نحّالون يُواجهون خطر البطالة.. والعسل المغشوش يجتاح الأسواق
نحّالون يُواجهون خطر البطالة.. والعسل المغشوش يجتاح الأسواق

اقتصاد - Wednesday, October 27, 2021 6:00:00 AM

رجاء الخطيب - الديار 

حرمت الأزمة الإقتصادية اللبناني الكثير من الأمور ولعل ابرزها الأساسيات الغذائية، واجبرته على تغيير أسلوب حياته نحو نمط أكثر إقتصاداً وتقشفاً. لم تكد تخلو مائدة لبنانية من العسل الطبيعي المقطوف من جبل وسهول لبنان الخضراء والمزدهرة، ودأب مزارعي النحل على منافسة بعضهم البعض على تقديم أجود أنواع العسل الصيفي والشتوي بأسعار كانت تناسب الجميع إلى حد ما. أين أصبح هذا القطاع اليوم، وكيف يفسر مزارعي النحل التفاوت في أسعار العسل؟ وماذا عن التحديات التي تواجههم للوقوف في وجه مبيع العسل المغشوش والإبقاء على تقديم أجود الأنواع؟ وهل أصبح شراء هذا المنتج للمحظيين من اللبنانيين فقط؟


 
أمين السر في تعاونية النحل وعضو مجلس إدارة في تعاونية مزارعي الزيتون في الكفير- قضاء حاصبيا السيد ماجد الحلبي، شدد لـ «الديار» على انه مع الإرتفاع الجنوني في أسعار كافة السلع والمواد التي يحتاجها المواطن وخاصة المزارعين من مواد أولية وصناعية ونقل وما شابه ذلك، فإنه أصبح من الضروري أن ترتفع أسعار العسل ومنتوجات الخلية، وعلى الرغم من ذلك ما زالت الأسعار في المستوى الأدنى قياساً بما كانت عليه قبل هذه الأزمة دون وجود قدرة لدى النحالين على مواكبة التغيرات في الأسعار لأكثر من سبب.

وفيما يخص التحديات، عدد الحلبي أكبرها قائلاً : إن أبرز ما يواجه النحال اليوم هو فقدان المواد الأساسية الأصلية، التكلفة الباهظة نتيجة الغلاء، انعدام الرقابة وخاصة على الأدوية والمبيدات العشبية من قبل وزارة الزراعة، حماية المزارعين النحالين، تفعيل تعاونيات النحل، المساعدات لصغار النحالين وتقديم يد العون لهم خصوصاً بعد موسم الجفاف وفقدانهم للكثير من خلايا النحل وعدم قدرتهم على توفير التغذية الصحيحة له.

أما فيما خص الإقبال على شراء العسل ومنتوجات الخالية، أكد الحلبي أنه من بعد إعتماد الأسعار الجديدة وترافقها مع الغلاء الفاحش، فقد تراجع هذا الإقبال إلى ما يقارب الخمسين بالمئة، وتوقع المزيد من الإرتفاع بالأسعار الذي بدوره سوف يؤدي بالكثير من المزارعين إلى التخلي عن هذه المهنة، كونه لا يوجد أي تطمينات أو أفق دعم أو حلول ممكنة.

وعن أبرز الصرخات التي يطلقها النحالون، يقول الحلبي أن من يعمل في ظل هكذا ظروف قاهرة في مجال الزراعة، يكون طلبه الأول والوحيد هو الإستقرار والتعاون، خصوصاً في ظل غياب الدولة وعدم وجود إهتمام رسمي بالزراعة بشكل عام وتربية النحل بشكل خاص، فإن النحالين يتمنون على المعنيين من جهات مانحة وجمعيات قادرة على الدعم والمساعدة أن تولي هذا القطاع الإهتمام المطلوب لضمان استمراره وقدرته على الصمود، وكي يبقى قادراً على الإزدهار لتقديم ما فيه من خير وجودة عالية للمواطن.

الحلبي تحدث عن تجربته والنتائج التي توصل إليها بعد سنوات من العمل في الجمعية التعاونية لتربية النحل وتسويق الإنتاج في منطقة الكفير- قضاء حاصبيا وضواحيها، وبعد دراسة للسوق اللبناني، تبين له أن إمكانية وجود عسل ومنتوجات خلية مغشوشة في السوق كبيرة جداً بسبب كونه سوق مفتوح دون رقابة، حيث يقوم البعوض بدمج كميات من العسل المستورد من الصين مع العسل المحلي ويقومون ببيعه على أنه بلدي عضوي، وهو الأمر الذي لا يساءل عنه من يقوم به وينجم عنه غش وبيع منتجات غير ذات جودة تحت راية الإنتاج الوطني، مضرّين بذلك سمعة هذا الإنتاج، والمواطن نفسه الذي بات يدفع أموال طائلة دون الحصول على المنتج بالمواصفات المطلوبة والمذكورة.

إذاً، يبدو ان طريق النحل في لبنان غير معبد كما طرقات جهنم، وما كان يفترض به أن يكون عسلاً يحلي به اللبناني مذاقه الذي لم يبقى شيء لم يمرمره، بات علقماً على الجيب والمذاق معاً. سلامة وجودة المنتجات اللبنانية لا يجب أن تكون مفتوحة لأي نوع من الانتهاكات أو الغش أو التزوير، ودور وزارة الزراعة والإقتصاد أن يعملا معاً لحماية المزارع والمستهلك من شياطين التلاعب بجيوب وأذواق اللبنانيين.

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني