الديار
الوضع التعيس الذي يعيشه اللبناني تفاقم مع التلاعب بسعر دولار السوق السوداء الذي إنسحب تلاعبًا في أسعار السلع والبضائع مع غياب فاضح لحماية المستهلك في وزارة الإقتصاد والتجارة. هذا الوضع طغى عليه صراع نشب بين جمهوري حركة «أمل» و «التيار الوطني الحر» اللذين تواجها على مواقع التواصل الإجتماعي في مجازر لفظية إستباحت الكرامات وأجّجت الجوّ السياسي مع غياب أي وسيط لوقف السجال الحاصل.
البعض يرى أن هذا الصراع هو نتاج الكباش الحاصل بين الرئيسين عون وبرّي والذي ترجع أصوله إلى ما قبل وصول الرئيس عون إلى سدّة الرئاسة، وإستفحل الخلاف عدّة مرات ولعل أبرزها الخلاف الذي حصل على إثر نعت رئيس التيار الوطني الحر للرئيس برّي بكلام نابٍ تحوّل إلى مواجهات في الشارع قبل أن يقوم حزب الله بوساطة أدّت إلى إعادة العلاقة بين الطرفين إلى حدّها الأدنى.
أحداث الطيونة والإنقسام الواضح بين الحركة والبرتقالي على ملف تفجير المرفأ، جعل الإنقسام يعود إلى الواجهة وإنفجر في اليومين الماضيين بعد التحدي في عقد أو عدم عقد جلسة لمجلس الوزراء قبل حسم قضية القاضي البيطار. لكن أين حزب الله، حليف الخصمين، من هذا الصراع؟ المعلومات تُشير إلى أن حزب الله قام بالعديد من المحاولات لرأب الصدع بين الخصمين الحليفين، لكن من دون جدوى.
ويعتقد مرجع سياسي أن خطورة الخلاف بين الحركة والتيار تتمثّل بالشلّل الذي ينتج عنه نظرًا إلى أن الرئيس عون هو رئيس البلاد وبين يديه العديد من الصلاحيات مثل عدم التوقيع على مرسوم دعوة مجلس النواب إلى عقد إستثنائي، ونظرًا إلى أن الرئيس برّي قادر على التأثير على عمل الدولة مثل شلّ إجتماعات الحكومة. وبالتالي لا مفرّ للخروج من الأزمة إلى عودة الرئيسين إلى لغة الحوار ووقف الجيوش الإلكترونية التي تتفانى في ضخ سمومها الهدّامة في هيكل الدولة المتصدّع. ويُضيف المرجع أن قرب الإنتخابات سيفرض العودة إلى لغة الحوار هذه مع توقعه بإرتفاع الضغط من قبل حزب الله على الحركة والتيار بحكم أنه يُعاني من هذا الخلاف. ويرى المرجع أن سيناريو الحلّ سيكون بزيارة يقوم بها رئيس التيار الوطني الحرّ إلى عين التينة على أن يقوم الرئيس برّي بعدها بزيارة قصر بعبدا.