إقتصادياً ومالياً، وفيما كان الموفد الفرنسي بيار دوكان يستكمل جولاته الاستطلاعية على الوزارات، ويسأل عن التقدّم الذي أُحرز في مشاريع اصلاحية موعودة، كان سعر صرف الدولار في السوق السوداء يواصل مسيرته التصاعدية السريعة التي أوصلته امس الى مشارف الـ30 الف ليرة للدولار الواحد، في مشهد سوريالي جعل الحد الأدنى للاجور يتراجع الى حوالى 23 دولارا في الشهر، ما يعني ان نسبة الفقراء تزداد يوماً بعد يوم، وهذا الأمر بات يهدد الامن الاجتماعي بكل ما للكلمة من معنى.
والمفارقة في موضوع ارتفاع الدولار ان البعض ألصقَ التهمة بقرار تعديل سعر صرف الودائع الدولارية، في حين ان مفاعيل القرار لم تبدأ بعد. بالاضافة الى ان المصارف وضعت سقوفا قاسية للسحب، بحيث ان القيمة الفعلية للسحب لم تتبدّل عما كانت عليه قبل تعديل سعر الصرف.
وقال خبير اقتصادي لـ"الجمهورية" ان ما يجري في الايام الاخيرة مشبوه، ويوحي بوجود مضاربات قوية على العملة الوطنية للافادة من المناخ السلبي السائد، لتحقيق ارباح غير مشروعة، خصوصاً ان كارتيلات المضاربة وحدها من يملك قدرات مالية كبيرة بالليرة للمضاربة في السوق السوداء.
واعتبر هذا الخبير ان الدولار سيهدأ بنحو مفاجئ، وقد يبدأ في التراجع بنسبة معينة، لأن تحقيق الارباح في لعبة المضاربة يحتّم بقاء السوق في حال اضطراب (volatility) صعوداً ونزولاً، وكلما كانت نسبة الارتفاع والانخفاض قوية وسريعة كلما كانت زادت ارباح المضاربات، وهذا ما يجري اليوم.