عيسى بو عيسى - الديار
في وقت تبرز فيه حقيقة الواقع اللبناني السيىء على كافة الصعد، ثمة من يؤكد أن لبنان أصبح ساحة مفتوحة بصورة مباشرة وعن قرب، وأصبح لبنان حلقة واسعة للتجاذب الدولي والإقليمي على مشارف موعد المفاوضات الإيرانية - الأميركية، فيما واشنطن تصرّ على ضرورة ترسيم الحدود سريعاً... وسريعا إنطلقت الماكينات الانتخابية، وكأن المذكور أعلاه «بالساحة المفتوحة وترسيم الحدود» لا تعني الساحة المسيحية التي بالكاد أصبحت مرتعا للخلافات والاحقاد... والأهم عند المسيحيين تنظيم عملية «إصطياد» بعضهم في صناديق الاقتراع!!
في هذا الوقت بالذات ومع إشتداد الوضعين المحلي والاقليمي ثمة من يركز على الانتخابات النيابية في الداخل اللبناني، على أن هذه الاوساط تلفت الى الساحة المسيحية بشكل حصري قياسا على تسارع التحضيرات الجارية بشكل غير مسبوق وعلني وفق الصورة التالية:
1- النائب المستقيل نعمة افرام حدّد موعدا لأنصاره في احد المطاعم الكبرى في مدينة جبيل والذي يملكه شخص مقرب من التيار الوطني الحر قبيل منتصف الشهر المقبل لإطلاعهم على أهداف «مشروع وطن الانسان»، واللافت أن المكان يتسع لأكثر من خمسماية شخص جلوسا مع ساحة واسعة في الخارج، يذكر أن للمهندس افرام مئات الموظفين العاملين في شركاته خصوصا في مجدل العاقورة وحالات وغيرها من البلدات، ويمكن من خلال هذا اللقاء والشخصيات المدعوة تحسس عملية إختيار بعض حلفاء افرام في بلاد جبيل بالرغم من عدم ظهور أسماء جديدة أو مخضرمة على الساحة، وتعاني كافة اللوائح في كسروان وجبيل من مرشحين في هذه المنطقة بالذات غير أن الشطيب الشمالي لجبيل على وشك أن يظهر شخصياته الى العلن بعد سلسلة عمليات إحصائية، غير أن مدينة جبيل بالذات تعتبر معقل النائب زياد الحواط وهي التي سيطر من خلالها على البلدية لسنوات عدة ثم من بعده للمهندس وسام زعرور على أن تؤول في الموسم القادم الى شخصية على قرابة من الحواط.
2- التيار الوطني الحر من ناحيته بدأ عمليته الانتخابية التحضيرية في المرحلة الاولى على أن ترفع الاسماء المؤهلة للمرحلة الثانية، والتنافس وفق هذه الاوساط محصور بالنائب الحالي سيمون أبي رميا والدكتور طارق صادق، أما مصير العوني المخضرم الدكتور ناجي الحايك يحسمه بنفسه بالرغم من بعض العتب على التيار الذي شكل «سيفه» القاطع عند كل مناسبة، لكن الحايك لم يعد حزبيا ويحمل البطاقة لكن «عونيته» لا غبار عليها بحيث يجمع كثيرون على أن ظلما قد لحق به.
3- النائب زياد الحواط الذي يغرد وحيدا في الساحل والوسط ووصلت مواكبه اليومية الى الجرد في العاقورة ومدّ يده الى قرطبا وجاج مع الاشارة الى أنه حلّ أولا في معركة العام 2018 بحصوله على 14400 صوت ويأمل أن يحافظ على هذا «السكور»، وتعمل يوميا ماكينته منذ إنتهاء الانتخابات الماضية وحتى الساعة، ولا شك أن الدكتور فارس سعيد يتطلع من منزله في قرطبا الى صعوده بعين الريبة.
4 - حزب الكتائب في جبيل بدوره ورغم المصاعب التي يواجهها في هذه المنطقة منذ أوائل التسعينات عمد الى «إشعال» ماكينته بواسطة نائب رئيس الحزب الدكتور سليم الصايغ الذي لم يعرف مكانه في اللوائح بعد سلسلة من الاقاويل عن إمكانية عدم دخوله لائحة المهندس نعمة افرام دون تأكيد من الاخير، لكن لا تتواجد في بلاد جبيل وجوه بارزة مع إمكانيات شعبية وازنة لأية شخصية يمكن أن تواجه المرشحين الاقوياء.
5- فارس سعيد وحده يسكن في هذا الجرد يحمل عصاه دون إمكانية إستعمالها، ويطل جغرافيا بالفعل على نهر ابراهيم، ذلك أن «مكانته» مع جماهير تؤمن به في الجرد والوسط يجعل من مسألة نفي الواقعة شبه صحيحة أنه «يزار ولا يزور» مع شخصيات تزور صومعته في البرد القادم مع العلم أن شخصيات قريبة من سعيد تمتلك رهاب الثلج!!، ولكن على ماذا يستند «الحكيم» البعيد عن معراب؟ الجواب ردده هو أكثر من مرة أنه غير مستعد بالتنازل عن سطر واحد من قناعاته ومبادئه، ومسألة النيابة عنده لها جواب عميق ومخضرم بالقول: في العمل السياسي ثمة نوعان من شخصانية الفرد السياسي إما أن يتودد الى النيابة أو يمتلك الزعامة، إنما هناك سؤال يطرحه حتى مناصريه: هل هو من أوصل نفسه الى هذه الوضعية الغير الطامحة؟ أم أنه يدرك ذلك ويتدلّل؟!