رلى ابراهيم
لدائرة بيروت الأولى أهمية معنوية أكثر منها سياسية بالنسبة للأحزاب، لأنها تقع في قلب العاصمة، ولأن كثيراً من الزعماء حاولوا عبثاً، على مرّ التاريخ، صبغها باسمهم وتحميلها شعاراتهم ومعاركهم الوهمية. عام 2018، أظهرت نتائج الانتخابات وفق القانون النسبي أن بيروت «مش لحدا»، وأنهت كل الأساطير الحزبية، خصوصاً القواتية والكتائبية. في الانتخابات المقبلة، مصير مرشحي هذه الأحزاب مهدّد، وهو رهن التحالفات السياسية، والعثور على «ضحية» لاستخدامها رافعةً من أجل تأمين الحاصل الانتخابي
منذ صدور أرقام المسجّلين في بلدان الاغتراب، تركّز الحديث، حصراً، على الأعداد المسجلة في دائرة الشمال الثالثة (البترون - الكورة - زغرتا - بشري) التي ناهز عدد المسجّلين فيها الـ27 ألفاً من دون احتساب تأثيرهم في دائرة كبيرة تضم 4 أقضية. فيما جرى، في الوقت نفسه، التغاضي عن عدد الناخبين المسجّلين في دائرة بيروت الأولى (الأشرفية - الرميل - المدوّر - الصيفي)، والذي ارتفع من 3393 ناخباً عام 2018 إلى 9668 ناخباً. علماً أن هؤلاء، قياساً إلى الحاصل الانتخابي في هذه الدائرة في الدورة الماضية (5248)، قادرون على إيصال نائب إلى البرلمان بقوتهم الذاتية في حال صبّ نصف أصواتهم لمصلحة إحدى اللوائح.
بالتالي سيكون الاغتراب، قوة توازي قوة الأحزاب وربما تتفوق عليها، خصوصاً أن كل الأطراف مأزومة في «بيروت الأولى»، وبالكاد تملك حاصلاً انتخابياً لإنجاح نائب واحد كما بيّنت الانتخابات الماضية. ففيما تمكنّ التيار الوطني الحرّ من بلوغ عتبة الحاصل بنحو 5500 صوت (4788 صوتاً للنائب نقولا صحناوي و539 صوتاً للنائب أنطوان بانو)، سقطت أسطورة «قوات الأشرفية» مع عجز حزب القوات اللبنانية عن تأمين حاصل، كما سقط شعار «أشرفية البشير» بعدما كاد ابنه النائب نديم الجميل يُهزم أمام منافسه المرشح الراحل مسعود الأشقر، ولم ينل أكثر من 4 آلاف صوت. أما لائحة «كلنا وطني» التي ضمّت النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان ووجوهاً من المجتمع المدني فلم ينل أي من مرشحيها أصواتاً كافية للفوز بقوته الذاتية، وما أوصل يعقوبيان إلى البرلمان هو مجموع أصواتها (2500) مع أصوات العوني السابق زياد عبس (1525) والناشط جيلبير ضومط (1046).
الطاشناق أيضاً يُعاني
«بيروت الأولى»، بحسب خبراء، هي المنطقة الأصعب للأحزاب، وتبقى نتائجها رهن التحالفات السياسية. في الانتخابات الماضية، بلغت نسبة الاقتراع في هذه الدائرة 33.19%، ويُتوقع في الدورة المقبلة أن تبقى كما كانت عليه أو تنخفض قليلاً. المفارقة، هنا، أن الناخبين الأرمن يشكلون 34% من مجموع الناخبين. إلا أن نسبة الاقتراع بينهم متدنّية جداً، شأنها شأن النسبة المتدنّية للناخبين الأرمن المسجلين في الاغتراب (1270 ناخباً)، فيما حلّ الناخبون من طائفة الروم الأرثوذكس في أول اللائحة (2872). مصادر حزب الطاشناق تعزو الإحجام عن التسجيل إلى اعتقاد كان سائداً بأن قرار المجلس الدستوري سيأتي لصالح طعن التيار الوطني الحر مما سيضطرهم إلى الالتزام بانتخاب النواب الستة المخصصين لمقاعد الاغتراب التي لا تضم مقعداً لطائفة الأرمن. إلا أن مصادر معارضة للطاشناق تعزو الأمر إلى أن الحزب «يعاني من مشكلات ليس في لبنان فحسب بل في أرمينيا أيضاً، وهو فقد قدرته على اجتذاب أصوات وتجييرها ولم يعد يشكل قوة انتخابية كالسابق».
