دموع الأسمر - الديار
من يسمع المسؤولين في وزارتي الصحة والتربية يتحدثون عن الكورونا في طرابلس والشمال، يعتقد ان الدنيا بألف خير... ولا داعي للهلع...
غير ان واقع الحال في مدينة طرابلس بمدارسها الرسمية والخاصة، وباحيائها الشعبية، يثير القلق والخوف من وباء يتفشى سريعا ويضرب عائلات واحياء ومدارس عديدة في ابي سمراء والقبة والتبانة، في غياب كلي لاجراءات الوقاية الصحية، بعد نسف كل مندرجات التباعد الاجتماعي والكمامات والتعقيم...
اصابات بالجملة في عدة مدارس... صفوف اغلقت، وطبقات في مدارس اخرى اقفلت... نتيجة اصابات بالحملة، وقد نقلوا العدوى الى اهاليهم، فأضطرت مستشفيات الى اعادة فتح أجنحة الكورونا بعد اغلاقها اثر تدني نسبة المصابين...
واللافت ان انتشار العدوى بدأ على ابواب فصل الشتاء، فكيف ستكون الحال مع انخفاض حرارة الطقس وعشية الاعياد، الامر الذي يثير مخاوف الاوساط الصحية الشمالية، لا سيما وان الوباء يتفشى سريعا وبشكل مثير للغاية ويؤدي الى وفيات ...
مطاعم ومقاهي طرابلس مزدحمة الكتف على الكتف، وليس من يعتمد الكمامة، ومسألة التعقيم نسبية، وحولها علامات استفهام حول جدواها، واينما اتجهت في طرابلس او عكار وفي المنية والضنية، فليس هناك من وقاية الا في ما ندر...
وتظهر الاصابات في الشمال، حقيقة حجم الملقحين، بشكل ان المناعة المجتمعية لا تزال كلاما في كلام، ومجرد شعارات لم تترجم الى الواقع....
اين المسؤولين في وزارة الصحة والتربية مما يجري في طرابلس والشمال؟؟...
لطالما ناشدت شخصيات صحية وطبية شمالية وزارة الصحة ضرورة اصدار قرار يلزم الجميع بالتلقيح تحت طائلة المسؤولية، حماية للمجتمع، وغير قرار الالزام بالتلقيح لن تحصل المناعة المجتمعية، وسيبقى المحتمع في طرابلس والشمال رهين خطر الوباء الذي يحصد شبابا وكبار العائلات...
وتضيف الاوساط انه لا يجوز ان يبقى اللقاح خيارا فرديا غير ملزم، لان من شأن ذلك ان تستمر مخاطر التفشي بين الناس قائمة وتهدد صحة المواطنين، وهذا ما حصل ويحصل في مدارس تفشت فيها الكورونا وشكلت خطرا متفشيا في عدة عائلات...
وتتوجه هذه الاوساط الى دق ناقوس الخطر ودعوة وزارة الصحة واللجان المختصة الى اتخاذ تدابير سريعة لحماية الناس وفرض اجراءات الوقاية وتسريع وتيرة التلقيح في المناطق البعيدة في عكار وطرابلس والمنية والضنية لانها اكثر المناطق تدنيا بالتلقيح، وان يلزم الجميع بالتلقيح، كي لا يبقى مواطن واحد يشكل بؤرة ناقلة للعدوى.
وتقول هذه الاوساط الصحية، مشيرة الى اعادة فتح اجنحة الكورونا، ان المطلوب من وزارة الصحة التوجه فورا وميدانيا الى عكار وطرابلس ومناطق الشمال كافة للكشف على المصابين وتأمين الادوية والعلاج واطلاق حملة تلقيح الزامية وليست اختيارية، وذلك قبل ان ترتفع الاصابات فيكون التوجه حينها الى اقفال الشمال واقفال البلاد من جديد خاصة المناطق السياحية... وان تنطلق الحملة قبل موسم الاعياد بما يحمله من مخاطر احتمال تفشي العدوى تقف حينها وزارة الصحة عاجزة عن المواجهة.