مهما قيل عن التحركات "العفوية" أو "المنظمة" مع قلة خبرة في التنظيم والاعداد، فإن خضة شعبية حصلت أمس، وسجلت احتجاجاً قوياً على الوضع المأساوي، الذي ينوء تحته المواطنون، سواء في ما خص جنون أسعار الدولار والتي تنسحب على أسعار السلع الضرورية، الأدوية العادية أو الخاصة بالامراض المزمنة والمستعصية والسارية في الوقت الذي شكلت فيه زيارة الرئيس نجيب ميقاتي إلى عين التينة محطة، بقيت قيد المتابعة، وإن آثر الرئيسان نبيه برّي ونجيب ميقاتي الاستعانة على قضاء الحوائج بالكتمان، مع إصرار رئيس المجلس على المبادرة التي اقترحها، وتقضي برفع المحقق العدلي القاضي طارق بيطار يده عن ملاحقة الرؤساء والوزراء والنواب، باعتبار الملاحقة من اختصاص المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء والنواب.. وبعدها يدعو رئيس مجلس الوزراء إلى جلسة يحضرها الوزراء الشيعة الخمسة، والتي يتضامن معهم فيها وزيرا تيّار المردة ووزير النائب طلال أرسلان الذي زار عين التينة أيضاً..
وحسب المعلومات المستقاة من مصادر متقاطعة ان الرئيس ميقاتي عاد من الخارج بصيغة تقضي بمشاركة الوزراء الشيعة بجلسة لمجلس الوزراء كان في أجندة رئيس الحكومة ان يدعو إليها فور عودة الرئيس ميشال عون من قطر، حيث استقبله أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقبل منه دعوة لزيارة لبنان.
واستناداً إلى هذه المعلومات فإنه في حال عقدت الجلسة، يعلن وزير الإعلام جورج قرداحي استقالته بعدها.
وتأتي هاتان الخطوتان لتليهما خطوة متعلقة باقدام المحقق العدلي على فصل ملفات التحقيق، وإحالة ما يلزم إلى المجلس الأعلى، ويمضي في تحقيقاته مع سائر المعنيين من مدنيين واداريين وغيرهم.. وذلك قبيل وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى الخليج بين يومي 3 و4 من الشهر المقبل، أي يومي الجمعة والسبت.
وأعلن بيان عن قصر الاليزيه ان زيارة ماكرون ستشمل قطر والسعودية والامارات.
وتحدثت مصادر دبلوماسية فرنسية عن ان الرئيس ماكرون، كما سبق موعد الرئيس ميقاتي سيثير مع القيادة السعودية إعادة تعويم العلاقات بين المملكة ولبنان، بحيث ان استقالة قرداحي تريح الوضع، وتسمح بالمكاشفة في هذا الأمر.
لكن مصادر مطلعة اعتبرت ان المسألة الآن باتت على ارتباط بملفي مفاوضات فيينا حول النووي الإيراني، وملف الطاقة العالق بين الولايات المتحدة ودول الخليج النفطية.
وكشف مصدر مطلع لـ"اللواء" ان رئيس المجلس أبلغ الرئيس ميقاتي تمسكه بالتفاهم الرئاسي لمناسبة الاحتفال في عيد الاستقلال (الاثنين الماضي) وها قد مر أسبوع ولم يلتزم فريق بعبدا به، فالحلحلة تبدأ من هناك أولاً.. أي بمعالجة الأسباب التي أدّت إلى تعليق وزراء الثنائي المشاركة في جلسات مجلس الوزراء.
وعليه يتعين على الرئيس ميقاتي انتظار الرئيس عون لزيارة بعبدا، ربما الأربعاء أو الخميس لإعادة تحريك آلية التفاهم الرئاسي.
وتوقعت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" أن يعقد اجتماع بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء فور عودة الرئيس عون من قطر. وقالت أن هذا الاجتماع يفترض أن يتطرق الى مسألة مجلس الوزراء وما سجل على صعيد إمكانية حسم العودة للجلسات او تأجيل أي توجه قريب.
ورأت المصادر أنه في نهاية المطاف لن تبقى اجتماعات الحكومة معلقة إلى أجل غير مسمى وإن هناك معالجة ستحصل في وقت ما.
إلى ذلك أكدت المصادر أن الحكومة لن تتحول إلى حكومة تصريف أعمال لأنها حكومة لا?تزال قائمة ودورها لم يبدأ بعد الا حصل عكس ما هو مرسوم له في ما خص أدائها.
واشارت مصادر سياسية إلى استمرار التعثر بايجاد حل لمشكلة تعليق جلسات مجلس الوزراء المزدوجة، برغم كل الاتصالات والمشاورات التي جرت في هذا الخصوص مؤخرا،بسبب تشبث كل المعنيين بمواقفهم وشروطهم،واوضحت ان ما يمكن البناء عليه، هو التفاهم الذي تم التوصل اليه بين البطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وحظي بموافقة من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون، ثم ما لبث ان انقلب عليه فريقه السياسي فيما بعد،سعيا لاجراء مقايضة، عليه مع بري،ولكنها لم تنجح لاعتبارات ومحاذير سياسية ودستورية.
واعتبرت المصادر ان الاتفاق على اعادة تنشيط البحث بالتفاهم المذكور بعد عودة رئيس الجمهورية ميشال عون من قطر،والإطلاع منه على فحوى محادثاته مع الجانب القطري لمعرفة موقفه بكيفية مقاربة مشكلة وزير الإعلام جورج قرداحي بالتزامن مع اعادة البحث بالتفاهم المذكور،لانه لم يعد بالامكان تبرير تعليق جلسات مجلس الوزراء، اوتحمل مسؤولية تعطيلها، اكثر، بعدما تفاقمت الأوضاع نحو الأسوأ.
وكانت حركة الاتصالات واللقاءات لمعالجة الازمة الحكومية بدأت بزيارة الرئيس ميقاتي الى الرئيس بري، الذي استقبل ايضا رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان، وجرى طرح نتائج المساعي للاقتراحات التي طرحها بري وسيعمل ميقاتي عليها لحل ازمة الارتياب بالقاضي العدلي طارق بيطار وعقد جلسة لمجلس النواب تحيل التحقيق مع النواب الى المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء والنواب، وفصلها عن ازمة عدم انعقاد جلسات مجلس الوزراء، فيما بدأ الرئيس عون زيارته الى قطر، والتقى الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في مسعى لترطيب العلاقة مع السعودية وحيث وعد الامير بإيفاد وزير خارجيته الى بيروت للبحث في بعض التفاصيل قبل القيام بمبادرة ما وللبحث في تقديم الدعم الممكن للبنان.