"أكبر الألغاز"... اكتشاف أصول المومياءات الغامضة في صحراء صينية!
"أكبر الألغاز"... اكتشاف أصول المومياءات الغامضة في صحراء صينية!

أخبار البلد - Friday, October 29, 2021 8:40:00 AM

أثارت أصول مئات المومياءات المدفونة في قوارب في منطقة صحراوية وعرة شمال غرب الصين، حيرة علماء الآثار منذ اكتشافها، وانقسمت الآراء حولها.

وكان قد عُثِر على هذه المومياءات في حوض تاريم في منطقة شينجيانغ الصينية، في فترة التسعينيات بصورة أساسية، وكانت أجسادها وملابسها لا تزال تحافظ إلى حد كبير على حالتها الأصلية على الرغم من أن عمرها يصل إلى 4000 عام. وقد ساهم هواء الصحراء الجاف في الحفاظ على ملامح الوجه التي بدت واضحة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى لون الشعر.

وكانت المؤشرات، مثل الملامح الغربية لتلك المومياءات، وملابسها المصنوعة من اللباد والصوف المحبوك، والجبنة والقمح والحبوب التي عُثِر عليها في قبورها غير المألوفة، توحي بأنها تعود لرعاة قدِموا من غرب آسيا، أو لمزارعين هاجروا من الجبال والواحات الصحراوية في آسيا الوسطى.ولكن دراسة جديدة أجراها باحثون صينيون وأوروبيون وأميركيون واستندت إلى تحليل الحمض النووي لـ13 مومياء وتحديد التسلسل الجيني الخاص بها، رسمت صورة مختلفة بحسب ما كشفه موقع "سي إن إن"، إذ أظهرت أن البقايا لا تعود إلى وافدين جدد إلى تلك الأراضي، بل إلى مجموعة محلية متحدّرة من جماعة سكانية من العرق الآسيوي عاشت في العصر الجليدي ولكنها اختفت إلى حد كبير بحلول أواخر ذلك العصر، أي قبل نحو 10000 عام. ولذلك يُعتبَر اكتشاف مومياءات تعود إلى 4000 عام ومتحدرة من هذه المجموعة في حوض تاريم أمراً غير متوقّع.

وقد علّقت كريستينا وارينر، وهي أستاذة مساعدة في مادة علوم الآثار في جامعة هارفرد وقد شاركت في وضع الدراسة التي نُشِرت في مجلة Nature:"لطالما أثارت هذه المومياءات حيرة العلماء والرأي العام منذ اكتشافها. فإضافةً إلى أنها لا تزال بحالة ممتازة، عُثِر عليها في سياق غير مألوف على الإطلاق، وتتصف بعناصر ثقافية متنوعة ومترامية الأبعاد. لقد وجدنا أدلة قوية بأنها تعود في الواقع لمجموعة سكانية محلية منعزلة جينياً إلى حد كبير".

أضافت: "إنما خلافاً لانعزالهم الجيني، يبدو أنهم انفتحوا على أفكار وتقنيات جديدة اكتسبوها من جيرانهم الرعاة والمزارعين، فيما طوّروا أيضاً عناصر ثقافية فريدة لم تتشاركها معهم أي مجموعة أخرى".
لكن، وعلى الرغم من أن الدراسة التي تستند إلى تحليل الحمض النووي تكشف تفاصيل مهمة عن المومياءات، لا تزال هناك أسئلة من دون إجابات حول أصولها. وفي هذا الصدد، يقول فاغيش ناراسيمهان، وهو أستاذ مساعد في جامعة تكساس في أوستن عمل على تحليل عيّنات جينية من منطقة آسيا الوسطى، إن الدراسة قامت بتحليل الحمض النووي لمومياءات عُثِر عليها في موقع واحد، ولا يُعرَف ما إذا كان تحديد التسلسل الجيني للمومياءات المدفونة في نطاق جغرافي أوسع في حوض تاريم سيؤدّي إلى اكتشاف روابط جينية مختلفة.

ولفت مايكل فراشيتي، وهو أستاذ في مادة الأنتروبولوجيا في جامعة واشنطن في سانت لويس، إلى أن العيّنات الجينية للشعوب القديمة التي عاشت في تلك المنطقة لا تزال نادرة نسبياً، ومن الممكن العثور على تأثيرات جينية أخرى من الهملايا أو التيبت.ومع أن دراسات سابقة كشفت أن المومياءات كانت تعيش عند ضفاف واحة في الصحراء، ليس واضحاً بعد لماذا دُفِنت في القوارب وغُطِّيت بجلود الماشية مع رفع المجاذيف عند رؤوسها، فهذه ممارسة نادرة لم تُشاهَد في أي مكان آخر في المنطقة، وربما ارتبطت على وجه الخصوص بشعوب الفايكنغ.

يقول فراشيتي: "يدفنون الجثث في القوارب، وليس هناك من شعوب أخرى تفعل ذلك. وهذا يعني أن جذور هذه التقاليد لا تزال من أكبر الألغاز التي تحيط بهذه الجماعة الصحراوية، والتي قد تكون آخر مجموعة سكانية في العالم تعتمد هذه الممارسة".

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني