آلان سركيس
لا يزال محور الممانعة يسير بطريق التعطيل إذ إن مجلس الوزراء عاطل عن العمل فيما البلد بأمس الحاجة إلى اجتماعات السلطة التنفيذية لتواكب الأزمات المتلاحقة التي تضرب الشعب.
ووسط كل هذه الغيوم الملبّدة، يُسوّق البعض فكرة أن هناك تسويات تحدث تحت الطاولة وتأتي لمصلحة "حزب الله" وحركة "أمل" والسلطة الحاكمة، فقد تعطّلت إجتماعات الحكومة بعد محاولة الثنائي الشيعي "قبع" المحقق العدلي في انفجار المرفأ طارق البيطار، من ثمّ أتت غزوة عين الرمانة وأحداث الطيونة، وحاول محور "الممانعة" وضع هذه القضية في موازاة إنفجار المرفأ بعد تسييس القضاء ومحاولة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي إستدعاء رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع.
وفي تلك الأثناء، حاولوا إدخال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في لعبة التسوية، حيث قيل أن ثمن عدم ذهاب جعجع إلى التحقيق يأتي في مقابل كفّ يدّ القاضي البيطار، واليوم يحاول البعض الترويج أن إستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي ستأتي مقابل "قبع" القاضي البيطار وعودة مجلس الوزراء إلى العمل.
وفي السياق، ترفض مصادر كنسية زجّ اسم البطريرك في التسويات التي يُحكى عنها، فالبطريرك لم يساوم على قضية جعجع مقابل تحقيق المرفأ، وهو يرفض أن تكون إعادة عمل مجلس الوزراء وتصحيح العلاقات مع الخليج مقابل طمس الحقيقة في انفجار المرفأ، فاستدعاء جعجع كان إستنسابياً، في حين أن من يضرب علاقات لبنان بالخارج لا يستطيع فرض الشروط بل عليه العمل على تصحيح أخطائه لا ابتزاز شعب بأكمله.
وتؤكّد المصادر أن البطريرك يفصل كل ملفّ عن الآخر، فهو متمسّك بالحقيقة وداعم للقاضي البيطار إلى أقصى حدود وهذا ملف حياة أو موت وإذا سقطت الحقيقة سقط العدل في لبنان.
وبالنسبة إلى قضية عين الرمانة، تلفت المصادر إلى أن هناك جهة معتدية وظهرت على العلن، فكيف يمكن أن يُستدعى إلى التحقيق من قام بالدفاع عن نفسه وبيته وأرزاقه، فيما الجهة المعتدية تسرح وتمرح من دون حسيب أو رقيب؟
أما في ما خصّ الأزمة الأخيرة مع الخليج، فترى الكنيسة أن نشاط الحكومة تعطّل عندما قرّر أحد الأفرقاء شلّ عمل مجلس الوزراء لضرب التحقيق في انفجار المرفأ من ثمّ أتت الأزمة مع الخليج وزاد التعقيد، من هنا يعمل البطريرك على تسوية الاوضاع بما يخدم مصلحة اللبنانيين لأن الدخول في قطيعة مع العرب يعزل لبنان ويضرّ بالإقتصاد ولا أحد يتحمّل مثل هكذا اوضاع.
وفي السياق، فان البطريرك الراعي سيُطلق مواقف مهمّة في عظة الأحد تتناول التمسّك بالحقيقة في ملف المرفأ، وترفض الإستنسابية في ما خصّ ملف غزوة عين الرمانة وما تبعها من توقيفات غير عادلة، كذلك فانه سيعيد التركيز على الحياد وضرورة أن يعود لبنان إلى حضنه العربي والدولي ولا يدخل سياسة المحاور لأن هذه السياسة تستجلب الأزمات على البلد وتضرّ بمصالح الشعب.