نادين فارس
مهلاً يا سيّدات وسادة. مهلاً مريم مجدلون اللحام. القليل القليل من المصداقية مطلوبة منكم ومنكِ في تناولكم قضيّة وثائق "بندورا". القليل القليل من التروّي. والقليل القليل من تخفيف حدّة حقد أعمى أيديولوجي لا يقدّم ولا يؤخّر ولا يخدم قضيّة، بل فقط يهدم ويهدم ويهدم.
إنّ بعض ما تناولتموه كتابة وتحريّاً واستقصاء في قضيّة وثائق "بندورا"، يضعكم في الخانة السوداء ذاتها، وفي قفص الاتهام عينه، وفي الشبهات الجليّة الفاقعة التي تصيبكم فعلاً كما تصيب من قام بتهريب الأموال وبالإثراء الغير المشروع وتجارة المخدرات أو تبييض الأموال...
النتيجة عينها: فساد بفساد.
من يطالع مثلاً ما خطّه قلم " الثائرة" مريم مجدلون اللحام في موقع "التحرّي" في الخامس من تشرين الأول 2021 بعنوان " وثائق "بندورا": كلّن يعني كلن تشمل متسلّقي الثورة" هو خير دليل.
هي تتلطّى وراء "وثائق بندورا" لتهجم بالسياسة وبهدف سياسي يا ليت شريفاً، بل تجنيّاً وحقداً وتشفيّاً ومن دون مبرّر ولغاية واضحة وجلّية وليست خافية في نفس يعقوب.
ليس الموضوع هنا إذا كان ما أتت عليه يترّتب عليه تبعات قانونيّة بحقها. هذا ليس من شأني أساساً. ما أوّد تأكيده أنّ أهدافها واضحة حين توصم حرفيّاً "كلّ من دخل معترك السياسية بالتلوّث في هراء منظومة المافيا - ميليشيا، وانّه لا مهرب من واقع أن لا حدود فاصلة بين ثروات الزعماء والمال العام. وأن لغالبية الطامحين إلى السلطة، بمن فيهم من يتسلّق الثورة من باب المعارضة، أموال غير مبرّرة المصدر، وشركات "أوفشور" لا تهدف فقط لإيجاد ملاذ ضرائبي، بل فعليّاً لتحييدهم كأصحاب نفوذ مالي- سياسي عن الانهيار المصرفي الذي يواجهه لبنان حالياً وتمكينهم من تهريب ثرواتهم غير المشروعة خارج رادار العقوبات".
بالله عليك، هل لكِ أن تشرحين كيف؟ وخصوصاً عندما تتناولين عائلة افرام؟
تقولين أنّك ستنتظرين فضائح الأنشطة الماليّة لهذه العائلة أو شرحاً من النائب المستقيل نعمة افرام لماذا يلجأ إلى نظام الأوفشور؟
بالنسبة إلى الشقّ الأول، ستنتظرين طويلاً الفضائح التي لن تصلك منها ما يبّل ريقك العطش إلى التشفّي والتملّق والتسخيف والسفسطة والتجنّي. أكثر، أطال الله في عمرك، ستمضين حياتك تنتظرين وتصرخين، ولن يتسنّى لكِ سوى سماع صدى صوتك في فراغ الوديان. السبب البسيط، أنّ هذه العائلة ومنذ أكثر من نصف قرن عملت بوحي من القيم الإنسانيّة والأخلاقيّة والدينيّة في مقاربتها وزنة المال، فشكلّت مثالاً يحتذى به لدى القاصي والداني، شرّف تاريخها وحاضرها وسيشرّف حتماً مستقبلها، ويشرّفك وأمثالك شئت أم أبيت. وشكلّت أيضاً في مسيرتها نوراً لطريق الضالين وللمنحرفين من الكتبة، الذين لم ولن يفلحوا في تشويه صورة ناصعة وشريفة حول كيفيّة تولّي الصادقين المسؤوليّة المجتمعيّة.
أما بالنسبة إلى الشق الثاني من سؤالك، أيضاً الشرح بسيط.
أوّلاً ولمعلوماتك، عودي إلى أي معجم لغة أو محرك بحث وأسألي ماذا تعني شركات الأوفشور وما هي عليه؟
ثانياً، ولمعلوماتك أيضاً، الطبيب يفتح عيادة. الفرمشاني صيدلية. المحامي يفتح مكتباً قانونيّاً. الصناعي مصنعاً. ورجل الأعمال شركة. أوفشور او غيرها.
لقد منح الله عائلة افرام نعمة فتح شركات إنتاجية وغيرها مختلفة في لبنان وفي مختلف أرجاء العالم، سخرّت كلّها في سبيل تنمية الانسان وتطويره وتظهير قيمته وخدمة المجتمع ولبنان. بعرق الجبين فعلوا ذلك، وفي ظل القانون واحترامه أينما تواجدوا. هل كنت تفضلّين أن يتمّ تمويل أعمالهم في الخارج مثلاً من مصارف لبنان؟
ثالثاً، ولمعلوماتك أيضاً وأيضاً، الأوفشور هي شركات قانونيّة لها مّيزات تفاضليّة في عالم الأعمال. الفرق هائل وشاسع بين من يمكن أن يهرّب الأموال وأن يثري بطريقة غير مشروعة، ومن يتاجر بالممنوعات أو تبييض الأموال، ومن يستعمل السياسة للقيام بأعمال منافية للقانون والأخلاق، ويلوذ بمثل هذه الشركات. إن السياسة بالنسبة إلى عائلة افرام هي فن شريف في خدمة الانسان والبشريّة. لم يسبق لأحد لا في لبنان ولا في خارجه أن تجرأ على نقض هذه الواقعة. فكيف تفعلين، وبأي حقّ، وما هي خلفيّتك، وإلى ماذا تطمحين؟
رابعاً، ولمعلوماتك أيضاً وأيضاً وأيضاً، لم يسبق أن خرج يوماً قرش واحد من لبنان إلى الخارج، لا قبل ثورة 17 تشرين ولا بعدها من قبل النائب المستقيل نعمة افرام أو عائلته. فليس من تهريب أموال ولا إخراج أموال. على العكس من ذلك تماماً، لقد أدخل أموالاً بالفريش دولار إلى لبنان لدعم مسيرة مؤسّساته الإنتاجيّة والعاملين فيها وأيضاً لمقابلة مضاعفة عمله ضمن مسؤولياته المجتمعيّة وعلى صعيد لبنان إزاء تدهور الأوضاع الاقتصاديّة والمعيشيّة.
خامساً، ولمعلوماتك أيضا وأيضاً وأيضاً وأيضاً، النائب المستقيل نعمة افرام عمل ويعمل، ولا سيما في الأسابيع المنصرمة، مع مسؤولين دوليين في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية حول آليات قانونيّة ممكنة لاستعادة الأموال المهربّة.
في الختام، مخجل أن تتحدثين وترافعين عن الثورة والثوار يا مريم. كمان مش لابق كتير "البوتوكس" مع حديثك. يا بلاه البوتوكس أو بلاه هالحديث. قرّري.
عيب ما سقتيه. إنّ في عودة إلى أرشيفك وأرشيف من هو ورائك لكفيل بتبيان كل التحذيرات والمواقف والمبادرات والمشاريع والخطط والاقتراحات التي وضعها النائب المستقيل نعمة افرام منذ توليه مسؤوليّة رئاسة جمعية الصناعيين وما بعدها، أمام الاعلام، والهيئات الاقتصادية والاجتماعية، والاتحاد العمالي العام، والسلطتين التنفيذية والتشريعية، والتي لو تم الأخذ بها لما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه.
يومها يا مريم، كنت بعد يافعة. ويومها يا مريم لم يكن هناك بعد ثورة ولا ثوار. يومها يا مريم كان هناك شرفاء في هذا الوطن.
عيب يا مريم.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا