أبلغت مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية الى «الجمهورية» قولها، «انّ تواصلاً حصل بين مسؤولين فرنسيين وسعوديين حول لبنان، اعقب تواصلاً مباشراً بين الاميركيين والسعوديين، ولكن من دون ان يفضي ذلك الى تليين في الموقف السعودي».
وفي السياق، أكّدت وزارة الخارجية الفرنسية أنّها على «اتصال وثيق بجميع الأطراف المعنية بالنزاع المستجد بين الدول العربية ولبنان».
ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في تصريح نشره موقع الخارجية الفرنسية، «جميع الأطراف، وكذلك المسؤولين اللبنانيين، إلى تعزيز التهدئة والحوار لصالح الشعب اللبناني واستقرار لبنان»، مشدّداً على أنّه «أمر حاسم للمنطقة». وقال انّ «فصل لبنان عن الأزمات الإقليمية له أهمية أساسية»، مشيراً الى «وجوب أن يكون لبنان قادراً على الاعتماد على جميع شركائه الإقليميين لدعمه على طريق تطبيق الإصلاحات».
ويُشار في هذا السياق، الى ما اوردته صحيفة «الإندبندنت»، التي شدّدت على «حاجة لبنان إلى الاعتماد على شركائه الإقليميين للمساعدة، بعد أن سحبت السعودية والكويت والبحرين والإمارات سفراءها من بيروت، وطردت المبعوثين اللبنانيين لديها، في أعقاب تصريحات قديمة أدلى بها وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، انتقد فيها علناً الحرب التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن».
ورأت الصحيفة أنّ «الخلاف الخليجي لا يهدّد بزعزعة استقرار الاقتصاد اللبناني المتعثر فحسب، بل يفضي إلى إحداث صدع في الحكومة الهشة التي تشكّلت في البلاد قبل شهرين فقط، بعد عام من الجمود السياسي والمفاوضات الصعبة». وحذّرت من أنّ «العزلة عن دول الخليج تهدّد بإدخال لبنان في مشاكل مالية أكبر، لاسيما وأنّ لبنان يعتمد على التصدير إلى دول الخليج، وأيضاً التحويلات المالية التي يرسلها اللبنانيون الذين يعيشون في دول مثل الإمارات».
وأشارت إلى أنّ «ثمة كتلة تدعم قرداحي، الذي رفض مراراً تقديم استقالته، وتقول إنّ تصريحاته سُجّلت في شهر آب قبل أن يصبح وزيراً، ومن بين قاعدة دعمه الكتلة البرلمانية لجماعة «حزب الله« اللبناني المدعومة، والتي نقل التلفزيون المحلي عن المتحدث باسمها قوله، إنّ «ردّ الفعل السعودي، يرقى إلى شن حرب». كما لفتت إلى انّ «ما زاد الطين بلّة تسجيلات صوتية مسرّبة، نشرتها صحيفة «عكاظ» السعودية، لوزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، قلّل فيها على ما يبدو من أهمية المساعدات المالية السعودية، مشيرة ضمناً إلى أنّ دول الخليج تطلب الكثير للقضاء على «حزب الله».