رجاء الخطيب
أمام معضلة كالكهرباء، وفي بلد كلبنان تتكبد فيه شركات الكهرباء يومياً مئات المليارات من الخسائر دون أي قدرة على مد المواطنين بالخدمة كما يجب، كان لا بد، ومع استفحال المشكلة ووصولها الى العتمة الشاملة، من البدء بالتفكير بالحلول البديلة والمستدامة.
تناقلت وسائل الإعلام خبر عن قيام شركة أميركية بطرح مشروع توليد كامل للكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية في ثلاث مدن لبنانية وهي طرابلس، البترون وصيدا، وقد بدأت بلدية صيدا واتحاد البلديات بالمفاوضات مع الشركة الطارحة لمشروع إنشاء معمل توليد كهرباء على الطاقة الشمسية لتوليد ١٠٠ ميغاواط تغطي استهلاك كافة صيدا والجوار في الزهراني ومخيم عين الحلوة ٢٤ على ٢٤ ساعة يومياً.
هكذا نوع من الحل لا يعد جذري وحسب، انما يوفر على جيب المواطن، ويكون مستدام وصديق للبيئة حيث تسهم ألواح الطاقة الشمسية في خفض انبعاثات الكربون، وحسب منظمة «إنرجي سيفينغ تراست» فإن نظام الطاقة الشمسية الكهروضوئية المنزلي النموذجي يمكن أن يخفض نحو ١٫٣ الى ١٫٦ طن من الكربون سنويا، حسب المكان الذي توجد فيه، وهو ما يتوجب علينا التفكير به حتى ولو تكاثرت علينا المشاكل، لكن تبقى الأرض هي المكان الوحيد الذي يأوينا والذي علينا التفكير به والحفاظ عليه عبر البحث عن حلول أكثر صداقة وملاءمة للبيئة.
العضو البلدي في بلدية صيدا السيد مصطفى حجازي أكد لـ «الديار» أن المفاوضات بشأن هذا المشروع قائماً بالفعل مع الشركة الأميركية والتي تدعى «بربولك تكنولجي إندستريس»
Parabolic Technology Industries لتوليد الطاقة الكهربائية عبر الطاقة الشمسية لصيدا والجوار، حيث قدمت الشركة عرض لإنتاج ١٠٠ ميغاوات، وقامت البلدية بتأمين قطعة الأرض بمساحة ٥٠٠ ألف متر مربع حيث BOT سيتم الاستثمار بنظام
لمدة ٣٠ عاماً تعود من بعدها ملكية الأرض الى البلدية، على أن يتم دفع الإيجار خلال هذه الفترة بشكل سنوي، ويعتبر كمصدر من عائدات البلدية.
وأكد أن المحامين حالياً يقومون بالاطلاع على الاتفاقية، على أن يتم إمضاءها في وقت قريب لتشكل حل جذري لمشكلة الكهرباء في مدينة صيدا والجوار، مشيراً الى أن التحدي الأبرز هو الشبكات التي سوف تقوم بتوزيع الطاقة على المنازل والمؤسسات ضمن نطاق المدينة، والتي طرح أن تكون عن طريق بطاقات مسبقة الدفع كحل يمكن أن تتم دراسته لاحقاً.
واشار الى أنه يتم حالياً النقاش مع المعنيين والجهات المختصة لانه لا يمكن استعمال أو إنشاء شبكات لتوليد الكهرباء في لبنان دون التنسيق مع وزارة الطاقة، كون ألحق الحصري لإنتاج الطاقة يعود لى كهرباء لبنان،ولفت إلى أنه في حال تم التواصل الى اتفاق، فإن المشروع بحاجة الى ٨ أشهر لتنفيذه. وفيما يتعلق بمعدل التكلفة الشهرية على المواطن، فإنه ما يزال قيد الدرس أيضاً وهو أحد البنود التي يتم الاتفاق عليها، مع حرص البلدية واتحاد البلديات على تأمين السعرالأنسب للمواطن دون أن يلعب فرق سعر صرف الدولار دوراً مؤثراً بشكل سلبي ومشكلاً لعبء إضافي.
إن لم نكن قادرين على التغيير الفوري، علينا التفكير بالتغيير على المدى البعيد، باستبدال كل ما بات قديماً ويمت للفساد الذي استشرى وأعاث في حياتنا الفساد والدمار،لأننا مسؤولون أمام أنفسنا ومستقبلنا واولادنا، مسؤولون أن نرثهم وطن يكونون قادرين على البقاء فيه، لا الهرب منه أو الموت على طرقاته وفي منازله التي أضحت كالمقابر، علينا الا نكرر أخطاء أسلافنا الذين اعتادوا أنماط رتيبة أنتجت عدم رغبة بالتغيير أو التطور وسمحت لمن هم غير أهل أن يحكموا هكذا وطنا بهكذا عقلية رجعية.