جوزف فرح - الديار
في السنتين الأخيرتين بلغت معاناة القطاع السياحي أوجها بفعل الأوضاع السيئه التي يعيشها لبنان وبسبب الاهمال الرسمي له وقد ارتفعت أصوات المؤسسات السياحيه كافة بالشكوى لكن لم يجبها سوى تردد صدى شكواها. اليوم مع تأليف الحكومة الجديده «معا للإنقاذ» استبشر القطاع السياحي خيرا وقد بادرت النقابات السياحيه للإجتماع مع وزير السياحه الجديد للتباحث في شؤون القطاع.
رئيس اتحاد النقابات السياحية بيار الاشقر له نظرته الخاصة بالأمور السياحيه الى جانب تحليله المنطقي لما كانت عليه الأوضاع وما آلت اليه وهو يرى الأمور بواقعيه ويرد الأسباب الى السياسة فهي المسؤولة الأولى عما بلغناه حاضرا.
ويقول الاشقر :ان الوزير السابق كان كثير الأشغال ومسؤول عن وزارة اخرى هي الشؤون الإجتماعية وهي وزارة اكثر خصوبة وفيها الكثير من الخدمات والمنافع السياسيه وعلى رأس تلك الخدمات البطاقة التمويليه التي تهم الأحزاب والسياسيين لهذا لم يكن يتواجد في وزارة السياحة ولم نلمس فعليا اهتمامه بشؤون السياحة بشكل كاف رغم مطالبتنا بالكثير من القضايا التي باستطاعته تنفيذها لكن دون جدوى لكن في النهاية وفي ليلة ليلاء نفذ مطلبنا وهو التسعير بالدولار للأجنبي. لقد طالبنا بهذا الأمر لمدة عام ما بين وزير الماليه وحاكم مصرف لبنان ووزير الداخليه ووزير السياحة ولم نجد التجاوب من أحد وكانت حجتهم ان قانون النقد والتسليف لا يسمح بذلك . وفي احدى الليالي وباجتماع تم بين الوزير ورئيس الحكومه وبحضورنا تم بت الأمر هكذا بثلاث دقائق مما بين لنا وجود إهمال بهذا الموضوع.
ويرفض الاشقر تحميل الوزير السابق المسؤولية
لكن السبب الأكيد يعود الى قصة قديمة كنا قد نبهناه إليها.في العام 2012 عندما بدأت تتطور الحرب السوريه واقفلت الطرق ما بين الدولتين وحدث تهجم من بعض الأفرقاء اللبنانيين على الأنظمة الخليجية تصاعدت الوتيرة الى درجة تحذير بعض الدول رعاياها من القدوم الى لبنان والبعض الآخر منع رعاياه من ذلك. كان الخليج العربي هو العمود الفقري للسياحه في لبنان وقد كان الخليجي يمثل أطول مدة إقامة وأكثر ترددا على لبنان وأكبر إمكانية إنفاق. ان السائح الخليجي لم يكن مجرد سائح فقط انما مستثمر كبير في البلد وفي كل القطاعات كما لديه عشرات الآلاف من الشقق السكنيه مما انعش القطاع العقاري والبناء. ان التهجم على هذا السائح أخرجه من البلاد وهو أفضل زبون لدينا. بعدها توجهنا الى الغرب ونجحنا باستقطاب سواح من الغرب لكن نتيجة ما بين عامي 2012 و 2018 كانت ضئيلة إذ حققنا كمداخيل أقل 40% من العام 2010 رغم كل الزيادات في الأجور والأسعار. اننا كاختصاصيين في هذا الأمر نعرف جيدا انه لزاما علينا المصالحة مع الخليج العربي. في العام 2010 دخل لبنان 2.300000 سائح وبلغ النمو 8% وقد شكلت السياحه العمود الفقري لهذا النمو وهي التي جلبت المزيد من الاستثمارات الى لبنان.
ويؤكد الاشقر ان السياسة تؤثر على السياحة واليوم نجد ان السياحه ليست وحدها التي تسير وفق هوا السياسة انما كل شئ في البلاد لقد اصبحنا بالنتيجة نشك بالنظام الموجود لأننا عندما نسمع الحكام والقوى الأقوى تصرح بعجزها وبانهم لم يدعوها تعمل نعتقد اذن بوجود مشكلة ما. لقد سألت رئيس الحكومة عندما اجتمعنا به عن الأسباب التي لم تسمح له بتنفيذ مشروع اضاءه طرابلس ومنطقة الشمال اي مشروع نور الفيحاء وذلك عندما كان رئيس حكومة من قبل أجابني بانهم لم يدعوه يفعل. لذا أنا اعتقد بوجود مشكلة في النظام وعلينا البحث عن وسيلة حكم جديدة ولتكن إما بيد رئيس الجمهورية أو مجلس الوزراء مجتمعا أو غيره ِ المهم أن علينا الوصول الى نهج جديد ووسائل جديده للوصول الى النتيجة المرجوة .
ويقول عن وزير السياحة الجديد: عندما اجتمعنا به وجدناه رجلا براغماتيا وواقعيا وقد صارحنا بانه في ظل الظروف الحاليه لا نستطيع انجاز الكثير انما يوجد أشياء باستطاعتنا القيام بها وقد قال بأن وزارة السياحة لا تقوم بدوننا وسألنا رأينا بما يجب القيام به وما هي اولوياتنا لتحسين الوضع ولو قليلا وقد اجبناه أنه خلال الوقت الضائع يجب تطوير القوانين. للحقيقه قمنا بعدة دراسات لتطوير القوانين لكنها نامت في أدراج الوزارة وبعضها تم رفضه من بعض الوزراء لأنهم اعتبروها شديدة التطور الى درجة كبيرة وهذا التطوير هو للعلم عبارة عن شراكة بين القطاع الخاص والعام وهذا الأخير لا يحب مشاركة القطاع الخاص إذ يريد بقاء القرار بيده و100% له. وقد تبين أن 90%من القرارات التي اتخذت كانت فاشلة...
} تجربة ناجحة في الصيف }
ويتابع: لقد مررتم بتجربه ناجحه خلال الصيف بعد دعوة للمغتربين بالقدوم الى لبنان وقد فعلوا بكثافة لكنهم لم يستمروا بسبب كم المشاكل التي واجهتهم في تأمين الكهرباء والمحروقات وغيرها من الأمور.
اننا مجبرون على القيام بواجباتنا وعلى كل وزاره القيام بمسؤولياتها.ان المشكلة الموجودة لدينا تتراكم منذ ثلاثين عاماوخلال ثلاثة أشهر اوقعونا في كارثة توازي الثلاثين عام الماضيه .
وحول عدد الذين اتوا الى لبنان قال الاشقر: انا لا أستطيع إعطاء أرقام دقيقة انما وزارة الماليه ووزارة الإقتصاد وحاكميه مصرف لبنان باستطاعتهم ذلك. اننا نقدر بانه تم دخول اكثر من ملياري دولار لكن مشكلة السائح العراقي الذي كان يأتي بكثافة كبرى الى لبنان انه تم الزامه بالحجر لمدة 4 ايام في فنادق مختارة وبأسعار محددة مما سبب باقصائه.
وايد الاشقر امين عام اتحاد النقابات السياحية الذي هدد باقفال الفنادق بسبب المازوت
يوجد واقع نحاول التعايش معه فمثلا فندق مؤلف من 100غرفة لكي يستوفي ثمن المازوت الذي يصرفه عليه تأمين ايراد 35 غرفة وإذا لم يحقق ذلك فالأجدى إقفال الفندق بدل الخسارة. ان مشاكلنا كلها هي بسبب الكهرباء وقد خسرت الدوله 40 مليار دولار بسببها ولا زالت المشكلة هي نفسها ولم نتقدم خطوة واحدة.
ألم يريحكم قرار الدفع بالدولار نقدا ويعوضع عليكم؟
«البحصه تسند خابيه» لكن كم أجنبي يقصد لبنان حاليا؟... انه لا يشكل أكثر من 5%من نزلاء الفنادق.
ان السائح لا يشعر بهذه المشاكل انما صاحب الفندق هو من يتكلف ويتكبد الهم ومسؤولية الصرف والخسارة. انه لا يشعر بشئ الا اذا اضطر لاستئجار سياره فيضطر لتأمين البنزين لها ونحن كمؤسسات سياحيه كنا نساعد في ذلك. للحقيقه إن اخبارنا منتشره في العالم كله لا سيما إنفجار المرفأ الذي تابعه العالم كله كما ان المنظمات الدوليه تصدر تباعا تقاريرها عن الفساد في لبنان وسيطرة حزب الله على البلاد والقضاء الضعيف والحوادث الأمنية ِ كما ان التواصل الإجتماعي قد نشر اخبارنا بما فيه الكفاية. ان مشاكلنا كلها للأسف ناتجة عن السياسة في البلد. اننا اليوم نتمنى نجاح الحكومة الجديده وخصوصا وزير السياحة فإذا كانت الآذان صاغيه والنيات الصافية موجودة للتعاون فباستطاعتنا النجاح معا.