نظمت أكاديمية دويتشه فيله الألمانية مؤتمراً حول التربية الإعلامية والمعلوماتية في لبنان بهدف تعزيزها واستطلاع سبل إدراجها في المناهج التعليمية في المدارس والجامعات اللبنانية بحضور أكاديميين ومدراء مدارس وممثلين عن وزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والانماء.
وتطرق المؤتمر، الذي عقد على مدى يومين في بيروت، تزامناً مع مؤتمرات مماثلة عقدت بشكل مواز في كل من فلسطين والأردن وتونس، الى جهود العاملين على تعزيز التربية الإعلامية والمعلوماتية في لبنان، من خلال عرض نماذج وتجارب شهدها لبنان خلال السنوات الأخيرة.
وتطرقت الجلسات بشكل خاص الى العوائق والتحديات التي حالت حتى الآن دون إدراج التربية الإعلامية والمعلوماتية كمادة تعليمية في المدارس، سواء من ضمن المنهاج التعليمي أو ضمن النشاطات اللاصفية، في وقت يواجه فيه الطلاب تدفق المعلومات وسيلاً من الأخبار المضللة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من دون امتلاك مهارات التعامل معها.
وشددت مديرة برامج أكاديمية دويتشه فيله في لبنان منى نجار خلال كلمة افتتاحية على أهمية التربية الإعلامية والمعلوماتية في لبنان والعالم من أجل أن "نطبق حقنا في حرية التعبير وفي المشاركة السياسية، ونطور التفكير النقدي لدينا ونكون مواطنات ومواطنين وليس مستهلكات ومستهلكين فقط، وان نفهم تأثير الإعلام علينا كأفراد وكمجتمع، وكذلك أن نتخذ قرارات واعية ونستطيع أن ننتج مضمونا إعلاميا مسؤولا وأن نكشف عن التحيّز والكذب والتضليل".
وأشارت نجار إلى عقبات رئيسة تحول حتى الآن دون تطبيق أكبر للتربية الإعلامية، أهمها "النقص في الكادر التدريبي الملم بمفهوم التربية الإعلامية والمعلوماتية بشكل كامل، والنقص في المواد التدريبية والمناهج باللغة العربية المتوفرة رقمياً"، داعية الى "الضغط المستمر في السياق الجامعي والمدرسي والإعلامي وفي المساحة العامة والمطالبة باعتماد التربية الإعلامية، ثم التعّلم من الآخرين، محليا، إقليميا وعالميا، والانفتاح على تجارب أخرى".
وبعد استماعها الى نماذج تربوية ناجحة بمبادرات فردية من إدارات المدارس في كل من مدرسة يسوع ومريم وثانوية راشيا الرسمية، أبدت مديرة التوجيه والإرشاد في وزارة التربية هيلدا خوري استعداد الوزارة للتعاون مع المنظمات المعنية والأكاديميين العاملين في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية في لبنان من أجل إدخال هذه المادة الى المدارس ضمن النشاطات اللاصفية على المدى القصير، بانتظار استكمال ورشة وضع المناهج الجديدة على المدى البعيد.
وتلقى المشاركون في المؤتمر تدريباً تقنياً تطرق بشكل خاص إلى مهارات التحقق من الأخبار الزائفة والمضللة، إضافة إلى كيفية استخدام أسلوب السرد القصصي في إعداد تقارير.
وتعمل أكاديمية دويتشه فيله في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية في لبنان منذ العام 2016 بالتعاون مع مؤسسات أهلية. وتم تطبيقها في بعض المدارس الرسمية والخاصة لتنمية شعور المواطنة وبناء السلام وتمكين الشباب من استعمال آمن لوسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التعلّم الالكترونية.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا