كتب يوسف دياب في" الشرق الاوسط": تتفاوت استعدادات القوى والأحزاب، وكذلك مجموعات "المجتمع المدني"، لخوض الانتخابات البرلمانية بين منطقة وأخرى، ورغم أن فشل المجلس الدستوري باتخاذ قرار بشأن الطعن الذي تقدم به تكتل "لبنان القوي" برئاسة النائب جبران باسيل، ما دفع بعض الأحزاب إلى تفعيل ماكيناتها الانتخابية، تبدو دائرتا لبنان الشمالي الأولى والثانية، أي طرابلس وعكار أقل حماسة للانتخابات، لأسباب عدة أبرزها عدم وضوح الرؤية بالنسبة للقوى السياسية بعد انتفاضة 17 تشرين الأول2019، وغياب التحالفات التقليدية التي طالما شهدتها الدائرتان ذات الثقل السني.
وإذا كانت المعركة في طرابلس غير واضحة المعالم، فإن واقع منطقة عكار أكثر ضياعاً، وإن بدأت الأحزاب التقليدية في شحن ماكيناتها، وهنا تحدث عضو كتلة "الجمهورية القوية" والنائب عن منطقة عكار وهبة قاطيشا، عن "جهوزية شبه مكتملة للماكينة الانتخابية للقوات اللبنانية".
وأوضح لـ"الشرق الأوسط"، أن "ماكينة القوات بدأت إحصاءاتها للأصوات الحزبية في عكار وللقريبين من طروحاتها السياسية". وإذ لفت إلى أن الصورة ما زالت غامضة بالنسبة للتحالفات، أكد أن القوات "لن تتحالف إلا مع من يشبهها مثل المستقلين وتيار "المستقبل"، وإن لم يكن الأخير حسم خياراته بعد لخوض الانتخابات".
وأضاف: "إذا انكفأ "المستقبل" فعلياً عن الانتخابات، قد نذهب إلى تشكيل لائحة مع مستقلين ومرشحين يدورون في فلك "المستقبل" من أصحاب الخيارات السيادية، ولن نترك المنطقة للفراغ".
وجزم قاطيشا بأنه "لا تحالف في عكار تحت أي ظرف مع أحزاب التيار الوطني الحر والقومي السوري الاجتماعي وحزب البعث الاشتراكي وحلفاء النظام السوري"، وقال إن "المعركة بالنسبة لنا لا تتوقف عند السعي إلى فوز مرشحينا وشركائنا في اللائحة، بل سنعمل من أجل إسقاط خصومنا في هذه المعركة".
أحد الناشطين في الحراك الشعبي في عكار رفض ذكر اسمه، شدد على أن "قوى الثورة ستخوض الانتخابات في عكار وكل لبنان، تحت عناوين ثورة 17 تشرين وشعار كلن يعني كلن". وإذ لفت لـ"الشرق الأوسط"، إلى أن المواجهة "ليست سهلة مع منظومة السلطة"، اعترف بوجود "صعوبة في توحيد موقف مجموعات الحراك المدني حتى الآن". وقال: "المعضلة الأساسية لدى مجموعات الثورة، أنها ما زالت منقسمة على الأولويات وأطر مواجهة أحزاب السلطة، لذلك نحن نعكف على فتح ورشة عمل في عكار لتوحيد الثورة حول البرنامج الانتخابي، طالما هناك صعوبة حالياً في الاتفاق على قيادة موحدة".
وكشف أن "مشكلة اليسار في الثورة أنه يرفض التحالف مع الجميع بما فيها الأحزاب التي تقف اليوم في صف المعارضة مثل "القوات اللبنانية" وحزب "الكتائب" وبعض الشخصيات التي كانت في السلطة سابقاً، في حين أن اليمين يصوب معركته على حزب الله وحلفائه".