في كل مرة يؤكد فيها الجيش اللبناني أنه المؤسسة الضامنة للسلم الاهلي والراعية للامن الوقائي اللبناني، تحاول بعض الجهات استثمار مآربها ومصالحها الفئوية على حساب المؤسسة وسمعتها، فتبادر عبر تجييش فضائها الالكتروني الى نشر الاخبار الكاذبة او المغلوطة لايصال رسائلها الخاصة والهادفة الى تضليل الرأي العام وزرع الشك في صفوفه لاسقاط "قدسية" المؤسسة العسكرية من ذاكرته.
بعد أحداث الطيونة وما رافقها من عمل دؤوب للجيش على الارض، وتمكنه من سحب فتيل الانفجار الطائفي الكبير وامتلاكه مفتاح الميدان العسكري، حاول البعض توريط المؤسسة العسكرية برمي الشائعات عن أدائها في الميدان ورمي أخطاء هذا البعض في ملعب المؤسسة العسكرية التي حرصت على السلم الاهلي ومنع الانزلاق نحو اقتتال داخلي تعمل عليه الطوابير، في حين ثمة اجماع وطني على مناقبية الضباط والعناصر وحرفيتهم العالية في مواجهة أي عمل عسكري ضد الجيش والحكمة التي مارستها القيادة في الطيونة وتنفيذ الوحدات القتالية المهمة بحرفية ربما أزعج بعض المتضررين من الحسم السريع للجيش ومنع تمدد الاشتباكات، فخرج "المنظرون" عبر الاعلام والسوشيل ميديا يحللون الاسباب التي دفعت بتعيين العميد جان نهرا مديرا للعمليات خلفا للشدياق و"تسييس" هذه الخطوة من خلال سيناريوهات تشبه خيال ناشريها، وحاول هؤلاء "الباس" نهرا ثوبا سياسيا معينا وزجه بحسابات حزبية وفئوية أبعد ما يكون عنها الرجل المعروف بانتمائه الى مؤسسة وحيدة تشهد سنوات خدمته حرصه عليها واحترامه الكامل لقرارات قيادتها.
اما الواقع فيشير الى أن مسألة التعيينات في الجيش اللبناني هي روتينية بامتياز وتجري باستمرار ولا ترتبط بأي حدث أمني، وهنا لا بد من التأكيد بأن العميد جان نهرا عُين قبل حوالى السنتين نائبا لمدير العمليات في الجيش اللبناني تمهيدا لتوليه منصب مدير العمليات خلفا للعميد شدياق والذي يُحال الى التقاعد نهاية السنة الحالية، وبالتالي فان مسألة التسيلم والتسلم باتت اجراء روتينيا ومعروفا داخل المؤسسة العسكرية وتتعلق بضرورة استمرار العمل ومنع اي فراغ في قيادة المراكز العسكرية، ونشهد في السياق تعيينات أخرى لا تقل اهمية عن تلك المتعلقة بمديرية العمليات في الجيش وعلى سبيل المثال فقد تم تعيين العميد علي شريف كنائب لرئيس الاركان خلفا للعميد بسام ياسين والذي يحال قريبا الى التقاعد على أن يتسلم شريف مهامه في الرابع والعشرين من الشهر المقبل، وبالتالي فان الهدف من هذه التعيينات يأتي بالدرجة الاولى حرصا على استمرار العمل المؤسساتي ومنع حدوث أي فراغ قد ينعكس سلبا على أداء البنية العسكرية ويُصيب هرميتها، وأي كلام غير ذلك هو من نسج خيال صاحبه وبعيد كل البعد عن الاجراءات التي تقوم بها قيادة الجيش.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا