الدينامية الفرنسية تتنقل بين بيروت ودمشق .. وميقاتي يحبو!
الدينامية الفرنسية تتنقل بين بيروت ودمشق .. وميقاتي يحبو!

خاص - Saturday, December 11, 2021 7:04:00 AM

أنطوان الأسمر


يحضر الى بيروت بداية الأسبوع الطالع المبعوث الرئاسي الفرنسي بيار دوكان لمتابعة التقدم اللبناني في ملف الإصلاحات، الشرط المسبق لأي مساعدات خارجية.

تعقب الزيارة المبادرة التي حملها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وأسفرت عن إختراق لا يزال محدودا في الحصار على لبنان وتمثّل بالإتصال الوجيز بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

ولا ريب ان زيارة دوكان، التي من المرجح ان تقتصر على يومين من اللقاءات المكثّفة، مرتبطة إرتباطا وثيقا بمبادرة ماكرون الذي يضغط في إتجاه تثمير لقاءاته في الرياض، وهو على قاب أشهر قليلة من إنتخابات رئاسية قد تحرمه الولاية الثانية بالنظر الى التعقيدات الداخلية الكثيرة التي يواجهها إجتماعيا وإقتصاديا، وتؤثّر سلبا في فرص فوزه الثاني.

ولا يخفى ان لبنان بات جزءا من حملة الرئيس الفرنسي الإنتخابية. لذا من شأن أي إختراق يحققه أن يزيد في فرص نجاحه، مع مفارقة أن الإنتخابات الرئاسية الفرنسية لإختيار الرئيس الثاني عشر للجمهورية الخامسة قد يتطابق توقيت مرحلتها الثانية (7 أيار 2022) مع الإنتخابات النيابية اللبنانية. حينها، سيكون ماكرون منهمكا بإنتخاباته، بعيدا من هموم بيروت ووجع الرأس الذي وصمته به منذ 1 أيلول 2020.

لكن خلية الأزمة الرئاسية في الإليزيه لن تهمل بالتأكيد الملف اللبناني. الأسبوع الفائت كان للمستشار الرئاسي باتريك دوريل دور متقدّم في ترتيب مخرج إستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي. هو أجرى مروحة من الإتصالات بقيادات سياسية، من بينها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فيما كانت السفيرة آن غريو تنقل الى بنشعي رسالة واضحة وشديدة تحدد 4 كانون الأول مهلة أخيرة لإستقالة قرداحي وإلا لن يتناول ماكرون في الرياض المسألة اللبنانية بكلمة.

ويترافق الملف اللبناني جنبا الى جنب مع الملف السوري، مربط الفرس في المرحلة المقبلة. فبريجيت كورمي Brigitte Curmi ذو الجذور اللبنانية والمعيّنة حديثا مستشارة للشؤون الخارجية وسفيرة لفرنسا في سوريا مقيمة في باريس، ليست مجرد ديبلوماسية تقوم بدور تقليدي. هي رابع سفيرة في دمشق منذ العام 2012، محسوبة على الجناح المحافظ، ومعروفة بقربها من رئيس جهاز المخابرات الخارجية الفرنسية برنار ايمييه، وهي أيضا خبيرة ضليعة في شؤون العمل المدني (لها دراسة مفصلة عن عمل منظمات المجتمع المدني في لبنان)، وترتبط إرتباطا عاطفيا وسياسيا وثيقا بلبنان وبأصدقائها من اللبنانيين.

تحدث تلك الدينامية على مساحة واسعة من المشرق آخذة في الإعتبار فرص إنعاش لبنان، فيما الثنائي الشيعي ممسك حبل مشنقة الحكومة، مصرا على تعطيلها، غير آبه بمصائر اللبنانيين وتفلّت الأزمة المالية والإقتصادية والإجتماعية. لا بل أحد جناحيه يعيش في حال من النكران السياسي. أما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فهو الآخر غير مساعدّ لما ينغّص على الثنائي، حتى لو ظل على رأس حكومة مستقيلة فعليا، يدير إنهيار البلد. هو يحْبو حكوميا حبوَ الوليد:
أ-مكتفيا بزيارة الشكوى الأسبوعية الى قصر بعبدا،
ب-متمسّكا بعدم الإقدام على أي تحرك لو يسير لإعادة الحياة الى حكومته المستقيلة روحاً،
ج-مسلّما بالتعطيل الذي يفرضه الثنائي الشيعي على خلفية إعتراضه على أداء المحقق العدلي في إنفجار المرفأ القاضي طارق البيطار،
هـ-راضيا بترؤسه الإجتماعات الوزارية بديلا من مجلس الوزراء، حيث باستطاعته أن يمرر ما لا ينغّص عليه يومه، من مثل المشروع المشبوه للكابيتال كونترول، المكنى مشروعا شبحا، والذي وضعه فريق عمله بقيادة النائب نقولا نحاس ونائب رئيس الحكومة سعاده الشامي،
و-راكنا الى الموافقات الإستثنائية بديلا من قرارات مجلس الوزراء، قبل أن يبلغه رئيس الجمهورية بأن ينسى أمرها وأن يركز بدلا من ذلك على بعث الروح في الحكومة المحتضرة.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني