علي ضاحي - الديار
حسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قراره حول طاولة الحوار بسرعة، ولم يدع المجال لكثرة التأويلات والاجتهادات بخصوص الاقدام على الدعوة للحوار مهما كان عدد الحاضرين او انه يتراجع خطوة الى الوراء ويصرف النظر عن الدعوة.
وتؤكد اوساط واسعة الاطلاع في تحالف «حركة امل» وحزب الله، انه كان متوقعاً ان يمضي الرئيس عون في دعوته الى الحوار، خصوصاً ان شخصية الرئيس لمن يعرفه عن كثب لا تقبل الخسارة والانكسار، كما ان عون يعتبر ان الحوار مطلب الجميع وهو حاجة وطنية ولطالما نادت به الاحزاب والقوى السياسية والمرجعيات الدينية والسياسية كل اسبوع خلال لقاءاتها وبياناتها الاسبوعية، فماذا «عدا ما بدا»؟
وتكشف الاوساط عن مروحة اتصالات ثنائية جرت بين حزب الله وحلفائه في الايام الماضية، وتناولت مشاورات الرئيس عون ولقاءاته الثنائية الثلاثاء والاربعاء الماضيين، وتمحورت حول الدعوة للحوار، وتشير الاوساط الى ان البعض نصح الرئيس عون ممن التقوه بعدم الدعوة والاكتفاء بالمشاورات رغم انهم وعدوه بتلبيته اذا ما دعا الى جلسة الحوار. كما سجل البعض ممن التقوا عون ملاحظات على جدول الاعمال ، خصوصاً ان هذه البنود شائكة وتحل بتطبيق ما لم يطبق في اتفاق الطائف وخاصة في بند الغاء الطائفية السياسية.
وتكشف الاوساط، وعلى عكس ما اشيع، لم يتدخل حزب الله في الحوار ولا بالدعوة عليه، ولم يطلب من اي حليف اي امر متعلق بالحوار، المعني الاول والاخير هو رئيس الجمهورية وهو من اعلن عن نيته جمع القوى الاساسية على طاولة الحوار وهو من تشاور معها. وتؤكد الاوساط ان حزب الله لم يطلب شيئاً من حليفه النائب السابق سليمان فرنجية، خصوصاً ما تردد انه لبى دعوة الرئيس عون الى التشاور بعد تمني حزب الله، وانه زار بعبدا لكسر الجليد بطلب من حارة حريك.
وتكشف الاوساط ان فرنجية زار بعبدا وكسر قطيعة 5 اعوام من عدم زيارته بعبدا وفق لمبدأ يعتمده فرنجية، وهو الحفاظ على كرامة موقع الرئاسة ومن يشغلها واحترام الشعور الماروني، وتقول ان فرنجية بزيارته بعبدا ومقاطعته الحوار، أكد خصوصيته المسيحية والوطنية، كما عزز حضوره كمرشح قوي واساسي لرئاسة الجمهورية، كما حدد ان خصمه السياسي والرئاسي حتى الساعة هو جبران باسيل.
وتؤكد الاوساط ان الوساطة التي يقوم بها الوزير السابق جورج قرداحي بين فرنجية وباسيل قائمة وبمباركة من حزب الله، وعلى عكس ما اشيع لم تصل هذه الوساطة الى حائط مسدود، بل هي مستمرة لتنظيم الخلاف والتهدئة بين الطرفين والوصول الى رؤية مشتركة او بالحد الادنى عدم التصادم والاستمرار بالخلاف. وتشير الاوساط الى ان لا احد يتكهن الى اي مدى يمكن ان تصل هذه الوساطة؟ وهل ستتوج بلقاءات مشتركة؟ او ما هو المدى الزمنية المطلوبة لانجاز «الصلحة» بينهما؟
في المقابل، تؤكد اوساط قيادية في «التيار الوطني الحر» ان اصرار الرئيس عون على الدعوة للحوار هي لفضح المعرقلين ولوضع الجميع امام مسؤولياتهم، وانه لم يبق متفرجاً على تعطيل الحكومة والبلد ، ودعا الناس الى الحوار للخروج بحلول وصيغ حل. ورغم ذلك قاطع البعض الحوار وفي تأكيد على نية افشال ما تبقى من العهد وحصاره.
وتكشف الاوساط ان من المتوقع ان يدعو الرئيس عون الى الطاولة منتصف الاسبوع المقبل وبمن حضر، وسيكون هناك 7 قوى اساسية والبنود نفسها، وسيكون من جلسة واحدة وبيبان ختامي يضع النقاط على الحروف.