دموع الأسمر - الديار 

بات للسرقات اليومية التي تشهدها عاصمة الشمال طرابلس فنون وعمليات نصب واحتيال حتى في اوج النهار، وغياب كاميرات المراقبة نتيجة غياب الكهرباء، يعقد عملية كشف العصابات التي باتت تتحكم بأرواح المواطنين وتصطادهم في الشوارع المظلمة.

فبسبب انتشار ظاهرة السرقات في الفترة الاخيرة، بات رائجا في المدينة اتخاذ اجراءات جديدة لتفادي السرقات، فعلى سبيل المثال خصص بعض اصحاب الكراجات تحديد تسعيرة قيمتها خمسة الاف ليرة لركن سيارة او دراجة نارية ليلا، لكن هذا الحل ليس مناسبا للجميع في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. 

كذلك تشهد المدينة ليلا عصابات سرقة البنزين من السيارات المركونة حيث يتفاجأ بعض المواطنين صباحا بخزان وقود سياراتهم فارغا، الامر الذي يدفع الى وضع علامات استفهام كبيرة حول مسؤولية مكافحة هذه الظواهر الجديدة. واعتبرت اوساط طرابلسية ان غياب دور القوى الامنية عن القيام بمسؤولياتها ساهم برفع منسوب السرقات المختلفة. 

كذلك شهدت عاصمة الشمال قبل ايام جريمة قتل هزت مشاعر المواطنين حيث وجد فوزي نجا مقتولا في منزله الكائن في شارع الثقافة،  ليتبين من خلال التحقيقات ان خادمة المنزل تركت باب المنزل مفتوحا لزوجها وضرتها وشخص اخر كان بانتظارهم في سيارته للدخول وارتكاب جريمتهم بخنقه وسرقة امواله وكل ما توفر لهم حتى هاتفه.

 واعتبرت الاوساط الطرابلسية ان اسباب  ارتفاع عمليات السرقة والسلب، يعود اولا لارتفاع منسوب الفقر والجوع مع منسوب الفوضى هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى  لانقطاع التيار الكهربائي الذي يساعد السارقين في التجول ليلا وسرقة ما طاب لهم تحت جنح الظلام والعتمة الشاملة في الشوارع.

 واكدت الاوساط ان بعض السارقين على ثقة ان انقطاع الكهرباء يفسح لهم المجال في عملهم وسط غياب شرطة البلدية والقوى الامنية التي كان حريا بها  تعزيز دورياتها بسبب انقطاع الكهرباء ليلا حفاظا على املاك المواطنين،التي تحولت اهدافا سهلة للعصابات .

وتشهد مدينة طرابلس ليلا تجول عصابات تشليح تقوم بتوقيف عابرين وتعمل على تشليحهم كل ما يحملونه، وفي حال ابدى احدهم اعتراضا فان السارقين يعتدون عليهم بالضرب بالعصي والسكاكين. 

وباتت الطريق الفاصلة بين ابي سمراء والقبة والاسواق الداخلية مقرا لهذه العصابات التي تسرح ليلا لاصطياد فريستها.

وتستمر عمليات السلب للمسنين حيث تعرضت سيدة مسنة في قضاء الضنية لمحاولة خنق بعد كشفها السارقين في منزلها الذين حاولوا خنقها لكن محاولتهم فشلت فهربوا من المنزل بعد سماع صوت الجيران لكن لم يفتهم سرقة مصاغ واموال المسنة.

يؤكد مخضرمون طرابلسيون ان ما تشهده طرابلس في هذه الايام، لم يحصل حتى في زمن الحرب الاهلية وايام الفوضى التي مرت بها اثر انهيار الدولة زمن المحنة اللبنانية، وان ما تمر به طرابلس حولها الى مدينة اشباح في الليل يخشى المرء التجوال فيها بعد تسجيل عمليات سلب ونهب وتشليح تتكرر ،تقريبا ، في كل ليلة،مما يقتضي فرض خطة امنية واسعة خاصة في ظل العتمة التي تسود المدينة ويجعل شوارعها غارقة بالظلام ويرتع فيها الخارجون على القانون ...