنطن تستدرج تدخلاً مصرياً بزيادة الضغوط على الحريري.. ودريان يرفض التعامل مع السنّة كـ"رجل مريض"!
واشنطن تستدرج تدخلاً مصرياً بزيادة الضغوط على الحريري.. ودريان يرفض التعامل مع السنّة كـ"رجل مريض"!

أخبار البلد - Tuesday, February 8, 2022 6:00:00 AM

الديار 

«صمت» رسمي ينتظر عودة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، تجاهلت القوى السياسية رسالة الرئيس ميشال عون «غير المنسقة» الى الامم المتحدة والتي تبنى فيها نظريا الخط 29، وذلك لعدم اظهار الارباك في الموقف الرسمي قبل الاستماع الى طروحات الموفد الاميركي. في هذا الوقت سادت اجواء سلبية حيال الخلافات بين بعبدا والسراي الحكومي حيال خطة الكهرباء، والموقف من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في ظل اصرار رئيس الجمهورية بالذهاب بعيدا في مواجهة الحاكم وهو ما يرفضه رئيس الحكومة بشدة. وفي انتظار تبلور مشهدية التجاذب الكهربائي، حيث لا اتفاق على التمويل، بغياب القروض الخارجية، وفشل تمرير سلفة او قرض، تعترف مؤسسة الكهرباء انها غير قادرة على سدادها، خرجت جمعية المصارف عن «صمتها» واعلنت رفضها خطة التعافي «المسربة» من قبل الحكومة لانها ستؤدي الى انهيار القطاع المصرفي، تزامنا مع وجود تباين في وجهات النظر حول الخطة بين عون وميقاتي. وفي انتظار مدى انعكاس كل هذه الخلافات على الموازنة والعمل الحكومي، دخلت واشنطن  مجددا على خط التدخل في الاستحقاق الانتخابي، واعلنت السفيرة دوروثي شيا ان بلادها لن تسمح لاي مناورة تؤدي الى تاجيل هذا الاستحقاق، في وقت تعمل السفارة في عوكر بالتنسيق مع الفرنسيين للحد من تداعيات خروج رئيس تيار المستقبل سعد الحريري من «السباق» الانتخابي عبر رفع منسوب الضغط عليه لتوجيه ناخبيه ضد حزب الله وحلفائه والتهويل «بعصا» القرارات الدولية اذا لم تنجح الانتخابات في تحقيق التغيير المطلوب، وهو ما يهدد بتغيير «قواعد اللعبة» التي لا تبدو اسرائيل جاهزة لمواجهتها مع اعلان احد كبار جنرالاتها بالامس ان جيشها «منهار» وغير قادر على مواجهة اي حرب جديدة.  


 
«سباق مع الزمن»  
وفي هذا السياق، تبدو الولايات المتحدة وفرنسا في سباق مع الزمن لطي صفحة عزوف الرئيس سعد الحريري عن خوض الانتخابات النيابية لمنع حزب الله من استعادة الأكثرية في البرلمان عبر استغلال «الاحباط» المستجد في «الشارع» السني. ووفقا لمصادر دبلوماسية، تسعى واشنطن لاقناع مصر بالتدخل على نحو اكثر فعالية في الاستحقاق اللبناني في ظل صعوبة قيام تركيا بهذا الاختراق نظرا لوجود «حساسية» سعودية مفرطة ازاء اي دور تركي، وعلم في هذا الاطار، ان السفارة الاميركية في بيروت رفعت توصية الى الخارجية بضرورة ارسال مبعوث اميركي رفيع الى القاهرة للبحث في كيفية التاثير على الساحة اللبنانية بعدما وصلت الاتصالات مع السعودية الى «حائط» مسدود.  

«ضبط الصوت السني»  
ولان انسحاب الحريري «خلط الاوراق» الانتخابية والسياسية، وبعثر الاولويات، بات الهم الرئيسي لدى الفريق المتخصص في السفارة الاميركية  ضبط «الصوت» السني وتوجيهه في عملية الاقتراع، وتبلغ زوار السفارة الاميركية باستراتيجية جديدة سيعملون على الترويج لها اعلاميا وسياسيا، لمواجهة مقولة فريق حزب الله وحلفائه بانه لن تحصل مفاجآت في صناديق الاقتراع، وعماد هذه الاستراتيجية الاضاءة على نتائج الانتخابات العراقية التي ادت الى خسارة حلفاء ايران للاكثرية في المجلس التشريعي، اي تعميم «النموذج « العراقي في لبنان. وهو توجه خطير براي مصادر نيابية بارزة ترى انه تعميم للفوضى كما يحصل الان في العراق.  

