يراهن النائب السابق فارس سعيد على التغيرات الاقليمية على الساحة اللبنانية، علَّها تصب في مصلحته وتجلسه الى جانب مرشح القوات اللبنانية في قضاء جبيل ليكون حليفا قويا لمعراب عام 2021 بعد ابعاده عام 2018 من قبل رئيس القوات سمير جعجع الذي فضل المضي بزياد الحواط لكسب مقعد كسروان لصالح النائب شوقي الدكاش.
يختلف سعيد ال 2021 عن نسخته القديمة، الرجل الذي فقد مرجعيات كثيرة ومفاتيح شكلت على مدى سنوات رافعة لرأس حربة 14 آذار سابقا، يعاني من آداء المحيطين والمقربين منه، وتؤكد فعاليات جبيلية أن هجوم سعيد على حزب الله لا يشكل مشروعا انتخابيا يُعيد لبنان الى السكة، بل يتكامل مع الحزب في هجوم كل طرف على الآخر ليرفع رصيده داخل بيئته، كما يحاول سعيد الظهور على أنه عراب التسويات في المنطقة في حين ان الكثير من الاسئلة طُرحت على خلفية مؤتمره الصحافي الاخير حيث شهدنا استعراضا للنائب السابق والمرشح المحتمل عن دائرة كسروان منصور غانم البون الذي وصل الى دارة سعيد في قرطبا مع حوالى المئتي سيارة كلفة تجهيز هذا الموكب حوالى الالفي دولار أميركي في وقت يئن فيه لبنان تحت وطأة الانهيار الكبير لليرة اللبنانية ومعه تسقط العائلات اللبنانية تحت خط الفقر.
وتُنشط العودة الى الارشيف ذاكرتنا، فحين سئل البون بعد اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن عن التهديدات التي تطال سعيد وكيفية مواجهتها قال يومها عبارته الكسروانية الشهيرة: " الضرب أغلى من الطريدة"، أما اليوم فباتت الطريدة مكسبا انتخابيا للوصول الى مجلس النواب.
اللافت أيضا كان غياب الوجه القرطباوي عن مؤتمر سعيد الصحافي ومن حضر لا يتجاوز الخمسين شخصا، في حين كانت دارة سعيد قبل سنوات تعج بأهالي البلدة الذين وقفوا الى جانبه حين كان مهددا في زمن الاغتيالات والتهديدات "غير الانتخابية"، فأين هم هؤلاء؟ حتى رئيس البلدية فادي مارتينوس الذي يؤكد سعيد أنه الداعم الاول له في المجلس البلدي لم يكن حاضرا، بل رصدت عدسات الكاميرا منسق القوات في منطقة جبيل الذي سارع الى دارة منسق قوى 14 آذار السابق لدعمه بوجه تهديدات حزب الله بطلب من معراب التي وقفت في الدورة السابقة بوجه سعيد وتولت قيادتها المعركة ضد الرجل وهنا نسأل: "عندما يتحدث الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن استحالة وصول سعيد الى مجلس النواب طالما ان الشمس تشرق كل صباح، ألم يكن حزب القوات متماهيا مع الحزب في العام 2018 حين وقف بالمرصاد بوجه سعيد لمنعه من الوصول الى الندوة البرلمانية؟".. هل تغير سعيد اليوم وبات برأي القوات ضد مشروع الحزب فيما كان داعما له في الدورة السابقة؟.. اسئلة مشروعة في زمن انتخابي يسعى كل طرف الى كسب اصوات الطرف الآخر ولو على حساب الوطن ولقمة المواطن التي تبقى سائغة لسماسرة الداخل.