الديار
خرقت زيارة الرئيس عون المفاجئة وغير العادية أمس لدار الفتوى ولقاء مفتي الجمهورية الشيخ عبد للطيف دريان رتابة الانشغال بالمواضيع الاساسية المطروحة لا سيما مناقشة موازنة العام 2202 والردّ اللبناني على الورقة الخليجية التي حملها معه وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الى الكويت أمس لشرحها أمام وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الدوري التشاوري اليوم.
ولعل ابرز اسباب انتقال رئيس الجمهورية صباح امس من قصر بعبدا الى دار الفتوى في عائشة بكار في بيروت هو الارتدادات الناشئة عن اعتزال الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل العمل السياسي والنيابي حتى اشعار آخر على الساحة الوطنية عموما والسنية بوجه خاص.
وعلى الرغم من برودة العلاقة بين بعبدا ودار الفتوى، قرر الرئيس عون ان يقدم على هذه الخطوة تحت عناوين متعددة لخّصها في تصريحه بعد لقائه المفتي دريان، فأكد، كما عبر له في اللقاء أيضاً «على الدور الذي تلعبه الطائفة السنية في المحافظة على وحدة لبنان وتنوعه السياسي، وأهمية المشاركة مع سائر مكونات لبنان في الحياة السياسية والوطنية والاستحقاقات التي ترسم مستقبل لبنان وابنائه».
وشدد ايضاً على أن «لبنان اليوم اكثر من اي وقت مضى بحاجة الى تعاضد ابنائه والتفافهم حول دولتهم والمؤسسات الدستورية كافة».
وجدد التأكيد على حصول الانتخابات في موعدها، مؤكداً «ان الطائفة السنية مكون أساسي، ولا نؤيد أبداً مقاطعتها للانتخابات».
واشار الى تطرقه مع المفتي دريان الى الوضع العام والاوضاع الاقتصادية وعلاقات لبنان بالدول العربية الشقيقة حيث كان الرأي متفقاً على ضرورة أفضل العلاقات ومتانتها، وان الاولوية تبقى للمحافظة على السلم الأهلي والاستقرار في البلاد».
ورداً على سؤال حول الاستحقاق الانتخابي، قال عون «حضرنا كل شيىء لتحصل الانتخابات في أوقاتها الحقيقية»، لافتاً الى «ان من يشكك هم الاجانب، لكن لا يوجد أي سبب لتأجيل الانتخابات».
ماذا دار في اللقاء؟
وعلمت «الديار» من مصادر قصر بعبدا «أن أجواء اللقاء بين الرئيس عون والمفتي دريان كانت جيدة وايجابية، وان مفتي الجمهورية كان ودياً خلال حديثه وترحيبه بمبادرة رئيس الجمهورية وزيارته لدار الفتوى».
وقالت المصادر ان هدف الزيارة لخصها الرئيس عون في تصريحه، مشيرة الى ان رئيس الجمهورية بعدما اطلع على الاجواء الاخيرة والحديث عن مقاطعة سنية للانتخابات النيابية بعد خطوة الرئيس سعد الحريري، أراد بالدرجة الأولى الوقوف على موقف الطائفة السنية الكريمة والاستماع لسماحة مفتي الجمهورية بكل هذا الشأن.
وأضافت المصادر ان الرئيس عون شدد على أهمية دور الطائفة السنية في الحياة الوطنية والسياسية، ووجوب مشاركتها في كل الاستحقاقات بما في ذلك الانتخابات النيابية، مشيرة الى ان زيارته لدار الفتوى يمكن القول ايضاً انها تندرج في اطار التضامن في هذه المرحلة الدقيقة.
واستمع رئيس الجمهورية من المفتي دريان الى شرح مفصل في هذا الشأن، والذي كرر الأجواء التي صدرت اول امس بعد لقائه الرئيس ميقاتي والتي تؤكد عدم مقاطعة الطائفة السنية للانتخابات.
وخاطب عون دريان قائلاً: «ان المرحلة تفرض علينا جميعا ان نكون يداً واحدة بغض النظر عن الخلافات السياسية بين الاحزاب والتيارات حول عدد من المواضيع».
ولمس من مفتي الجمهورية جوا ودياً وايجابياً قبل ان ينتقل الحديث الى الوضع الاقتصادي الضاغط وتداعياته على الوضع الاجتماعي والمعيشي، والسبل الآيلة للخروج من هذه المحنة.
وبادر المفتي دريان الى سؤال الرئيس عون عن الموقف اللبناني من موضوع العلاقات مع الدول العربية الشقيقة بصورة عامة ودول الخليج بصورة خاصة، مستوضحاً عناصر الرد اللبناني الرسمي على الورقة التي حملها وزير الخارجية الكويتي.
وشرح رئيس الجمهورية الموقف والرسالة التي حملها الوزير بوحبيب الى الكويت، مشيراً الى التشاور والتعاون مع الرئيس ميقاتي في هذا الخصوص، مؤكداً كما عبر في تصريحه على حرص لبنان على افضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، والتعاطي بكل ايجابية مع الورقة التي نقلها الوزير الكويتي.
مشاورات دريان مع القيادات السنية
ووفقاً للمعلومات التي توافرت لـ «الديار» فان الاجواء والتداعيات التي نجمت عن قرار الرئيس سعد الحريري بالاعتزال السياسي الى اشعار آخر بقيت تتفاعل خصوصاً على صعيد موضوع المشاركة في الانتخابات النيابية.
وقد تولى منذ اللحظة الاولى المفتي دريان اجراء مشاورات مكثفة شملت بالاضافة الى رئيس الحكومة ورؤساء الحكومات السابقين وقيادات واطراف سياسية سنية لا سيما عائلة الحريري. كما اجرى مشاورات واتصالات مع جهات ديبلوماسية عربية وخليجية.
وقالت المعلومات ان المحصلة الاولى لهذه المشاورات هي ما اعلنه الرئيس ميقاتي بعد لقائه مفتي الجمهورية، أي عدم مقاطعة سنّية للانتخابات النيابية.
ويشار في هذا المجال نقلاً عن مصادر قصر بعبدا ان الرئيس عون شعر خلال لقائه مفتي الجمهورية بهذا التوجه، والحرص على ممارسة الطائفة السنية دورها الوطني والسياسي.