لأصوات المغتربين في هذه الدائرة قوة توازي قوة الأحزاب وربما تتفوق عليها
وفي هذا السياق، دارت نقاشات، خلال الأشهر الماضية بين الطاشناق والتيار الوطني الحر حول مصير التحالف بينهما سواء في المتن الشمالي أو بيروت الأولى، حيث كان ثمة رأي عوني بأن الترشح ضمن لوائح مستقلة أفضل للطرفين. لكن النقاش انتهى مبدئياً إلى الحفاظ على التحالف الانتخابي السابق، أي الترشح ضمن لوائح مشتركة، علماً أن مرشحيّ الطاشناق، النائب هاغوب ترزيان وسيرج جوخدريان، لم يؤمّنا الحاصل في الدورة الماضية، بعد نيل ترزيان 3451 صوتاً وجوخدريان 717 صوتاً.
القوات بلا حاصل
حزب القوات اللبنانية، من جهته، يواجه مشكلة مزدوجة: في تأمين الأصوات لإنجاح مرشح واحد وفي التحالفات. فاللائحة التي شكّلت مظلة لمعراب وضمت القوات والكتائب والوزير السابق ميشال فرعون ومرشح رجل الأعمال أنطون صحناوي لم تعد قائمة بعدما جرّب هؤلاء القانون النسبي وباتوا أكثر إدراكاً لمفاعيله. إذ إن القوات استفادت من أصوات فرعون (3214) لإنجاح نائبها عماد واكيم الذي لم يكن ليعبر لولا تأمين هذا التحالف لحاصل إضافي. اليوم، التفاوض قائم بين القوات وفرعون على التحالف مجدداً، خصوصاً بعد ترجيحات بترشح جان طالوزيان (مرشح صحناوي) ونديم الجميّل في لائحة مستقلة عن القوات. علماً أن حزب الكتائب أيضاً لم يتمكن من اجتذاب أصوات تكفي لبلوغ حاصل بالقوة الذاتية من دون الحاجة إلى حلفاء. وإذا ما انفصل ثنائي الجميل- صحناوي فعلاً عن لائحة القوات، ستكون معراب أكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى رافعة لتأمين وصول آمن لمرشحها عن المقعد الأرثوذكسي غسان حاصباني، وإلا يدخل الأخير في دائرة خطر السقوط في ما تعتبره القوات «عرينها». علماً أنها سترشح، إلى جانب حاصباني، الوزير السابق ريشار قيومجيان عن مقعد الأرمن الكاثوليك. وفي حال أبصر تحالف القوات - فرعون النور مجدداً، يفترض أن يكون نجاح حاصباني شبه محسوم، لا بقوة القواتيين، ولكن باستخدام فرعون كجسر عبور. رغم ذلك، لا يستبعد فرعون خوض الانتخابات على لائحة القوات مرة أخرى، ويقول لـ«الأخبار» إن هذا من «الخيارات القوية وما زلنا في إطار النقاش»، من دون أن يستبعد خيار تشكيل لائحة مستقلين.
من يملأ فراغ الأشقر؟
بالنسبة إلى التيار الوطني الحر، ثمة مقعد محسوم مسبقاً للنائب نقولا صحناوي. المفارقة أن ما حصل عليه التيار في الدورة السابقة نتيجة كسر الحاصل الذي مكّنه من الحصول على 4 مقاعد بالتحالف مع تيار المستقبل والطاشناق والهنشاك قد لا يتكرّر هذا العام. فالمرشح العوني عن مقعد الأقليات النائب أنطوان بانو فاز بـ539 صوتاً، وتجربة 2018 تجعل كل اللوائح تلهث وراء مقعد الأقليات لسهولة الحصول عليه ولو بعدد أصوات منخفض. زد على ذلك أن ثمة 3762 صوتاً نالها المرشح الراحل مسعود الأشقر، سيخسر التيار نسبة غير قليلة منها، كما سيخسر حكماً أصوات تيار المستقبل (1566) التي جُيّرت لمرشح التيار عن مقعد الأرمن الأرثوذكس سيبوه قلبكيان، و855 صوتاً لصالح نقولا شماس المرشح المشترك بين التيارين. بالتالي، فإن التيار الوطني الحر بحاجة إلى إعادة النظر في كل تحالفاته، وهو مضطر، من ناحية أخرى، إلى رفد لائحته بمستقلين لجمع أصوات بالمفرّق. المعضلة الأبرز هي في المقعد الماروني، حيث يجري البحث عمن يمكن أن يملأ فراغ الأشقر. حتى الساعة لم يقع العونيون على أي شخصية تُشكّل إضافة. فيما جرى أخيراً التواصل مع رجل الأعمال جورج شهوان، إلا أن الأخير لم يحسم خيار الترشح بعد، ولا ضمن أي لائحة لكونه ليس منتسباً لأي حزب واختار منذ سنوات تركيز أعماله في قبرص. معضلة الماروني تنسحب على لائحة القوات و«المجتمع المدني»، حيث لا وجود لأي اسم محسوم بعد على هذا المقعد. من جهة أخرى، يتفاوض العونيون مع مرشح محتمل على المقعد الأرثوذكسي هو رجل الأعمال طوني نعمة نائب رئيس حزب الوعد الذي يمكنه استقطاب قاعدة الأشقر فضلاً عن أنه ينشط خدماتياً في الدائرة منذ سنوات.
لائحة يعقوبيان - مدينتي
على مقلب «المجتمع المدني»، بدأت نواة لائحة تبصر النور في بيروت الأولى، وهي قوام تحالف بين «تحالف وطني» الذي تمثله النائبة بولا يعقوبيان و«مدينتي» (أو ما كان يُعرف بـ«بيروت مدينتي» قبل أن يتحول إلى حزب أخيراً) يرجّح أن تضم طارق عمار عن المقعد الأرثوذكسي مكان العوني السابق زياد عبس، ندى صحناوي عن المقعد الكاثوليكي وليفون تلفزيان عن مقعد الروم الأرثوذكس. يعقوبيان أوضحت لـ«الأخبار» أن «تحالف وطني ومدينتي يعملان على لائحة أصبحت في مرحلة متقدمة»، مشيرة إلى أن «ائتلاف عام 2018 بين المجموعات في كل المناطق لا يزال على حاله وسيتكرر هذا العام مع إضافة مجموعات جديدة انبثقت بعد 17 تشرين». لائحة يعقوبيان-مدينتي لن تكون اللائحة الوحيدة لقوى «المجتمع المدني». إذ ثمة شخصيات مستقلة كثيرة تعمل ضمن هذه الدائرة، أبرزها نقيب المحامين السابق ملحم خلف.
لدائرة بيروت الأولى أهمية معنوية أكثر منها سياسية بالنسبة للأحزاب، لأنها تقع في قلب العاصمة، ولأن كثيراً من الزعماء حاولوا عبثاً، على مرّ التاريخ، صبغها باسمهم وتحميلها شعاراتهم ومعاركهم الوهمية. عام 2018، أظهرت نتائج الانتخابات وفق القانون النسبي أن بيروت «مش لحدا»، وأنهت كل الأساطير الحزبية، خصوصاً القواتية والكتائبية. في الانتخابات المقبلة، مصير مرشحي هذه الأحزاب مهدّد، وهو رهن التحالفات السياسية، والعثور على «ضحية» لاستخدامها رافعةً من أجل تأمين الحاصل الانتخابي
منذ صدور أرقام المسجّلين في بلدان الاغتراب، تركّز الحديث، حصراً، على الأعداد المسجلة في دائرة الشمال الثالثة (البترون - الكورة - زغرتا - بشري) التي ناهز عدد المسجّلين فيها الـ27 ألفاً من دون احتساب تأثيرهم في دائرة كبيرة تضم 4 أقضية. فيما جرى، في الوقت نفسه، التغاضي عن عدد الناخبين المسجّلين في دائرة بيروت الأولى (الأشرفية - الرميل - المدوّر - الصيفي)، والذي ارتفع من 3393 ناخباً عام 2018 إلى 9668 ناخباً. علماً أن هؤلاء، قياساً إلى الحاصل الانتخابي في هذه الدائرة في الدورة الماضية (5248)، قادرون على إيصال نائب إلى البرلمان بقوتهم الذاتية في حال صبّ نصف أصواتهم لمصلحة إحدى اللوائح.
بالتالي سيكون الاغتراب، قوة توازي قوة الأحزاب وربما تتفوق عليها، خصوصاً أن كل الأطراف مأزومة في «بيروت الأولى»، وبالكاد تملك حاصلاً انتخابياً لإنجاح نائب واحد كما بيّنت الانتخابات الماضية. ففيما تمكنّ التيار الوطني الحرّ من بلوغ عتبة الحاصل بنحو 5500 صوت (4788 صوتاً للنائب نقولا صحناوي و539 صوتاً للنائب أنطوان بانو)، سقطت أسطورة «قوات الأشرفية» مع عجز حزب القوات اللبنانية عن تأمين حاصل، كما سقط شعار «أشرفية البشير» بعدما كاد ابنه النائب نديم الجميل يُهزم أمام منافسه المرشح الراحل مسعود الأشقر، ولم ينل أكثر من 4 آلاف صوت. أما لائحة «كلنا وطني» التي ضمّت النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان ووجوهاً من المجتمع المدني فلم ينل أي من مرشحيها أصواتاً كافية للفوز بقوته الذاتية، وما أوصل يعقوبيان إلى البرلمان هو مجموع أصواتها (2500) مع أصوات العوني السابق زياد عبس (1525) والناشط جيلبير ضومط (1046).
الطاشناق أيضاً يُعاني
«بيروت الأولى»، بحسب خبراء، هي المنطقة الأصعب للأحزاب، وتبقى نتائجها رهن التحالفات السياسية. في الانتخابات الماضية، بلغت نسبة الاقتراع في هذه الدائرة 33.19%، ويُتوقع في الدورة المقبلة أن تبقى كما كانت عليه أو تنخفض قليلاً. المفارقة، هنا، أن الناخبين الأرمن يشكلون 34% من مجموع الناخبين. إلا أن نسبة الاقتراع بينهم متدنّية جداً، شأنها شأن النسبة المتدنّية للناخبين الأرمن المسجلين في الاغتراب (1270 ناخباً)، فيما حلّ الناخبون من طائفة الروم الأرثوذكس في أول اللائحة (2872). مصادر حزب الطاشناق تعزو الإحجام عن التسجيل إلى اعتقاد كان سائداً بأن قرار المجلس الدستوري سيأتي لصالح طعن التيار الوطني الحر مما سيضطرهم إلى الالتزام بانتخاب النواب الستة المخصصين لمقاعد الاغتراب التي لا تضم مقعداً لطائفة الأرمن. إلا أن مصادر معارضة للطاشناق تعزو الأمر إلى أن الحزب «يعاني من مشكلات ليس في لبنان فحسب بل في أرمينيا أيضاً، وهو فقد قدرته على اجتذاب أصوات وتجييرها ولم يعد يشكل قوة انتخابية كالسابق».
لأصوات المغتربين في هذه الدائرة قوة توازي قوة الأحزاب وربما تتفوق عليها
وفي هذا السياق، دارت نقاشات، خلال الأشهر الماضية بين الطاشناق والتيار الوطني الحر حول مصير التحالف بينهما سواء في المتن الشمالي أو بيروت الأولى، حيث كان ثمة رأي عوني بأن الترشح ضمن لوائح مستقلة أفضل للطرفين. لكن النقاش انتهى مبدئياً إلى الحفاظ على التحالف الانتخابي السابق، أي الترشح ضمن لوائح مشتركة، علماً أن مرشحيّ الطاشناق، النائب هاغوب ترزيان وسيرج جوخدريان، لم يؤمّنا الحاصل في الدورة الماضية، بعد نيل ترزيان 3451 صوتاً وجوخدريان 717 صوتاً.
القوات بلا حاصل
حزب القوات اللبنانية، من جهته، يواجه مشكلة مزدوجة: في تأمين الأصوات لإنجاح مرشح واحد وفي التحالفات. فاللائحة التي شكّلت مظلة لمعراب وضمت القوات والكتائب والوزير السابق ميشال فرعون ومرشح رجل الأعمال أنطون صحناوي لم تعد قائمة بعدما جرّب هؤلاء القانون النسبي وباتوا أكثر إدراكاً لمفاعيله. إذ إن القوات استفادت من أصوات فرعون (3214) لإنجاح نائبها عماد واكيم الذي لم يكن ليعبر لولا تأمين هذا التحالف لحاصل إضافي. اليوم، التفاوض قائم بين القوات وفرعون على التحالف مجدداً، خصوصاً بعد ترجيحات بترشح جان طالوزيان (مرشح صحناوي) ونديم الجميّل في لائحة مستقلة عن القوات. علماً أن حزب الكتائب أيضاً لم يتمكن من اجتذاب أصوات تكفي لبلوغ حاصل بالقوة الذاتية من دون الحاجة إلى حلفاء. وإذا ما انفصل ثنائي الجميل- صحناوي فعلاً عن لائحة القوات، ستكون معراب أكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى رافعة لتأمين وصول آمن لمرشحها عن المقعد الأرثوذكسي غسان حاصباني، وإلا يدخل الأخير في دائرة خطر السقوط في ما تعتبره القوات «عرينها». علماً أنها سترشح، إلى جانب حاصباني، الوزير السابق ريشار قيومجيان عن مقعد الأرمن الكاثوليك. وفي حال أبصر تحالف القوات - فرعون النور مجدداً، يفترض أن يكون نجاح حاصباني شبه محسوم، لا بقوة القواتيين، ولكن باستخدام فرعون كجسر عبور. رغم ذلك، لا يستبعد فرعون خوض الانتخابات على لائحة القوات مرة أخرى، ويقول لـ«الأخبار» إن هذا من «الخيارات القوية وما زلنا في إطار النقاش»، من دون أن يستبعد خيار تشكيل لائحة مستقلين.
