من إنجيل السيّد المسيح إلى الخليج العربيّ.... قِبلة المؤمنين بثقافة الأوطان
من إنجيل السيّد المسيح إلى الخليج العربيّ.... قِبلة المؤمنين بثقافة الأوطان

خاص - Thursday, December 9, 2021 2:52:00 PM

باتريك إيليّا أبي خليل


ليت خليج أمّتنا العربيّة يعدينا وطنيّةً تقنا لها في زمن التبعيّة الذليلة للولاءات المستورَدة. يا ليته من كويته حتّى عُمانه يعدينا دبلوماسيّة وسطيّة بنّاءة، مقدامة، ومُفاصِلة، إلّا على مصلحة العروبة والعرب. ومن بحرينه حتّى إماراته يعدينا انتماءاً وعشقاً للإنتماء، وانفتاحاً عالميّاّ ضمن ميزان التلاؤم والتماثل. ويعدينا من قطَره حتّى مملكته العربيّة تآخٍ وتلاقٍ، وتضامن يعلو كلّ السَهوك والعواصف الخلافيّة الزائلة أمام المبادئ الأخويّة الراسخة. ويا ليته من بحرَيه، الخليج والأحمر، يعدينا روئً وآمالاً وإدراكاً للثروات الباطنة كي تنعكس على أجيالنا مجتمعاً مزدهراً ومستقرّاً، فيرتقي إيماننا في ثقافة هيكل آمنٕ ووطن حامٕ لكلّ شعبه، لا شعوباً متنافرة ومتداخلة ضمن خطوط حدّتها حروب الآخرين فيها ومقايضات سماسرة السياسة.
أمّا الإبن الضال فهو أحد أمثلة السيّد المسيح المذكورة في الإنجيل، حين ضلّ أحد الأبناء سبيل النّصح متمرّداً ناكراً جميل والده، ثمّ هجره وبذّر ثروته على ملذّات فنت بفناء دنانير صرّته، حتّى تضوّر وهاعَ وتشرّد، فندم وعاد ليرى والده بانتظاره بشوق ورحمة عند عتبة الباب هاتفاً فرحاً بعودة ابنه الذي كان ضالاً طريق الحقّ، فوُجد عند اهتدائه.
فيا ليت الخليج يؤمن بنا ولا يعادينا، بل يعدينا، ويعيدنا إلى السكّة التي جنحنا عنها، حتّى نعود فنجده عند عتبة الباب مرحّباً مهلّلاً. وهو لطالما شكّل لنا شرياناً اقتصاديّاً حيويّاً ومدداً سياسيّاً وحصناً عربيّاً، بدونه نغرق في رمال متحرّكة شرقاً وغرباً تشدّنا استراتيجيّاتها إلى حضيض الدَرَك وفق مصالح محاورها المرحليّة، كطيور الغراب المقتاتة من عوزنا وبؤسنا والتي متى أشبعت بطونها رمت عظام عزّتنا.
وفي شبه جزيرته له منا نكهة عرق الجبين السائل على مدى عقود خلت علماً وطبّاًّ وهندسةً في فيض قالبٍ من المحبّة والصداقة، وبصمة لبنانيّة أصيلة عربيّة الهوى والهويّة، وإن ضلّت مؤقّتاً وجهة البعض تبقى قِبلتنا العربيّة الخليجيّة يقينة متينة مكينة، أزليّة أبديّة سرمديّة.

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني