4 لوائح تستعدّ لمعركة الصيادلة و"القوّات" تُقدّم "السيادة دوا"
4 لوائح تستعدّ لمعركة الصيادلة و"القوّات" تُقدّم "السيادة دوا"

أخبار البلد - Thursday, November 11, 2021 7:30:00 AM

نداء الوطن

تتّجه الأنظار إلى "بيت الطبيب" في 28 الجاري، لمواكبة انتخابات نقابة الصيادلة في لبنان، حيث يتوقّع ان تشهد "إنتفاضة" إنتخابيّة بين الأحزاب التي تخوض هذه الإنتخابات بالواسطة وقوى الحراك المنتفضة أصلاً على نفسها، في ظلّ تردّي القطاع الإستشفائيّ ودخول الدواء على خط "الفتوحات السياسيّة". فما هي طبيعة هذا الإستحقاق وأهميته؟ وهل سيشكّل إستفاقة نقابية لانتشال المهنة من الدرْك الذي وصلت إليه، أم أنه سيُعيد تكريس حماة السياسات الدوائية العشوائية في مناصبهم؟
لم يسلم قطاع الصيدلة من المخاطر المحدقة التي أصابت القطاع الصحي في لبنان، ولم يشكل إنقطاع الدواء المستمر وتردي الأوضاع المعيشية وإقفال ما يزيد عن 600 صيدلية، دافعاً من أجل إطلاق إنتفاضة نقابية حفاظاً على المهنة وكرامتها. وقد تشكل الإنتخابات الوشيكة إستفاقة من أجل المطالبة بحقوق الصيادلة ومصالحهم المشروعة بعدما تسببت السياسات المتراكمة بجعل القطاع سلعة بيد "كارتيلات الأدوية"، والسياسيين الذين أغرقوا الأسواق بأدوية لم تكتمل ملفاتها العلمية بحجة الإستيراد الطارئ.

تتّجه الأنظار إلى "بيت الطبيب" في 28 الجاري، لمواكبة انتخابات نقابة الصيادلة في لبنان، حيث يتوقّع ان تشهد "إنتفاضة" إنتخابيّة بين الأحزاب التي تخوض هذه الإنتخابات بالواسطة وقوى الحراك المنتفضة أصلاً على نفسها، في ظلّ تردّي القطاع الإستشفائيّ ودخول الدواء على خط "الفتوحات السياسيّة". فما هي طبيعة هذا الإستحقاق وأهميته؟ وهل سيشكّل إستفاقة نقابية لانتشال المهنة من الدرْك الذي وصلت إليه، أم أنه سيُعيد تكريس حماة السياسات الدوائية العشوائية في مناصبهم؟
لم يسلم قطاع الصيدلة من المخاطر المحدقة التي أصابت القطاع الصحي في لبنان، ولم يشكل إنقطاع الدواء المستمر وتردي الأوضاع المعيشية وإقفال ما يزيد عن 600 صيدلية، دافعاً من أجل إطلاق إنتفاضة نقابية حفاظاً على المهنة وكرامتها. وقد تشكل الإنتخابات الوشيكة إستفاقة من أجل المطالبة بحقوق الصيادلة ومصالحهم المشروعة بعدما تسببت السياسات المتراكمة بجعل القطاع سلعة بيد "كارتيلات الأدوية"، والسياسيين الذين أغرقوا الأسواق بأدوية لم تكتمل ملفاتها العلمية بحجة الإستيراد الطارئ.

وتضم لائحة نصّور 11 عضواً لمجلس النقابة، وعضوين للمجلس التأديبي، وأربعة أعضاء لصندوق التقاعد، لتحظى بذلك هذه اللائحة بمشاركة وتأييد الثنائي الشيعي والحزب القومي السوري وتيار المستقبل، في حين أثار إنضمام المرشح طوني يوسف الذي سبق أن ترشح في إنتخابات 2015 و2018 في مواجهة لائحة القوات إلى هذه اللائحة لغطاً كبيراً ما إذا كان "حزب القوات اللبنانية" جزءاً من لائحة السلطة، لتجزم مصادر قيادية في الحزب بـ "أنّ القوات اللبنانية موقفها هو خارج أي تركيبة تضم الطبقة الحاكمة التي أوصلت النقابة بل البلاد إلى ما وصلت إليه".

