بسام أبو زيد
تساؤلات كثيرة تدور حول كيفية مضي السنة السادسة والأخيرة من عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وهو بالتأكيد راغب في أن تكون هذه السنة مختلفة عن سابقاتها تؤدي إلى أن يتسلّم الرئيس المقبل البلد وقد حقق الحد الأدنى من الاستقرار السياسي والاقتصادي ووضعت خريطة الطريق للإنقاذ، ولكن السؤال هل من إمكانية بالفعل لتحقيق ذلك؟
أول عائق يواجه الرئيس عون هو أن الحكومة التي تشكل السلطة التنفيذية هي عرضة للتعطيل في أي لحظة، وبالتالي فإن أي مشروع إنقاذي معرض للسقوط كما في السنوات الخمس الماضية، ويفترض بالرئيس عون أن يسعى إذا استطاع لتغيير نهج عمل الحكومة، وان يطلب ذلك صراحة من حليفه "حزب الله" مالك القرار والمؤثر الأول في حلفائه.
كما يُفترض بالرئيس عون أن يستعيد بالفعل طرح الإستراتيجية الدفاعية وأن يسعى لتحقيقها بحيث يكون للجيش اللبناني الإمرة الفعلية والوحيدة على أي سلاح في مواجهة العدو الإسرائيلي، وأن لا يستخدم هذا السلاح في أي شكل من الأشكال لا في الداخل اللبناني ولا للتدخل في دول عربية قريبة أو بعيدة، بحيث ينأى لبنان بالفعل بنفسه عن أحداث المنطقة، فيفرض نوعاً من الحياد الذي لا يعني التخلي عن حقوق لبنان الحدودية في الجنوب والشمال والبقاع، والتمسك بعودة اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين إلى بلادهم.
في الخطوات أيضاً يفترض سعي الرئيس عون الى إعادة وضع لبنان على الخريطة العربية والعالمية من الباب الإيجابي وليس من الباب السلبي، أي أن يعمل على تحسين علاقات لبنان بالدول العربية والدول الأجنبية بغض النظر عن أي ضغط أو خوف أو ممالقة، فنحن اللبنانيين إن أحسنّا التصرف لناحية المصلحة اللبنانية دولة وشعباً، نستطيع بناء علاقات جيدة مع الغرب والشرق.
يبقى أيضاً على الرئيس عون أن يبدّل مع حكومته في مقاربة العديد من القضايا الداخلية التي تهمّ المواطن اللبناني، فيدفع باتجاه التخلي عن سياسات الترقيع، وما يعرف بالحلول التوافقية التي لا توصل سوى إلى المزيد من التدهور الاجتماعي والمعيشي، وأن يسعى لحلول علمية وعملية لكل مشاكل البنى التحتية وغيرها حتى ولو لم تأت على يد وزراء موالين له أو لتياره.
فرصة التغيير أمام الرئيس عون لا تزال متاحة بقوة، والمهم أن يتخذ القرار بالتنفيذ من دون خوف أو حسابات، فإنقاذ البلد هو واجب ومسؤولية وليس نزوة عند هذا أو ذاك يحييها ساعة يشاء ويجهضها على الدوام.