أقيم اليوم في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان وبحضور قائد الجيش العماد جوزاف عون حفل تخريج دفعة جديدة من دورة "مدراء مؤهّلون لمكافحة الفساد" التي تنظمها "جمعية مدراء مؤهّلون لمكافحة الفساد في لبنان" بالتنسيق مع المعهد الأميركي لمكافحة الفساد والذي شارك فيها عدد من الضباط والمدنيين، وبحضور السيدة جينا الشماس رئيسة الجمعية والبروفيسور مايك مسعود ممثل المعهد الأميركي لمكافحة الفساد.
وألقى العماد عون كلمة شدد فيها على أهمية الشفافية كجزء أساسي من علاج مرض الفساد مشيراً إلى أن مشاركة ضباط من المؤسسة العسكرية ضمن الدورات يندرج في إطار استراتيجية واضحة يعتمدها الجيش عنوانها الشفافية والنزاهة والمساءلة والمحاسبة وتطبيق معايير العمل المؤسساتي، وقال: "انطلاقاً من مسؤوليتنا تجاه وطننا وشعبنا، كما تجاه عناصرنا، فإن حرصنا على المال العام وحسن إدارته كان في سلّم أولوياتنا وسيبقى كذلك. كما أن اعتماد معيار الكفاءة في التطويع والتشكيلات وإبعاد المؤسسة عن التجاذبات والتدخلات السياسية، ساهما في تحصينها وتجنيبها تداعيات الأزمات العديدة والمتلاحقة التي يمرّ بها وطننا".
وأشار العماد عون إلى أن المؤسسة العسكرية تتولى مبدأ المساءلة عبر أجهزة مختصة بالتحقيق والمحاسبة مؤكداً أن الرقابة المسبقة والمحاسبة عند المخالفة هي التي تضمن استمرارية تطبيق العمل المؤسساتي بشفافية ونزاهة ومناقبية.
وأضاف: "إن هذه المبادئ التي تعتمدها المؤسسة العسكرية، هي التي عزّزت الثقة بها محلّياً وعالمياً. وقد تجلّت هذه الثقة بشكل كبير بعد انفجار مرفأ بيروت إذ عُهدت إليها مهمّة توزيع المساعدات سواء العينية أو المالية للمتضررين، نظراً للنزاهة التي تتمتّع بها، ولحرصها على العمل بشفافية وعدالة، حتى المساعدات التي تتلقاها اليوم لدعم صمود عسكرييها تتم أيضاً بشفافية وعدالة".
وتابع: "إن ما نسمعه من تنويه بأدائها تجاه مختلف القضايا والاستحقاقات، هو تأكيد على صوابية الخيارات والقرارات التي تتّخذها، والتي تحمّلها مسؤوليات إضافية باعتبارها العمود الفقري للبنان والضامن للسلم الأهلي والاستقرار. في ظل الظروف الراهنة وبخاصة الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها وطننا، فإن الفساد قد يجد له سبيلاً، إلا أن المؤسسة تقوم بإجراءات دقيقة حالياً لمراقبة عناصرها وتوعيتهم من مخاطر الانحراف، وهي تعمل على تعزيز صمودهم من خلال وقوف ضباطهم إلى جانبهم، وتوفير المساعدات الأساسية التي تسمح لهم بالصمود لاجتياز هذه المرحلة. إن وحدة المؤسسة العسكرية وصمودها في مواجهة التحديات والاستحقاقات المفصلية، أمر أساسي في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان".
كما القيت كلمات شددت بمجملها على الحاجة إلى العمل على مكافحة الفساد في مختلف القطاعات. وركزت على أهمية اعتماد الشفافية كحجر الأساس في بناء الاوطان. منوهة بأداء المؤسسة العسكرية وجهودها في مكافحة الفساد وفي ختام الاحتفال تم توزيع الشهادات على المتخرجين من الضباط والمدنيين.