شكّل الإنتماء الحزبي للمرشح جو سلّوم حملاً ثقيلاً عليه على أبواب الإستحقاق النقابي، ما دفعه إلى تعليق عضويته ونشاطه في حزب الكتائب، نزولاً عند تمني بعض الصيادلة المؤيدين لـ "حزب الله"، وترؤس لائحة "نقابتي سندي"، والتي تضم ممثلين عن التيار الوطني الحر والبعث السوري. سلوم الذي يتمتع بحيثية كبيرة بين الصيادلة، أشار في حديثه إلى "نداء الوطن" إلى أنّ مشهدية نقابة المهندسين لا يمكن أن تتكرر في نقابة الصيادلة، مؤكداً خوضه الإنتخابات من ضمن لائحة نقابية معارضة لنهج المحاصصة والمصالح الخاصة، تضم مرشحين من توجهات سياسيّة متنوعة، يخوضون الإنتخابات بعيداً عن إنتمائهم الحزبي، في مواجهة تحالف الأحزاب. وتضع "نقابتي سندي" في سلم أولوياتها حماية الصيدلي وتأمين معيشة لائقة للصيادلة من أجل الإستمرار في تأمين واجبهم الإنساني والأخلاقي تجاه المواطنين.

إلى ذلك، دعم تجمع "الصيادلة ينتفضون" لائحة برئاسة فرج سعادة، الذي يحظى بدعم جزء من مجموعات "17 تشرين". سعادة الذي ينطلق من خلال تمرّسه المهني والأكاديمي إضافة إلى شبكة علاقاته السياسية كونه شغل نائب رئيس بلدية غزير، أشار إلى أنه يخوض الإنتخابات من خلال إنتفاضة نقابية صرفة، بعيداً من المجموعات الحزبية أو "الثورية"، في محاولة لإعلاء شأن أصحاب الحقوق أي الصيادلة بوجه أصحاب المصالح الذين يديرون النقابة بما يخدم مصالحهم الخاصة، مشدداً على أن الهدف الأساسي هو تأمين الدواء للمواطنين في الصيدليات بعيداً عن حجم الدعم من قبل الحكومة.

إبعاد السياسة عن الصحة

وإذ لفت سعادة إلى أهمية تواصله مع كافة المكونات السياسية في النقابة، أكد أنّ لائحته لن تضم مرشحين حزبيين، مشدداً سعيه إلى إجراء مناظرة علنية بين المرشحين من أجل مناقشة برامجهم النقابية. وأوضح سعادة أن تحالفه مع "الصيادلة ينتفضون" أثمر لائحة من المرشحين المستقلين يجمعهم البرنامج المشترك من أجل إنقاذ المهنة في المرحلة المقبلة، بعيداً عن مصالح الشركات المستوردة للدواء، ودعا إلى إعادة تفعيل المختبر المركزي والتشديد على إستيفاء الأدوية المستوردة للشروط العلمية قبل إدخالها إلى لبنان. وشدد سعادة على أن أهمية العمل النقابي في مواكبة التحديات المعيشية المزرية التي يمر بها القطاع، دفعه مع مجموعة من الصيادلة المستقلين إلى خوض الإنتخابات والمشاركة في صنع القرار داخل النقابة من ضمن فريق متحرر من المطالب السياسية، كون المرحلة التي يمرّ بها لبنان تقتضي إبعاد السياسة عن الصحة، آملاً إدخال بعض الصحة على السياسة.

