عيسى بو عيسى - الديار
في بداية الاسبوع ومع إنطلاقة الحكومة الجديدة في معالجة ملفات الاصلاح المطلوبة من المجتمع الدولي، إستفاق البلد على أكثر من فاجعة إنفجرت في وجه الحكومة الطرية العود، وظهرت في الافق غيوم سوداء في سماء السياسة والقضاء والمال دفعة واحدة، وذهبت الانظار نحو معالجة التداعيات الخطيرة للعديد من الامور المستعصية والمستجدة في آن واحد حسب مصادر سياسية وفق التالي:
1 - تبلغ المُحقق العدلي في قضية إنفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار دعوى طلب كفّ يده عن التحقيق في الإنفجار، بعد سلسلة من المواقف التصاعدية والسلبية في وجه مسار تحقيقاته من مختلف الطوائف والاحزاب، إبتداء من حزب الله وبعض نوابه الذين إعترضوا على عمل المحقق العدلي، ودار الفتوى التي إستنكرت طلب الاستماع للرئيس حسان دياب كمتهم في هذه القضية، ووصفت المسألة بأنها تشكل تخطيا للخط الأحمر، وصولا الى النائب نهاد المشنوق والدعوى التي تبلغها المحقق العدلي مقدّمة منه، والتي على أساسها تمت عملية كف يد القاضي بيطار، كذلك قدم «تيار المردة» دعوى إرتياب على خلفية الاستماع الى كل من الوزير السابق يوسف فنيانوس.
أما الاحزاب المسيحية الكبرى كالتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، فهي من مؤيدي عمل القاضي بيطار وإستكمال تحقيقاته حتى النهاية، ومن هنا تسأل المصادر السياسية عن مصير التحقيق في هذه الفاجعة الكبرى وإمكانية قبول محقق جديد السير في هذا الملف الشائك، خصوصا أن الانقسام بات واضحا في البلاد وعلى خلفية طائفية، بحيث يعترض المسلمون بأكثريتهم الساحقة إستكمال معرفة من فجّر المرفأ، فيما المسيحيون يؤيدون إستمرار التحقيق حتى الآخر، وتلفت المصادر عينها الى كيفية تعامل أهالي الضحايا مع تسارع التطورات، وإمكانية معرفة حقيقة من قتل أولادهم وأقاربهم؟؟
2 - في مسألة إنتخاب المغتربين للنواب الستة، يبدو أنها بدورها ستلحق بملف إنفجار المرفأ، بعد إعتراضات حسب المصادر، وأبرز ما جاء في هذا الاطار الاعتراضي ما قاله نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حين قال «مش راكبة القصة» !؟ في مقابل كلام واضح لرئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل الذي إعتبر تصويت المغتربين ثمرة نضال متواصل ومستمر ولا يجوز التهاون فيه، وكذلك فعلت القوات اللبنانية التي تؤيد إقتراع المنتشرين، خصوصا أنها نالت الجزء الاكبر من الاصوات، وحزب الكتائب بدوره لن يقف مكتوف الايدي إزاء عملية تهميش الاغتراب.
3 - وقعت عملية رفع سحوبات المودعين من المصارف في الفخ نفسه بحيث لن يتغير شيء قبل العام الجديد بحسب الفرصة التي طلبها مصرف لبنان، حتى وصل الامر الى قول رئيس لجنة المال والموازنة حرفياً : «هناك مفرمة ماشية للودائع» ! وهذا يعني أن كل ما تم التداول به عن رفع سقف السحوبات الى ثمانية اّلاف ليرة أو عشرة اّلاف للدولار الواحد إلتحق أيضا بنتائج التحقيقات في إنفجار المرفأ.
4- الفاجعة الرابعة حصلت بالأمس، وهي تأكيد وزير التربية عباس الحلبي أن حال الخزينة قد لا تسمح بتعديل الرواتب!
خلاصة الامر، وقياسا على ما تقدم من معوقات وإرباكات، تجزم هذه المصادر أن هذه السلطة ستركز على عمل وحيد يخدم مصالحها مفاده التالي : كيفية الإحتفاظ بالأكثريات النيابية على أبواب الانتخابات القادمة، وكل ما عداه أو تم ذكره يمكن إلغاؤه أو تأجيله أو الخلاص منه.