في ليلة ميلادية بإمتياز، تظافرت فيها الجهود، وتكاثرت فيها الإتصالات، تمكّن "تيليتون سطوح بيروت" من الإنتصار مرة جديدة. التحدي هذا العام كان كبيرا بفعل الأزمة النقدية والإقتصادية غير المسبوقة. لم تخفِ مؤسّسة، ورئيسة جمعية "سطوح بيروت" الإعلامية داليا داغر خشيتها من عدم تحقيق الهدف المرجو، لكن بفضل إنسانية اللبنانيين المقيمين، والمنتشرين، وأصدقاء لبنان في الخارج، تمكّن "تيليتون سطوح بيروت" من جمع مبلغ تبرعات بقيمة 301418 دولار.
هكذا إذا أسدل "تيليتون سطوح بيروت" نسخته التاسعة على التوالي، بعد 9 ساعات من البثّ المتواصل عبر شاشة الـOTV، والصفحات الرسمية لموقع vdlnews وموقع LebanonOn، وموقع LebanonFiles، وموقع tayyar.org، وموقع إذاعة "صوت المدى" والصفحات الرسمية لجمعية "سطوح بيروت" على مواقع التواصل الإجتماعي. 9 ساعات كانت بمثابة "حرق أعصاب": خوف! رجاء! تمنّي! أمل وحبّ! تمكّنت بعدها داغر من تجديد البسمة على وجه 12 شخصا من أصعب الحالات التي يهتمّ بها التليتون على مدار سنواته التسع.
نعم، هو تحدٍ كان الأصعب، شاءت أن تخوض غماره داليا داغر بعد أن أصبح هذا الإستحقاق الإنساني موعدا سنويا مع الإنسانية، والأمل، والإيجابية. التيليتون هذا العام لا يزال بحاجة الى مبلغ كبير من المال، ومن التبرعات لتغطية كل التكاليف العلاجية للحالات الـ12. نعم، صعّبت الأزمة المهمة، وقد تكون أعدمت الفرصة عند الكثير من الذين لم يتمكّنوا من التبرع، لكن دائما "بالتضامن قوة".
أثبت اللبنانيون يوم أمس أنّ الإنسانية لا تزال حيّة فينا بالرغم من كل الأجواء السوداوية المحيطة بنا، واثبتوا مرة جديدة أنّه لا يزال للعطاء مكان في زمن الميلاد. فكسر الأطفال قججهم، تبرعوا بما تحتويها لمساعدة الحالات الإنسانية الـ12. في التوازي، كان أنطوني، بيتر جاك، عمر، نغم، شربل، مريم، زينب، جولي، إيلي، علاء، ماري، وعفيف ينتظرون ببسمة الرجاء المرسومة على وجه كل واحد منهم، وبأمل إتصالات المتبرعين من الداخل ومن الإغتراب. وهكذا تهافتت التبرعات من الـ50 ألف ليرة، إلى الـ50 ألف دولار، حتى فلس الأرملة؛ لم يتمكّن فرق الدولار الذي يتلاعب بمصير بلد برمّته أن يقف عائقا أمام الكثير من المتبرعين خصوصا من هم في الإغتراب.
وهنا لا بدّ من الإشادة بدور المغتربين الفعال، والأساسي في إيصال مبلغ التبرعات الى 301418 دولار، لا سيّما في الساعات الأخيرة من التيليتون. أمّا التحية الكبيرة لهم فكانت حاضرة بمنحوتة لتمثال المغترب الذي شاء بأنامل الفنان روي أبو عبده أن يُدير وجهه إلى الحالات الإنسانية، في لفتة جمعت الفنّ والوطن والحبّ والإنسانية في آن واحد. كما شارك أبو عبده أيضا في الديكور من خلال منحوتة ضخمة للأرزة اللبنانية، وأخرى لتمثال الشهداء في رسالة واضحة إلى ضرورة التمسّك بالأمل، والإيمان، والإصرار، والأرض.
وفي التيليتون أيضا وقفات فنية عديدة، حيث كان الإفتتاح بميدلي وطني بصوت ريتا أبي هاشم، ماريا عازار، أمين أضباشي، ادي سعيد، وهي من إعداد وعزف فادي أبي هاشم. أما الوصلة الثانية فكانت ميلادية بإمتياز بصوت الفنانة نانسي نصرالله. وفي بداية الجولة الثالثة من التيليتون، قدّم تلامذة الحكمة برازيليا أغنية دعم للشاب أنطوني نجار، وهو أصعب الحالات التي يركّز عليها التيليتون في نسخته التاسعة.
وفي مستهلّ التيليتون، تمنّت داليا داغر لو كانت الأيام التي نمرّ بها أفضل حال من الأعوام السابقة، مشدّدة على أهمية حب العطاء والمحبة لإجتياز هذه المرحلة، ولمساعدة كل محتاج خصوصا من هم متضررون صحيا. وقالت داغر: "تحية لكل مقيم وكل منتشر، تحية لكل صامد وكلّ تعبان، للموجوع ولكل من لديه أمل. تحية لكلّ من ليس لديه ضوء، ولكل من قرر أن يعطيه الضوء".
وأضافت: "التيليتون تحدي صعب هذا العام في ظلّ كل الظروف التي نمرّ بها، شكرا لكل فريق العمل، شكرا لكل من دعم ونشر عن التليتون، شكرا لشاشة الـOTV ولكلّ مشاهد"، مشيرة إلى "هناك 12 حالة إنسانية قبلت أن تخرج الى الإعلام، لذلك المسؤولية تقع ايضا على عاتقكم لأن هذه الحالات اصبحت آمالها معلقة على مساعدتكم وتبرعاتكم".
وفي سياق التيليتون، أكّدت داغر أنّ "الاغتراب اللبناني ولا مرة تركنا، وهو بكل لحظة كان السند لنا"، وتوجهت لهم بالقول: "أنتم صلة الرحم أنتم صلة الدم.. ساعدونا لنخرج من النفق معمّدين بالوطنية والإنسانية". والى كل الفنانين الذين يتغنون بالوطنية والعلم والأرزة، قالت لهم داغر: "ما بعمرنا دقينا بابكم بس اذا عنجد انتو عندكم عائلات وعندكم حسّ الانسانية فيكم تقدروا تساعدونا وأقلّه تردّوا على اتصالاتنا".
وفي ختام التيليتون، شكرت داغر "همة الجميع وكل الناس الذين تبرعوا"، وأكّدت أن حملة التبرعات لن تتوقف عند التيليتون وعند الـ301418 دولار، بل "سنتابع في جمع التبرعات بعد هذه الليلة. وأشكر كل المواقع التي تابعتنا على مدى الاسبوعين الماضيين وكذلك كل أعضاء جمعية Les toits de Beyrouth في باريس وكل فريق عمل سطوح بيروت".
وتداورت على دعم الحالات الإنسانية في الاستوديو وتلقي اتصالات المتبرعين، وجوه سياسية واجتماعية وفنية وإعلامية، نذكرها حسب مرورها في فقرات التيليتون: السيدة ريتا الصلح، الفنانة نانسي نصرالله، رئيس مجلس إدارة شركة "ستاتيستكس ليبانون" ربيع الهبر، صاحب موقع vdlnews جورج غرة، رئيسة تحرير موقع LebanonOn ميراي فغالي، مدير تحرير جريدة الأخبار وفيق قانصوه، الصحافية سحر غدار، مدير تحرير جريدة النهار غسان حجار، رجل الأعمال جان كلود غصن، الإعلامية راشيل كرم، السيدة ثريا اسماعيل، المحامية جويل شكر، الصحافي دوري نصر، نائبة رئيس التيار للشؤون الادارية مارتين نجم، الإعلامي يزبك وهبة، السيدة أسامة خضرا، المراسلة بترا أبو حيدر، الصحافية رولا نصر، المؤثرة على مواقع التواصل غنا غندور، وزير الصناعة جورج بوشكيان، رئيسة جمعية IAAF ايناس جرمكاني، الوزيرة السابقة ندى بستاني، رجل الأعمال جورج شهوان، الدكتور روي مطران، النائب جورج عقيص، السيدة جوان فرح، الخبير الاقتصادي فؤاد زمحقل، الإعلامية هدى شديد، رئيس بلدية بلاط عبدو عتيق، وزير الصحة السابق غسان حاصباني، السياسي دافيد عيسى، السيدة روزان الشاعر، النائب سيمون أبي رميا، الوزير السابق غسان عطالله، الفنانة غيتا حرب، رئيس بلدية رحبة عكار فادي بربر، وزير الصحة فراس الأبيض، الممثل بيتر سمعان، وزير الشؤون الإجتماعية الدكتور هكتور حجار، الصحافية زينا براكس، النائب ادي معلوف، وزير الطاقة والمياه وليد فياض، الخبير الاقتصادي إدمون شماس، السيدة ساندرا غرغور، الشاعر حبيب بو أنطون، مسؤول لجنة الانتشار في التيار الوطني الحر إيلي حنا.
كما استقبلت داغر في الاستديو عدد من الضيوف الداعمين لـ"تيليتون سطوح بيروت"، منهم الإعلامية هلا المر، الممثل غابي حويّك، ومدير عام ورئيس مجلس إدارة مستشفى المشرق الدكتور أنطوان معلوف.