وفي سياق متصل، يخوض المرشح المستقل لمركز النقيب ناجي جرمانوس الإنتخابات ضمن لائحة "نحو نقابة مستقلة" إلى جانب مجموعة من الصيادلة المستقلين، يربطهم العمل النقابي والمهني، بعيداً عن محاولات الإلغاء والشيطنة التي تقوم بها الأحزاب ومجموعات الحراك. وإذ لفت جرمانوس إلى قناعته بوجوب أن تكون الأحزاب في خدمة النقابة لا العكس، أشار إلى أن لائحته المكتملة تتضمن وجوهاً جديدة تتمتع بقدر كبير من المهنية والكفاءة، تلبي رغبة الصيادلة التواقين إلى التغيير بعيداً عن "شيطنة" الأحزاب التي تضم العديد من الأكفاء.

وعن توجه أحزاب السلطة إلى دعم لائحة النقيب نصّور، أشار جرمانوس إلى أنّ القرار النهائي يبقى إلى القاعدة الشعبية والصيادلة الذين يضعون مصلحة النقابة في سلّم أولوياتهم بعيداً عن الحسابات السياسية، مؤكداً تواصله مع كافة الصيادلة بما يخدم النقابة، في مواجهة "الكارتيل" الذي يسعى إلى الإستمرار عبر وجوه مختلفة في النقابة.

وبعيداً عن التحالفات الهجينة التي تخيّم على اللوائح المتنافسة، أشارت مسؤولة قطاع الصيدلة في القوات اللبنانية الدكتورة هيلين شماس إلى أنّ القوات طرحت برنامجاً نقابياً متكاملاً تحت شعار "السيادة دوا"، مؤكدة أنّ النقابة الحرة وتحرير صندوق المتقاعدين وتطوّر المهنة أيضاً دوا، وشددت على أن التغيير بالنهج والإدارة يجب أن يحصل بسرعة، كون نقابة الصيادلة هي خط الدفاع الأول عن الصيادلة وحقوقهم.

وأوضحت شماس أن الهدف الأساسي للحزب هو الإرتقاء بالمهنة إلى المستوى المطلوب، وذلك من خلال مناقشة البرنامج المتكامل مع المرشحين ودعم الجهة التي تتبنى الطروحات الإصلاحية والسيادية التي يقوم عليها البرنامج بعيداً عن نهج أحزاب السلطة، وتحالفات ما قبل "17 تشرين"، التي أصبحت بعيدة عن سياسة الحزب الذي لم يقدم أيّاً من المرشحين الحزبيين على أي لائحة حتى الآن.

من جهته، أشار الدكتور شادي مارون إلى أن التيار الوطني الحر لا يريد الدخول في معارك المهن الحرة، ليخوض الإنتخابات من خلال مرشحين منفردين للعضوية، يتمتعون بالخبرة المهنية العالية بعيداً عن العناوين السياسية، والحملات التي تواكب المرشحين لمركز النقيب، حيث تتم مناقشة برنامج ورؤية التيار مع النقباء المرشحين قبل إتخاذ القرار النهائي في تأييد أحدهم.

وفي سياق متصل، جدد الحزب التقدمي الإشتراكي التأكيد أنه غير مشارك في انتخابات نقابة الصيادلة، وليس بداعمٍ لأي لائحة ولا لأي مرشح من المرشحين، انسجاماً مع الموقف الذي أعلنه الحزب بانسحابه من مجالس نقابات المهن الحرة ومن الاتحاد العمالي العام، تأسيساً لمرحلة جديدة من العمل النقابي.

وأمام التحديات التي تواكب سياسة رفع الدعم عن الأدوية في لبنان، هل تستعيد مهنة الصيدلة مكانتها كخبير إستشاري في الدواء، أم أن المنظومة الحاكمة ستعيد إنتاج نفسها في ظل الإنتفاضة المستمرة للقوى المعارضة لنهج السلطة على نفسها؟

 

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني