باتريك إيليّا أبي خليل
ضجّت المواقع الإخباريّة والقنوات الإعلاميّة، العربيّة والعالميّة، بإعلان البحرين تدشين أكبر كنيسة كاثوليكيّة في شبه الجزيرة العربيّة ضمن منطقة العوالي جنوب العاصمة، كما وبتوجيه الملك حمد بن عيسى آل خليفة دعوة إلى البابا فرنسيس لزيارة البحرين.
لكن ما لا يدركه الكثيرون هو أنّ البحرين تضمّ منذ زمن بعيد كنائس أربعة، لاسيّما "الكنيسة الإنجيليّة الوطنيّة" المُؤسّسة عام 1911 وهي أقدم كنيسة في منطقة الخليج العربيّ، والتي يقطنها أكثر من 4 ملايين مسيحيّ من المغتربين العرب والأجانب وتحتضن بدورها عشرات الكنائس. وتُعتبر الإمارات العربيّة المتّحدة صاحبة العدد الأكبر منها بما يتجاوز ال 50 كنيسة، أبرزها كنيستي "مارمرقس والأنبا بيشوي" و"مارمينا" في دبي، وكنيسة "الأنبا أنطونيوس" في أبو ظبي، وغيرها من الكنائس المتنوّعة والمنتشرة في كافّة الإمارات.
أمّا قطر، فتضمّ مجمّعاً يحتوي على 6 كنائس لمختلف الطوائف المسيحيّة الأرثوذكسيّة والإنجيليّة والبروتستانتيّة والكاثوليكيّة، أكبرها كنيسة "القديس جورج اليونانيّة الأرثوذكسية" وكنيسة "الورديّة الكاثوليكيّة"، وذلك بهدف حماية حقوق المسيحيّين المقيمين في إقامة الشعائر وممارستها.
ويصل إجمالي عدد الكنائس في الكويت إلى 8 كنائس، منها كنيسة "مار مرقس" وكنيسة "القلب المقدّس"، وكنيسة "سانت كريستوفر". لكن، وبالرغم من أنّ معظم المسيحيّين في الكويت هم من الأجانب العاملين فيها، إلّا أنّها تضمّ أقليّة مسيحيّة من مواطنيها يكفل الدستور حريّتها في ممارسة الدين شرط ألّا تتعارض مع السياسة العامّة أو الأخلاق.
وكذلك في سلطنة عمان التي تتضمّن مجمّعاً لعدد من الأبرشيّات ودور العبادة والكنائس، أقدمها كنيسة "القديس بطرس وبولس" التي بُنيت في مسقط عام 1977، فضلاً عن كنيستا "القديس فرانسيس" الكاثوليكيّة و"القديسين قسطنطين وهيلانة" الأرثوذكسيّة، واللّتان افتُتِحتا مؤخّراً في عام 2019.
أمّا اليمن التي كانت تزهو بأكثر من 6 كنائس، تمكّنت الحروب من تحويلها إلى أبنية مهجورة وصدئة رغم تنوّعها المذهبيّ، أبرزها كنيسة "القديس تريزا الطفل يسوع" الكاثوليكيّة في تعز، وكنيسة "القديسة مريم" الأرثوذكسيّة في صنعاء، وكنيسة "القديس أنطوني" البروتستانتيّة في عدن.
وفي السعوديّة، الحاضنة لأكبر تجمع إغترابيّ مسيحيّ موجود في منطقة الخليج، فقد تردّد على أثر زيارة البطريرك المارونيّ اللّبنانيّ التاريخيّة لها، عن وجود بوادر لترميم كنيسة أثريّة مُكتشفة يعود تاريخها إلى نحو 900 عام، رغم عدم صدور أيّ بيان أو تصريح رسميّ حول هذا الموضوع.
لكن ما يجدر الإشارة إليه في الختام هو أنّ الإنفتاح الخليجيّ الإسلاميّ لا يقتصر على إجازة أو إقامة أو هندسة الكنائس، إنّما يتخطّاها إلى التسامح وقبول الممارسة الحرّة لطقوس المسيحيّين فيها، سيّما وأنّ معظم الأراضي التي شُيّدت عليها الكنائس هي هبات قدّمتها حكومات المنطقة.