كتبت ايلينا سافوتشكينا، في "كومسومولسكايا برافدا"، حول هشاشة "التضامن الأوروبي" أمام محنة الشتاء.
وجاء في المقال: يواجه السياسيون الأوروبيون مهمة غير عادية- كيفية تجنيب سكان دول الاتحاد الأوروبي معاناة برد هذا الشتاء. ولا يتعلق الأمر فقط بالطقس البارد، الذي يتوقعه خبراء الأرصاد الجوية، إنما وبالوضع المعقد حول احتياطيات الغاز في منشآت التخزين في العالم القديم.
الأرقام، أفضل ما يصف الوضع في سوق الطاقة الأوروبية. فالآن، درجة امتلاء مرافق تخزين الغاز تبلغ 71٪، بينما في ظل السيناريو العادي، يجب أن يكون هذا الرقم أعلى من ذلك بـ 20٪.
"إذا حل برد شديد، فربما نرى بعض الدول الأوروبية تفكر على هذا النحو: "لدينا غاز الآن، لذلك دعونا نتخذ إجراءات مانعة حتى لا يتمكن أحد من تصديره في الأسبوعين المقبلين"، كما يقول رئيس شركة الطاقة الإيطالية Snam SpA ماركو ألفيرا.
في الواقع، تتضمن تشريعات الاتحاد الأوروبي معايير تحظر بشكل مباشر مثل هذه "الانفصالية الاقتصادية". إنما، في الحقيقة، لم يتم اختبار هذا النظام من قبل في ظروف البرد وأزمة الطاقة.
ويقول مسوّق الطاقة السابق تييري بروس: "من الناحية العملية، سيكون من الصعب للغاية التوصل إلى اتفاق. سيتجادل أعضاء الاتحاد الأوروبي ويحاولون التوصل إلى اتفاق. من المستبعد أن تفرح فرنسا أو إسبانيا أو بولندا بمساعدة ألمانيا، التي تعتمد بشدة على واردات الطاقة".
ومع ذلك، يرجح الخبراء أن تتطور الأحداث وفق سيناريو تقوم بمقتضاه الدول الغنية، مثل ألمانيا، بالمزايدة لشراء الإمدادات المخصصة للأعضاء الأفقر في الاتحاد الأوروبي.
و يلخص مدير Aurora Energy Research، بنيامين كولي، الوضع بالقول: "إذا واجهنا أزمة طاقة كاملة الأبعاد، فسوف ينسى السياسيون التضامن الأوروبي ويبدؤون في إنقاذ ناخبيهم".