سجلت أسعار النفط تفاؤلا حذرا، خاصة مع تسجيل الخام الأمريكي خسائر طفيفة، واقتراب سعره من 69 دولارا لبرميل النفط الواحد.
سجلت أسعار النفط، اليوم الأحد 3 تشرين الأول، ارتفاعا كبيرا، حيث قاربت لأعلى مستويات لها منذ 3 سنوات تقريبا، حيث وصل سعر برميل النفط لأكثر من 79 دولارا تقريبا.
ودعم هذا الارتفاع التقارير التي توقعت محافظة وزراء "أوبك +" على معدلات معتدلة لرفع إنتاج النفط، خلال اجتماعها الأسبوع الجاري.
تداول هادئ
ذكرت وكالة "فرانس برس" أن التداول في أسواق النفط كان هادئا، بعدما لجأ المستثمرون لصفقات تحقق لهم بعض المكاسب، عقب تحقيقهم الخسائر الأخيرة.
وأرجعت الوكالة ذلك الأمر، إلى تزايد المخاوف بشأن تباطؤ الطلب بسبب تأثير التخفيضات الحادة، التي قامت بها المملكة العربية السعودية في أسعار الوقود لعقود الخام الخفيف الخاص بها للأسواق الآسيوية.
وارتفعت كذلك العقود الآجلة في خام برنت لشهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بنحو 31 سنتا تقريبا بنحو 0.4% لتصل إلى 72.53 دولار لبرميل النفط.
وكانت أسعار العقود الآجلة لخام برنت قد هبطت أمس الاثنين بنحو 39 سنتا.
ووصل سعر خام غرب تكساس، الذي يوصف بأنه الوسيط الأميركي، في العقود الآجلة لشهر تشرين الأول، إلى سعر 69.14 دولار أميركي لبرميل النفط الواحد، وهو ما يعتبر انخفاضا بنحو 15 سنتا بنحو 0.2%.
مكاسب متتالية
وسجل خام برنت مكاسب أسبوعية تعد الرابعة على التوالي، فيما سجل خام غرب تكساس، الوسيط الأميركي، مكاسب أسبوعية وصفت بأنها السادسة على التوالي.
ورصدت وكالة "رويتر" أسعار النفط اليوم، حيث سجل خام برنت 79.29 دولارا لبرميل النفط الواحد.
وسجلت أسعار النفط 79.28 دولارا لبرميل النفط الواحد، للعقود الآجلة لخام برنت.
وسجلت أسعار خام غرب تكساس، الوسيط الأميركي، للعقود الآجلة سعر 75.88 دولارا لبرميل النفط الواحد.
سياسات أوبك+
وأرجعت وكالة "فرانس برس" هذا الارتفاع في أسعار النفط، يرجع إلى ترقب إعلان سياسات "أوبك+" وأمريكا والصين المرتقبة تجاه النفط.
ونقلت الوكالة عن مهماه بوزيان، الخبير في شؤون الطاقة، قوله إن المنحى التصاعدي سيستمر، والذي سيصل إلى أكثر من 85 دولارا للبرميل ضمن طفرة استثنائية غير مسبوقة.
وأرجع ذلك إلى عدة عوامل، التي جاء أولها التزام مجموعة "أوبك+" خلال اجتماعها المرتقب، بالزيادة المتفق عليها دوريا.
وتوقع بوزيان أن تتوجه أسعار النفط لمضاعفة قيمة أطول صعود سنوي مضطرد، بسبب سياسات أميركا والصين تجاه النفط.
وأشار إلى أن اضطراب الإمدادات المستمرة في أمريكا، ولجوئها إلى دول أخرى للحصول على إمدادات النفط أدى لارتفاع أسعارها.
كما أن تراجع مخزونات الخام الأمريكي إلى أدنى مستوى لها منذ ثلاث سنوات، رغم معاودتها الارتفاع في الوقت الحالي، وتدني قيمة الدولار الأمريكي مقابل سلة العملات الرئيسية الأخرى، أدى أيضا لارتفاع أسعار النفط حاليا، علاوة على تحركات سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي سيبدأ التوسع في تقليص مشتريات الأصول شهر نوفمبر القادم وربما لجوءه إلى رفع أسعار الفائدة في أقرب وقت من العام الحالي.
انخفاض متوقع
ورغم الارتفاع الحالي لأسعار النفط، توقعت تقارير صحفية انخفاض أسعار النفط العالمية، تخوفا من التضخم العالمي.
وأرجع سيد حسين، خبير أسواق النفط، في تصريحات خاصة لموقع "أهل مصر"، الارتفاع الحالي لأسعار النفط، إلى ارتفاع الطلب بشكل كبير، وخفض حجم المعروض سواء من النفط أو الغاز الطبيعي.
تطعيمات كورونا
تتوقع السعودية أن تساهم تطعيمات فيروس كورونا حول العالم في إعادة التوازن لسوق النفط.
وقال وزير الطاقة السعودي عبدالعزيز بن سلمان، إن تطعيمات كورونا حول العالم، تعمل على إعادة التوازن إلى سوق النفط، لافتا إلى أن هناك دلائل واضحة على تحسن الطلب على النفط.
وأوضح أن السوق يرحب بمعروض إضافي من قبل تحالف "أوبك +"، مشيرا إلى أن الطلب الصيني والأميركي على النفط في تحسن بسبب تطعيمات كورونا، غير أن الوزير السعودي اعتبر، فى الوقت ذاته، أن "الأفق ما زال غائما".
وفي وقت سابق، اتفقت دول "أوبك+" على مواصلة الالتزام بكافة بنود الاتفاق الحالي، والذي يتضمن زيادة إنتاج النفط في أكتوبر المقبل بقدر يصل إلى 400 ألف برميل نفط يوميا.
اتفاق أوبك+
وكانت دول أوبك+، وهو ذلك التحالف لمنتجي أوبك، وبعض المنتجين المستقلين للنفط ومن بينهم روسيا، قد أقرت بخفض إنتاج النفط بنحو 9.7 مليون برميل نفط يوميا، منذ أيار من عام 2020 الماضي.
ويأتي قرار "أوبك+"، بسبب انخفاض الطلب على النفط، بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد في مختلف دول العالم.
ولكن مع استقرار الأوضاع، رفع التحالف منذ آب 2021، الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل نفط يوميًا، والذي وصفته تقارير بأنه خطوة للانسحاب التدريجي من التزامات خفض الإنتاج في نهاية أيلول لعام 2022 المقبل.
وتم تخفيض إنتاج النفط من قبل تحالف "أوبك+" منذ آب الماضي بنحو 5.36 مليون برميل نفط يوميا، في خطوة حظت بدعم جميع الأعضاء، فيما قررت روسيا والسعودية أن يتم الخفض بنحو 11 مليون برميل نفط يوميا.
واتفق أعضاء "أوبك+" أنه اعتبارًا من أيار 2022، سيتم رفع قاعدة خفض إنتاج النفط لعدد من الدول والتي جاءت على النحو التالي "روسيا، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والعراق، والكويت".
ورصد الاتفاق أنه بالنسبة لروسيا والسعودية، سيرتفع الإنتاج بمقدار 500 مليون برميل، إلى 11.5 مليون برميل يوميًا.
وقرر تحالف "أوبك+" أيضا، خلال اجتماعه الأخير، أنه سيتم رفع خط الأساس لإنتاجها من 43.8 إلى 45.5 مليون برميل يومياً، اعتباراً من أيار 2022.
وحددت الإمارات، مقدار الخفض في الإنتاج عند 3.5 ملايين يوميا، فيما رفعته كلا من الكويت والعراق بـ 150 ألف برميل يوميا، لكل منهما؛ وذلك اعتباراً من أيار المقبل.