تفاؤل اميركي؟  
ويعرض فريق العمل الانتخابي في عوكر نتائج احصاءات تشير الى حصد المجتمع المدني والمعارضة لمقاعد وازنة في المجلس النيابي تتقدمها القوات اللبنانية، والحزب التقدمي الاشتراكي، ما سيوسع من هامش المستقلين القادرين على التاثير في الاستحقاقات المقبلة وفي مقدمتها الاستحقاق الرئاسي.  

ضغط فرنسي على الحريري  
وفي هذا السياق، دخلت فرنسا على الخط بقوة عبر تولي التواصل المباشر مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الموجود في الامارات لاستغلال ثغرة في قراره حين لم «يتورط» في دعوة محازبيه وأنصاره  الى مقاطعتها لدى اتخاذه قراره بالعزوف عن خوضها. ووفقا للمعلومات، بدأت باريس بالتواصل مع الحريري قبيل عودته المفترضة إلى بيروت للمشاركة في الذكرى السابعة عشرة لاغتيال والده، والعمل جار لبلورة افكار محددة لتوجيه جمهوره للمشاركة الفاعلة في العملية الانتخابية والإقبال بكثافة على الصناديق للاقتراع  للقوى المناهضة لحزب الله وحلفائه، وثمة ضغط فرنسي - اميركي واضح لدفع الحريري لتبني خطاب عالي السقف لتحفيز محازبيه بعد ان جاء خطاب اعتزال العمل السياسي مخيبا للامال كونه لم يحدد البوصلة المقبلة وترك الجمهور السني في حالة من «الارباك» التي يفترض ان يذللها الحريري في اطلالته سواء حصلت من بيروت او عبر وسيلة اخرى، مع العلم ان الضغوط كبيرة عليه كي يحيي ذكرى والده حضوريا.  

دار الفتوى و «الرجل المريض»!  
وفيما تعوّل واشنطن وباريس على تبلور سياسة واضحة من رؤساء الحكومة السابقين بالتنسيق مع دار الفتوى، ينتظر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان استراتيجية رؤساء الحكومة السابقين لمواجهة «ملء فراغ» الحريري، وهو لا يزال متريثا في الخروج بموقف نهائي من التطورات بانتظار تبلور رؤية موحدة تخرج الطائفة السنية من دائرة التعامل معها «كرجل مريض» يسعى الجميع الى تقاسم ارثه، فدريان يرفض التسويق لمقولة ان عزوف الحريري هي السبب في الاحباط او الارباك لدى السنة، وانما هي نتيجة لكل الاضطهاد الذي تعرضت له الطائفة التي تمت محاصرتها لانها تمسكت بمشروع «الدولة»؟!  

«ورقة» القرارات الدولية  
ووفقا لمصادر سياسية بارزة، فان «الكارت» المخفي لدى الولايات المتحدة يبقى الدفع لاعادة تعويم القرارات الدولية وخصوصا القرار 1559، وهو امر منسق مع دول الخليج الذي تبنته في «وثيقتها» الاخيرة، وكان البيان الذي صدر عن مجلس الامن نهاية الاسبوع بشأن لبنان، خير دليل على وجود مناخات سلبية تتحضر لاستخدام هذه «الورقة» في الوقت المناسب، خصوصا ان قوات اليونيفيل قامت في الاونة الاخيرة بسلسلة من «البروفات» لفرض امر واقع القرار 1701 ما ادى الى ثلاث مواجهات ميدانية مع الاهالي وهو مؤشر سلبي للغاية. ووفقا للمعلومات، فان الاميركيين يسوقون لعدم وجود تراجع هذه المرة في تصعيد الموقف مع حزب الله خصوصا اذا لم تحمل الانتخابات النيابية التغيير المطلوب الذي يسمح بحصول التغيير المنشود.  

تهديدات «فارغة»  
في المقابل، ترى اوساط مقربة من حزب الله ان هذا «التهويل» كلام فارغ لرفع «معنويات» حلفاء الولايات المتحدة في لبنان عشية الاستحقاق الانتخابي الذي لن يحدث التغيير المنشود اميركيا، خصوصا ان موازين القوى لا تسمح بتغيير «قواعد اللعبة» في الجنوب او في ملف السلاح، والجميع يدرك ان اي محاولة لفرض قواعد جديدة لن تكون في صالح الاسرائيليين او في صالح القوات الدولية المنتشرة في الجنوب.  

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني