في الذكرى ال 44 لاعلان قداسته لبنان ينتظر من شربل "أم العجائب"
في الذكرى ال 44 لاعلان قداسته لبنان ينتظر من شربل "أم العجائب"

خاص - Friday, October 8, 2021 9:53:00 AM

كتب بشاره غانم البون


9 تشرين الأول 1977 – 9 تشرين الأول 2021...44 عاماً مضت على رفع رسم وإسم ذاك الراهب اللبناني الناسك على أعلى شرفة وأقربها بين الأرض والسماء في كاتدرائية القديس بطرس في حاضرة الفاتيكان.
في صباح ذلك اليوم المشرق في روما كانت أنظار اللبنانيين المقيمين والمنتشرين الى وجهة واحدة نحو المكان الذي اعلن فيه أول قديس من بلد الأرز في تاريخ الوطن الحديث.
أن تكون حاضراً وشاهداً وكاتباً عن مثل هذا الحدث فرصة وما أحلاها، مناسبة وما أروعها ونعمة ما أغلاها.
مهمة صحافية الأقرب من القلب والأعمق في الوجدان والأبقى في الذاكرة من بين عشرات لا بل مئات المهمات الاعلامية على مدى تجربة اكثر من أربعين عاما في هذه المهنة.
مشهد غير عادي أن ترى شعباً فرقته النزاعات ووطناً مزقته الخلافات ومجتمعاً قسمته الانتماءات يلتقي ويتوحد حول مناسبة واحدة ألا وهي تكريم مسيرة حبيس عاش تقياً، خاشعاً، زاهداً، متجرداً، متواضعاً، صامتاً، صامداً، في محبسة عنايا الرابضة على تلة من بلد الأرز.
سراج شربل العجيب بقي مشعاً، محافظاً طوال كل هذه الأعوام على وهجه، مستمراً في إضاءة دروب قاصديه ومحققاً المعجزات بالآلاف وقد ضاقت سجلات الدير بشهاداتهم واسمائهم وعناوينهم العابرة للقارات والبلدان واللغات والأعراق والطوائف والمذاهب.
ما أشبه اليوم بالأمس ...وطن ممزق وقد زاد انهياراً، وشعب مشتت زاد معاناة، وفضاء موحش زاد عتمة... اما الانظار فوجهتها تبقى واحدة تتطلع بقلق وخشوع ورهبة نحو تلك الصومعة - المنارة التي بقيت مضاءة يستظل القريب بها ويستنير البعيد بنورها.
في زمن الأوبئة المتعددة الوجوه والمفاعيل، وفي زمن السقوط الوطني الكبير والعميق، وفي زمن المعاناة الممزوجة باليأس والضياع، ترتفع الآمال والأمنيات والصلوات والتراتيل الى ذلك الحارس الأمين والشفيع الكريم مرددة ومنشدة : "يا قديس من عنا، يا شربل صلي عنا، يا شربل ساعدنا، يا شربل احمينا، يا شربل ضوي العتمة بوطنا...".
تستذكر هذه الاصوات المبتهلة دعوة البابا بولس السادس معلناً قداسة يوسف شربل مخلوف وتردد صدى كلماته: " ليتابع شربل تأثيره العميق ويساعد لبنان، الذي حفر ألم الأحداث تجاعيد عميقة في وجهه، على تخطي مصاعبه وتضميد جراحه وجمع شعبه".
وتتوجه اليوم الأنظار مجدداً الى ابن بقاعكفرا الذي ذاع صيت قداسته وترتفع الاصوات اليه بخشوع ورهبة مستنجدة به ليتوسط عند الاله الواحد والموحد والرب العلي القديرعله ينقذ الوطن المنهار ويرأف باللبنانيين الأبرار بأن يتمم "أم العجائب" فيذهب بالمرتكبين والفاسدين الى طريق الهلاك والجحيم ويقود الأوادم والمستحقين الى درب الخلاص والنعيم !

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني