أعربت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا عن قلقها من تقارير عن تعرض المهاجرين بطرابلس للقتل والتعنيف. كما أعربت عن بالغ قلقها حيال عمليات الاحتجاز التي نفذتها الحكومة الليبية بحق آلاف المهاجرين في طرابلس.
ودعت الأمم المتحدة السلطات الليبية إلى التحقيق "في ما ورد من استخدام القوات الأمنية للقوة المميتة والمفرطة بحق المهاجرين" ضمن عمليات أمنية في إحدى مناطق العاصمة الليبية طرابلس، الجمعة. وشددت على ضرورة احترام السلطات الليبية لحقوق الإنسان وحفظ كرامة المهاجرين واللاجئين.
وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة المنسقة المقيمة للشؤون الإنسانية في ليبيا، جورجيت غانيون، في بيان، السبت، إن الأمم المتحدة تلقت تقارير أفادت بتعرض مهاجر شاب لإطلاق نار أدى لوفاته، بينما جُرح 15 مهاجرا آخرون جراء إصابتهم بإطلاق نار، أثناء مداهمة السلطات الليبية منطقة تؤوي مهاجرين في طرابلس اثنان منهم في حالة خطرة وهما الآن في العناية المركزة.
ودعت السلطات الليبية للتحقيق في استخدام محتمل للقوة المميتة والمفرطة بحق المهاجرين.
كشف مسؤولون ليبيون السبت، أن حملة ملاحقة واسعة في غرب ليبيا أدت إلى اعتقال 4 آلاف مهاجر، من بينهم مئات النساء والأطفال. فيما قالت الأمم المتحدة إن التقارير الأولية تشير إلى مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة 15 آخرين في الحملة.
وكانت المداهمات بدأت الجمعة في بلدة قرقارش الغربية، في إطار ما وصفتها السلطات بحملة أمنية ضد الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات، لكن وزارة الداخلية، التي قادت الحملة، لم تشر إلى اعتقال أي مهربين.
وبعد أن أعلن مسؤولون الجمعة، أنه تم اعتقال 500 مهاجر غير شرعي، أفادوا السبت بأن العدد وصل إلى 4 آلاف شخص.
وتقع قرقارش، وهي مركز معروف للمهاجرين واللاجئين، على بعد نحو 12 كيلومترا غربي طرابلس، العاصمة الليبية. وقد شهدت البلدة عدة موجات من الحملات ضد المهاجرين على مر السنين، لكن نشطاء وصفوا الموجة الأخيرة بأنها الأعنف حتى الآن.
من جانبه، أوضح العقيد نوري القريتلي، رئيس المركز، أن المحتجزين تم تجميعهم في منشأة بطرابلس تسمى مركز التجميع والعودة. وقال إن المهاجرين تم توزيعهم على مراكز الاحتجاز في طرابلس والبلدات المحيطة.
بدوره، أفاد مسؤول حكومي أن السلطات "سترحل أكبر عدد ممكن" من المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية.
وأضاف أن العديد من المعتقلين عاشوا بشكل غير قانوني في ليبيا لسنوات. تحدث المسؤول بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
وتأتي هذه الحملة وسط تصاعد في عمليات العبور ومحاولة عبور البحر المتوسط إلى أوروبا، فقد اعترض خفر السواحل الليبي نحو 25300 مهاجر وأعادهم إلى الشواطئ الليبية حتى الآن هذا العام.