بالتزامن مع استضافة مصر للقمة الحادية والعشرين لرؤساء دول وحكومات السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا "الكوميسا"، بعد يومين، استعرضت دراسة حديثة، صدرت اليوم الأحد عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري، فرص تعزيز العلاقات التجارية بين مصر ودول الكوميسا.
وطبقاً للأرقام الرسمية التي تبرزها الدراسة، فإن التبادل التجاري سجل حوالي 3 مليار دولار في العام 2020، وهو ما يعادل نحو 60 بالمئة من إجمالي قيمة التبادل التجاري المصري مع القارة الأفريقية خلال العام نفسه، والذي سجل 5 مليارات دولار أميركي.
وتحظى مصر في علاقاتها التجارية مع دول الكوميسا، التي تضم في عضويتها 21 دولة أفريقية وتعتبر من أهم الشركاء التجاريين لمصر في أفريقيا، بتحقيق فائض تجارى خلال الفترة من (2015- 2020) بلغت قيمته نحو 1.4 مليار دولار أميركي.
وتبلغ قيمة إمكانات التصدير غير المستغلة إلى تلك الدول نحو 1.8 مليار دولار أميركي بحلول 2025، وهو ما يعادل نحو 1.8 بالمئة من القيمة المستهدفة لتعزيز الصادرات المصرية.
كما سجلت إمكانات التصدير غير المستغلة إلى دول الكوميسا نسبة 9 بالمئة من إجمالي الفرص التصديرية غير المستغلة لمصر بحلول 2025.
وبحسب الدراسة، تحظى صادرات مصر إلى كل من دول ليبيا وكينيا والسودان وإثيوبيا وتونس، بأكبر قيمة لإمكانات التصدير المتوقعة عام 2025، إذ قدرت بنحو 2.3 مليار دولار أميركي، في حين سجلت إيسواتيني (سوازيلاند سابقاً) أعلى نسبة من إمكانات التصدير غير المستغلة بنسبة 94.7 بالمئة.
وبتحليل المنتجات المصرية ذات الإمكانات التصديرية الكبرى إلى دول الكوميسا المتوقعة عام 2025، أشارت الدراسة إلى أن "سكر القصب" يأتي في مقدمة الصادرات المصرية إلى كل من (كينيا والسودان وأوغندا)، بينما تعد صادرات مصر من "الأسمدة الفوسفاتية، المعدنية أو الكيمائية" السلعةَ ذات الإمكانات التصديرية الكبرى لكل من إثيوبيا وجيبوتي وزامبيا وزيمبابوي وبوروندي.
وتتصدر صادرات مصر من "دقيق الحنطة (قمح) أو دقيق خليط حنطة مع شيلم" قائمة السلع المصرية ذات الإمكانات التصديرية الكبرى إلى الصومال وإريتريا ومدغشقر وجزر القمر.
وبتحليل أبرز واردات مصر السلعية من دول الكوميسا، تبين انخفاض واردات مصر من بعض السلع مثل: البن والزبدة والنحاس عن الـ 10 بالمئة، وذلك مقارنة بإجمالي واردات مصر من العالم من تلك السلع خلال 2020، ويتصدر البن قائمة واردات مصر من إثيوبيا، بينما تأتي الزبدة في مقدمة واردات مصر من أوغندا.
كما أشارت الدراسة إلى أبرز المنافسين التجاريين للصادرات المصرية داخل أسواق الكوميسا عام 2020، حيث جاءت الصين على رأس الدول بقيمة صادرات بلغت 21.4 مليار دولار وبنسبة 12.7 بالمئة من إجمالي واردات الكوميسا، تليها جنوب أفريقيا بإجمالي 7.9 مليار دولار وبنسبة 4.7 بالمئة من واردات الكوميسا، ثم الهند بإجمالي 7.4 مليار دولار وتركيا بـ 3.7 مليار دولار.
وبدأت الحكومة المصرية في تنفيذ عدد من المبادرات والبرامج لتيسير نفاذ المنتجات المصرية منها تفعيل اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية والتي دخلت حيز التنفيذ في كانون الثاني 2021، وتطبيق برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية؛ وذلك لرفع وعي المنتجين المصريين بالفرص التصديرية المتاحة وتنظيم لقاءات مع القطاع الخاص في تلك الدول، بالإضافة إلى قيام الشركات المصرية؛ مثل المقاولون العرب، بتنفيذ عدد من المشروعات لرفع كفاءة البنية التحتية في بعض دول الكوميسا.
فضلاً عن الشروع في تنفيذ مشروع القاهرة-كيب تاون والذي يهدف إلى ربط مصر بالدول الإفريقية من خلال شبكة من السكك الحديدية لتيسير عملية نقل البضائع، وتقليص مدة الشحن إلى 4 أيام بدلًا من 28 يوماً.