من يملأ فراغ الأشقر؟
بالنسبة إلى التيار الوطني الحر، ثمة مقعد محسوم مسبقاً للنائب نقولا صحناوي. المفارقة أن ما حصل عليه التيار في الدورة السابقة نتيجة كسر الحاصل الذي مكّنه من الحصول على 4 مقاعد بالتحالف مع تيار المستقبل والطاشناق والهنشاك قد لا يتكرّر هذا العام. فالمرشح العوني عن مقعد الأقليات النائب أنطوان بانو فاز بـ539 صوتاً، وتجربة 2018 تجعل كل اللوائح تلهث وراء مقعد الأقليات لسهولة الحصول عليه ولو بعدد أصوات منخفض. زد على ذلك أن ثمة 3762 صوتاً نالها المرشح الراحل مسعود الأشقر، سيخسر التيار نسبة غير قليلة منها، كما سيخسر حكماً أصوات تيار المستقبل (1566) التي جُيّرت لمرشح التيار عن مقعد الأرمن الأرثوذكس سيبوه قلبكيان، و855 صوتاً لصالح نقولا شماس المرشح المشترك بين التيارين. بالتالي، فإن التيار الوطني الحر بحاجة إلى إعادة النظر في كل تحالفاته، وهو مضطر، من ناحية أخرى، إلى رفد لائحته بمستقلين لجمع أصوات بالمفرّق. المعضلة الأبرز هي في المقعد الماروني، حيث يجري البحث عمن يمكن أن يملأ فراغ الأشقر. حتى الساعة لم يقع العونيون على أي شخصية تُشكّل إضافة. فيما جرى أخيراً التواصل مع رجل الأعمال جورج شهوان، إلا أن الأخير لم يحسم خيار الترشح بعد، ولا ضمن أي لائحة لكونه ليس منتسباً لأي حزب واختار منذ سنوات تركيز أعماله في قبرص. معضلة الماروني تنسحب على لائحة القوات و«المجتمع المدني»، حيث لا وجود لأي اسم محسوم بعد على هذا المقعد. من جهة أخرى، يتفاوض العونيون مع مرشح محتمل على المقعد الأرثوذكسي هو رجل الأعمال طوني نعمة نائب رئيس حزب الوعد الذي يمكنه استقطاب قاعدة الأشقر فضلاً عن أنه ينشط خدماتياً في الدائرة منذ سنوات.
لائحة يعقوبيان - مدينتي
على مقلب «المجتمع المدني»، بدأت نواة لائحة تبصر النور في بيروت الأولى، وهي قوام تحالف بين «تحالف وطني» الذي تمثله النائبة بولا يعقوبيان و«مدينتي» (أو ما كان يُعرف بـ«بيروت مدينتي» قبل أن يتحول إلى حزب أخيراً) يرجّح أن تضم طارق عمار عن المقعد الأرثوذكسي مكان العوني السابق زياد عبس، ندى صحناوي عن المقعد الكاثوليكي وليفون تلفزيان عن مقعد الروم الأرثوذكس. يعقوبيان أوضحت لـ«الأخبار» أن «تحالف وطني ومدينتي يعملان على لائحة أصبحت في مرحلة متقدمة»، مشيرة إلى أن «ائتلاف عام 2018 بين المجموعات في كل المناطق لا يزال على حاله وسيتكرر هذا العام مع إضافة مجموعات جديدة انبثقت بعد 17 تشرين». لائحة يعقوبيان-مدينتي لن تكون اللائحة الوحيدة لقوى «المجتمع المدني». إذ ثمة شخصيات مستقلة كثيرة تعمل ضمن هذه الدائرة، أبرزها نقيب المحامين السابق ملحم خلف.