باولا عطية - الديار
يفصلنا عن موسم الاعياد أقلّ من شهر، وسط تخوّف المواطنين والمعنيين من تكرار سيناريو كورونا عام 2020، والذي أدى إلى وضع صحي كارثي أجبرت على أثره السلطات إلى إقفال البلد على دفعات ولفترات طويلة في محاولة لضبط الوضع، بعد تسجيل أكثر من 6200 إصابة بالفيروس فور انتهاء حفلات عيد الميلاد ورأس السنة، والتي كسرت فيها المؤسسات قيود كورونا بحثا عن جرعة إنعاش إقتصادي.
أما اليوم، وبعد أن أصبح موسم الأعياد على الأبواب، بدأت «التحذيرت الصحية» تعود إلى الواجهة من جديد، في ظلّ تسجيل إرتفاع باصابات كورونا في لبنان والتي كادت أن تلامس الـ1000 إصابة يوم أمس بعد فترة ركود طويلة وإصابات شبه معدومة. ومن جهّة أخرى يعلّق أصحاب المحلات التجارية والمطاعم والفنادق آمالهم على فترة الاعياد علّها تتمكّن من تحريك العجلة الاقتصادية فتعيد الحياة لعملهم. ما سيضع وزارة الصحة «بين شاقوفين»، ضغط نقابات أصحاب المطاعم والمحلات التجارية والفنادق من جهّة، والأمن الصحي للمواطنين من جهّة ثانية!
فهل يتكرر سيناريو عام 2020؟ وما الاجراءات الاحترازية التي ستتخذها وزارة الصحة في فترة الاعياد؟
التنسيق مع النقابات السياحية بدأ
في هذا الاطار يوضّح وزير الصحّة فراس الأبيض في حديث لـ «الديار» أنّ «الاجتماعات بدأت تنعقد مع أصحاب النقابات السياحية من الآن، تحسبا من أي اعتراضات أو أخذ وعطى في هذا الملفّ فيما بعد، كي لا نكرر تجربة عام 2020، ومنعا من أي تصعيد أو بيانات استنكار من أصحاب النقابات، الذين نتفهّم مخاوفهم ونحاول التنسيق معهم من الآن لمعرفة كيفية تنظيم الاحتفالات في فترة الاعياد مع الأخذ بعين الاعتبار الاجراءت الوقائية من فيروس كورونا»، مضيفا «نحن تهمّنا مصلحة كل ّقطاع إقتصادي ولكن ليس على حساب مصلحة المواطن الصحية ولا نقبل أن تتحقق المصلحة الاقتصادية دون ضوابط».
لا فحوص pcr للملقّحين مع بداية عام 2022
وعن الاجراءات التي ستتخذ في مطار رفيق الحريري الدولي كشف الأبيض أنّ «وزارة الصحة تعمل على توقيف جميع فحوصات الـpcr للمسافرين الذين تلقوا لقاح كورونا، (وهؤلاء تبلغ نسبتهم 85% من حجم الوافدين) بدءا من آخر شهر تشرين الثاني وكانون الأوّل، إلا أنّ شركات الطيران ردّت على «الصحة» بالقول أن هناك العديد من المسافرين الذين اشتروا تذاكر السفر وأنّ هذا الاجراء قد يحدث الكثير من البلبلة خصوصا وأنه سيلغي سعر فحص الكورونا من كلفة التذكرة، وبالتالي سينخفض السعر تلقائيا»، متابعا «لذا قرّرنا أن نعتمد هذا الاجراء إبتداءا من 1-1-2022، عبر اعتماد تقنيات تكنولوجية حيث سيتم إدخال رمز كلّ شخص أخذ اللقاح على «سيستام» خاص بالوزراة ليصبح لكلّ مواطن code وعند دخوله إلى المطار سيمرّر رمزه على الآلة وهي ستعلم الموظف إذا ما كان عليه اجراء الفحص للمواطن أم لا».
2$ فراش/شخص لكلّ مركز تطعيم ضد كورونا
وعن الاجراءات التي ستتخذها الوزراة في سبيل الوقاية من كورونا قال الأبيض «ستقوم الوزارة باعطاء 2$ فراش/شخص يتمّ تطعيمه، لكلّ مركز تطعيم ضد فيروس كورونا في لبنان، ما سيفعّل عمل هذه المراكز ويشجع المواطنين على تلقّي الطعم المجاني، وهذا المبلغ أمنته وزارة الصحّة من مانح أجنبي عبر منظمة الصحة العالمية».
40% من اللبنانيين تلقوا اللقاح
وشكى الأبيض من «تردد المواطنين اللبنانيين من أخذ طعم كورونا، مشيرا إلى أنّ نسبة المطعّمين حتى الآن لامست الـ40% من أصل 6 مليون مواطن لبناني».
الوزارة تتابع الوضع الصحي في المدارس
وعن وضع المدارس شرح أنّ «الوزراة قامت بحوالي الـ70 ألف فحص للأساتذة في المدارس والمدراء والموظفين، وفي حال سجّلت إصابة كورونا لأي طالب قد خالط زملاءه تقوم الوزراة باجراء الفحوصات مجانا لكلّ المخالطين تحسبا من انتشار العدوى»، لافتا إلى أن ّ «هناك لجنة في الوزراة تعمل بشكل يومي مع مركز اتصالات يتابع الاهالي والمعنيين في المدارس للاطلاع على تطورات الوضع الصحي».