ظاهرة "التوك توك" في طرابلس.. حلّ لازمة التتقل في زمن الازمات المالية والمعيشية
ظاهرة "التوك توك" في طرابلس.. حلّ لازمة التتقل في زمن الازمات المالية والمعيشية

أخبار البلد - Thursday, October 28, 2021 6:00:00 AM

دموع الأسمر - الديار 

«التوك توك»: يتبختر في شوارع طرابلس ،حل سريع لازمة النقل في مدينة بات فيها النقل عبء اضافي على جيوب المواطنين من ذوي الدخل المحدود او اصحاب الدخل اليومي الذي لا يتجاوز العشرين الف ليرة.


 
لعل من يتجول في شوارع طرابلس يظن نفسه من الوهلة الاولى انه وصل الى مدينة في الفلبين او فيتنام او الصين حين يشاهد «التوك توك» تسرح وتمرح كحل بديل لمشروع النقل المشترك، ولتجنب تسعيرة «التاكسي» و»السرفيس» التي بلغت في حد ادنى عشرة ليرات للانتقال من حي الى آخر،وتصل الى عشرين ألف ليرة واكثر بين التل والبداوي وابي سمراء والميناء والقبة.

لم ينتظر الطرابلسيون مشروع النقل المشترك،وفي اعتقادهم انه مشروع وهمي لن يبصر النوركغيره من المشاريع العديدة المقررة لطرابلس والشمال ،وبقيت حبرا على ورق. فمنذ العام ٢٠٠٣ وصولا الى العام ٢٠١٣ والى اليوم، نقاش وجدال وافتتاح لمحطة تسفير في محلة البحصاص جرت في العام ٢٠١٣ وجرى التهليل لها بافتتاح حاشد،وانتهت المحطة مع انتهاء الحفل.حينها تم اختيار البحصاص لحل ازمة السير الخانقة في شوارع طرابلس،ولتسهيل التتقل بالباصات الصغيرة  ، لكنه مشروع ولد ميتا،وبقيت المدينة على معاناتها، الى حين دخلت البلاد في ازمة المحروقات وغلاء صفيحة البنزين والصعوبات التي تواجه حركة التنقل والتسعيرة التعجيزية، الى درجة ان تسعيرة النقل بين طرابلس وبيروت تجاوزت الثلاثمئة ألف ليرة.

حلّ»التوك التوك» في شوارع طرابلس ضيفا مرحبا به،وتسعيرته تبلغ نصف تسعيرة «التاكسي» ،واحيانا بأقل من النصف،وبدأت هذه الظاهرة تتوسع في شوارع المدينة،ويجد المواطنون فيها تنفيسا ولو جزئيا عن ازمة التنقل وتكاليفها التي تحولت الى اعباء تضاف الى اعباء فواتير كهرباء الاشتراك والبنزين والمازوت والخبز وغلاء السلع التموينية التي تغيب عنها رقابة الضميرقبل رقابة المراجع المختصة.

وفي دردشات مع مواطنينابدوا ترحيبا ب «التوك توك»، معتبرين انها البديل في هذا الزمن الصعب الذي يرزح فيه المواطن تحت اثقال عديدة، فيما الرواتب تدنت قيمتها الشرائية الى ما يقارب الخمس وثمانين بالمئة ،ولم تعد كافية لشراء ربطة خبز..

ولفت مواطنون طرابلسيون، الى ان مدينتهم تعيش ازمة مالية ومعيشية واقتصادية مرهقة منذ زمن بعيد، وحتى قبل الانهيار المريع لليرة اللبنانية،لتأتي هذه المرحلة وقد غابت كافة المشاريع الانمائية عنهابغياب نواب المدينة عن السمع وعن المتابعة لشؤون المواطنين.

غياب السلطات الرسمية والسياسية وفقدان الثقة بمشاريع الدولة،شجع المبادرات الفردية،فكان «التوك توك» احد هذه المظاهر التي ولدت في طرابلس وفي العبدة عكار لتجد طريقها الى الانتشار بالتدرّج، ولتحل مكان «التاكسي» التي باتت تسعيرتها تشكل عبأً على المواطن المحدود الدخل...

ولعل «التوك توك» بمايوفر على المواطن يكون في الوقت عينه مظهرا سياحيا،عدا عن قدرته الدخول الى شوارع المدينة الضيقة حيث لا تستطيع السيارة عبورها، اضافة الى ما تخففه من ازدحام للسير في الشوارع. 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني