لم تمرّ "الرزمة السياحية الشتوية" بالسلاسة التي توقعها المعنيون على مكاتب السفر في لبنان، وأتى شعار "بجنونك بحبك" ليؤرق المكاتب التي تعرضت لنكسات متتالية من كورونا الى الأزمة الاقتصادية.
وفي التفاصيل، فإنّ هذه الرزمة هي كناية عن عرض يشمل كلفة الفندق وتذاكر السفر وإجراء فحوصات الـ pcr وغيرها بأسعار مخفضة، أطلقها وزير السياحة وليد نصار الأسبوع الفائت.
أما المآخذ حول هذه المبادرة من قبل مكاتب السفر، فأتت نتيجة حصر تقديم الرزم بنحو 15 مكتب سفريات فقط من أصل 145 مكتباً مسجلاً في النقابة.
ما شرحه ممثل اتحاد وكالات السياحة والسفر زياد العجوز لموقع vdlnews، هو انه "لا يوجد اي قانون يجبر مكاتب السفر على الانتساب للنقابة بغية ممارسة المهنة ومزاولتها، ولهذا السبب من غير المقبول حصر المكاتب المختارة بالمسجلين في النقابة فقط".
وأضاف العجوز أن "المأخذ الأكبر لا يتمحور حول هذه النقطة فقط"، مشيرا الى انه "في الحقيقة لم يمكن لدينا علم أو خبر كقطاع بتنظيم هذه الرزمة، وعلمنا بالأمر متأخرين، علما انه من حقنا جميعا ان نحصل على فرص للمشاركة فيها، والاختيار بين المكاتب يجب ان يحصل وفق أصول معينة وبحسب مؤهلات كل مكتب فهناك الكثير من مكاتب السفر كانت تستحق أن يشملها العمل بالرزمة".
الى ذلك، طلب العجوز من النقيب فتح هذه الرزمة لكل المكاتب المستحقة، معتبرا أنه "كان حريا بالنقابة مراقبة ما يحصل ودعوة مكاتب السفر لورش عمل وتوجيه وتنشيط، كما كان يجب عليها وضع معايير معينة ليتم الاختيار على أساسها".
ولفت العجوز الى أن "في السابق كان يتم تبليغنا بأي مؤتمر أو اطلالة للنقيب كمكاتب سفر، بهدف المتابعة والمشاركة، ثم يتم توزيع تسجيل للمؤتمر علينا أو رابط لمشاهدة الحدث في اليوم التالي، الا أن حفل اطلاق هذه الرزمة حصل بتكتم شديد".
كذلك طالب بـ"تنشيط السياحة لكن لا من خلال فئة معينة على حساب أخرى، بل يجب شمل أكبر عدد ممكن من مكاتب السفر في خطوات كهذه لتقوية القطاع"، وناشد العجوز "وزير العمل ووزير السياحة باعادة النظر بالتقصير والمخالفات وسوء الادارة في موضوع نقابة السياحة والسفر، خاصة وأن مئات المكاتب لم تنتسب للنقابة بسبب سوء الادارة وسوء التقسيم والتقصير والتهميش".
كما شدد العجوز على ان "التهميش والمحسوبيات امران غير مقبولين"، قائلا: "لا يوجد احترام لأحد ونحن بحاجة لتوضيحات حول كل ما يحصل، بخاصة وأنهم لا يتحركون الا في حال تقديم المكاتب للشكاوى خطيا في النقابة، خوفا من أي بلبلة يمكن ان تحصل اثر شكوى اهمال اوتقصير قد نقدمها، وكأن الرسائل الالكترونية ليست كافية".
هذا وناشد العجوز "طيران الشرق الأوسط" "والتي لم تفرق يوما بين وكيل وآخر أن تفتح المجال لكل مكاتب السفر أن يشتروا منها هذا العرض والتذاكر وأن ترفض الاحتكار بخاصة وأنها مؤسسة نظيفة ولا غبار عليها أبدا".
"العجوز ترافل" ليس المكتب الوحيد المعترض على ما حصل، بل مئات المكاتب رفعت الصوت في وجه ما اعتبرته "اجحافا كبيرا" في حقها، ومن ضمن هذه المكاتب نذكر "سمر هوليدايز"، والذي أوضحت مالكته سمر حرب لموقع vdlnews أن "المكتب يعمل تحت هذا الاسم منذ عام 2010 الا اننا في مجال السفريات منذ عام 1998، ونعمل على مستوى 5 نجوم مع دول الخليج والدول الأوروبية، ولم يتواصل معنا أحد أو يطلعنا على هذه الخطوة أو عن مشروع الرزمة".
وشددت حرب على ان "أنها شركة مرخصة ومنتسبة للنقابة ويحق لي المشاركة بكل الأنشطة السياحية"، سائلة: "لماذا حصلت التفرقة؟ من حقنا أن نعلم".
فهل تلقى هذه الصرخات آذانا صاغية؟ وهل سيحقق الاعتراض الذي ستقدمه مكاتب السفر على ما حصل بعد أيام أي تغيير ويلقى الصدى المطلوب؟