زياد العسل - الديار 

رأى نقيب المزارعين في البقاع ابراهيم الترشيشي لـ «الديار» ان الانهيار الذي يصيب لبنان بشتى قطاعاته يصيب القطاع الزراعي كقطاع بنيوي مركزي في الاقتصاد اللبناني، فارتفاع كلفة الإنتاج من الاسمدة والأدوية والبذور يؤثر سلباً في القطاع الزراعي، والأدوية الزراعية وضمان الأرض كلها عوامل ارتفعت بحكم ارتفاع سعر الدولار معطوفة على غلاء المازوت، فالحقيقة أن المزارع في حيرة من أمره، ونحن كتجمع مزارعين مثابرين رغم ظلامية المشهد، ورغم أن الأموال النقدية بدأت تستنفد من ايادي المزارعين.

 
في ما يتعلق بالبطاطا التي يسميها الناس «لحمة الفقراء»، يرى نقيب المزارعين في البقاع أن زراعة موسم البطاطا هي موسمين، لذلك فثمة تواريخ معينة لا يمكن تعديها، والبطاطا اللبنانية مميزة بسعرها وجودتها، وليس هناك من مقارنة من حيث الثمن بالبطاطا الاجنبية كالمصرية مثلاً التي سيختبر الناس غلاءها قريبا، فسبب ارتفاع سعرها، هو الارتفاع الكبير في كلفة إنتاجها، يجب ألا ننسى أن البطاطا زرعت في ظروف صعبة جداً، وزراعة البطاطا في موسم اللقيس كانت قليلة جدا، والكميات التي ظهرت اقل من الاستهلاك بكثير، لذلك بانتظار البطاطا المصرية، وهذا اضحى من الفلوكلور اللبناني الزراعي السنوي في هذه المدة من السنة، واشار الى ان الحلول المركزية لذلك أكبر من النقابة او الدولة وهي تأمين الاستقرار المالي بالدرجة الأولى وتثبيت سعر صرف ثابت للدولار، وتوسيع العلاقات مع الدول العربية، وهذا ليس كلاماً فعلياً يمارس لغاية اللحظة، فازالة الضريبة السورية عن المنتوجات الزراعية اللبنانية (عن السيارات التي تُصدَّر وتستورد في آن)، وفتح الأسواق السعودية امام المنتج الزراعي اللبناني، لانه ليس المزارع والمصدّر هو الذي يهرّب الممنوعات من الأراضي اللبنانية، وانما دخلاء يقومون بذلك ويؤثرون سلباً في هذا السياق .

في ما يتعلق بالعاصفة الأخيرة، يرى الترشيشي أن الاضرار منافعها أكبر من أضرارها، كبعض البيوت البلاستيكية غير المحصنة التي تأثرت وتضررت، إنما الخير في هذه العاصفة أكبر من شرها، فالشتاء والثلج هما مصدر غبطة للمزارع، وهذا ما يزيد الينابيع والأنهار ويغسل الأرض من النيترات، وتنظيف نهر الليطاني وبركة القرعون ورفع مستوى الآبار الارتوازية، وقتل الفئران التي تنهشها الفئران والبكتيريا التي تقتل الأشجار المثمرة.