حسن هاشم
في زمن التواصل "الافتراضي" عبر ما يعرف زوراً بـ"وسائل التواصل الاجتماعي" خلق الشاب زياد الحايك ابن مدينة الميناء – طرابلس، مساحة لهواة "ألعاب الطاولة" أو ما يسمّى بالإنكليزية "Board games" وبالفرنسية "Jeux de société" حيث يلتقي شبّان وشابات من سكّان طرابلس ومحيطها ومن مختلف الجنسيات لخوض التحدّي بألعاب متنوّعة يحويها مركزه الذي أطلق عليه اسم "House Of Dice" أي "بيت الزّهر".
و"ألعاب الطاولة" أو الـ"Board games" هي نوع من الألعاب غير المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة وتهدف إلى تنشيط عمل العقل الذاكرة والتفكير الاستراتيجي وكذلك الترفيه والتسلية، كما يلعب فيها الحظّ دوراً كبيراً وهي تخلق روح التحدّي والمنافسة بين اللاعبين.
وبحسب ما يشرح الحايك، فإنّ الفكرة بدأت بشكل عفوي حتّى قبل جائحة "كورونا" حيث أنّه شخصياً من محبّي هذه الألعاب وكان يمارسها مع أصدقائه ويقوم بتجميعها من مختلف البلدان التي كان يزورها، ومن هنا أتت فكرة توسيع عمله ليصبح في متناول الجميع.
ويعتبر الحايك في حديث لـvdlnews أنّ الأساس في هذه الألعاب يكمن في أنّها مساحة لتنشيط العقل والعصف الذهني والتفكير الاستراتيجي والترفيه، وهي تخلق روح التحدّي بين الناس.
ووفقاً للحايك، فقد ازدادت شعبية هذه الألعاب كثيراً في أثناء الإقفالات التي طالت بلدان العالم، إذ أنّها ساهمت بإعادة لمّ شمل العائلات في المنازل على طاولة واحدة ن كما تطوّرت هذه الألعاب خلال فترة الحجر المنزلي حيث تم ابتكار أفكار وأنواع جديدة منها.
ويضيف أنّه في زمن ما يعرف بـ"وسائل التواصل الاجتماعي" والتي هي في الحقيقة "وسائل عزلة اجتماعية" والتواصل عبرها هو تواصل "افتراضي"، تأتي هذه المبادرة لتعيد روح التواصل الاجتماعي "الفعلي" بين البشر حيث يلتقي الناس من مختلف الأعمار والجنسيات بعيداً عن التكنولوجيا والهواتف الذكية والتطبيقات الإلكترونية.
ويشير إلى "أنّنا نتقاضى ملبغاً رمزياً من الزبائن وهو 10 آلاف ليرة وهو ليس مبلغاً لتحقيق الربح أبداً بل لنتمكّن من جلب ألعاب جديدة إلى المركز، وكنّا في السابق وقبل الأزمة نتقاضى 1000 و2000 ليرة فقط عن كلّ زبون.
ويروي الحايك أنّ أحد الآباء أتى مع ابنتيْه إلى المركز ولعب معهما لمدّة ساعتَيْن من الزمن، حيث قال له إنّها المرّة الأولى التي يجلس فيها مع ابنتيْه لمدّة ساعتَيْن متواصلتَيْن.
تشكّل هذه المبادرة دعوة للعائلات ولا سيما الآباء والأمّهات للحفاظ على العلاقات الاجتماعية بين الأفراد في ظلّ "الاجتياح" المخيف لوسائل "العزل" الاجتماعي التي تجعل من كلّ فرد أسير هاتفه الذكي وعلاقاته "الافتراضية" التي تعزله عن التواصل المباشر مع عائلته.